اعتبر مساعد الرئيس الروسي نيكولاي باتروشيف أن واشنطن ولندن تعملان على إحياء الإيديولوجية النازية في أوروبا لتوجيهها من جديد ضد روسيا، وذلك بالتزامن مع تأكيد موسكو أنها سترد بـ«الشكل المناسب» على قرار السلطات الأميركية إغلاق مراكز التأشيرة التابعة للسفارة الروسية في الولايات المتحدة.
ونقلت وكالة «تاس» عن باتروشيف قوله أمس لمجلة الدفاع الوطني الروسية: إن مسؤولي الولايات المتحدة وبريطانيا عادوا لدعمهم السابق للإيديولوجية الفاشية والنازية في أوروبا، وأوضح أن إحياء النازية تمت بموافقة من الولايات المتحدة وبريطانيا لاستخدامها مجدداً ضد روسيا، ولفت باتروشيف إلى أن روسيا عادت مجدداً لتحرير شعب أوكرانيا الذي طالت معاناته من الاحتلال الغربي، مذكراً بأن دول الغرب لم تكمل اجتثاث النازية من أوروبا كما اتفقت دول الحلفاء بمؤتمر يالطا في القرم عام 1945.
في الغضون، أعلن السفير الروسي في الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف أن السلطات الأميركية تتهرب من إجراء محادثات جادة مع روسيا، بما في ذلك مناقشة مبادرة السلام في أوكرانيا التي طرحها الرئيس فلاديمير بوتين، وقال إن «الإدارة الأميركية مهزوزة بسبب النجاحات التي تحققها روسيا.. وممثلوها يهربون ولا يريدون بدء محادثة جادة مع موسكو»، حسبما نقلت وكالة «سبوتنيك».
ورأى أنطونوف أن «زيارة الرئيس الروسي لكوريا الديمقراطية وفيتنام وضعت الأميركيين في ورطة، وبذلك ثبت إخفاق سياسة واشنطن الديكتاتورية والعقوبات، وتأكد من جديد أن الدول تراقب باهتمام كبير ما تفعله روسيا وتتواصل معها»، ومن جانب آخر ندد السفير الروسي بالعقوبات الأميركية المفروضة على شركة «كاسبرسكي لاب» الروسية، مؤكداً أنها مسيسة وتُظهر رغبة السلطات الأميركية في مساعدة شركاتها العاملة لمصلحة استخباراتها، وأوضح أنطونوف أن واشنطن ترغب بانتهاج أساليب غير شريفة لتعزيز قدرات شركاتها الخاصة، وفي وقت سابق، أعلنت السلطات الأميركية حظراً كاملاً على برامج شركة «كاسبرسكي لاب» في البلاد بحجة تهديدها المزعوم لسلامة البيانات، كما فرضت قيود التصدير على الشركة، ثم تم الإعلان عن عقوبات شخصية ضد العديد من كبار مديري الشركة.
وأمام التصرفات الأميركية العدائية لروسيا، أكدت متحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن موسكو سترد بالشكل المناسب على قرار السلطات الأميركية إغلاق مراكز التأشيرة التابعة للسفارة الروسية في الولايات المتحدة، وقالت: «إن تم تنفيذ مثل هذه الإجراءات، فإن الجانب الروسي سيرد بالشكل المناسب».
ميدانياً، أفادت وزارة الدفاع الروسية، أمس السبت، بأن الجيش الروسي شن ضربة «جماعية» على منشآت الطاقة الأوكرانية، التي تدعم مؤسسات التصنيع الحربي، مؤكدة تحقيق أهداف الضربة، وقالت «الدفاع» في بيان لها وفق «سبوتنيك»: «رداً على محاولات النظام الأوكراني في كييف إلحاق الضرر بمنشآت الطاقة الروسية، نفذت القوات المسلحة الروسية، الليلة، ضربة جماعية بأسلحة دقيقة بعيدة المدى من الجو والبحر وطائرات من دون طيار ضد منشآت الطاقة الأوكرانية التي كانت تدعم عمل مؤسسات المجمع الصناعي العسكري».
وأوضحت الوزارة أن الضربة استهدفت أيضاً «مستودعات الذخيرة وذخائر الطائرات، التي زودت بها القوات المسلحة الأوكرانية من قبل الدول الغربية، وتم تحقيق أهداف الضربة»، وأضاف البيان: «استهدفت وحدات من مجموعة «دنيبر» التابعة للقوات الروسية، القوة البشرية والعتاد لتشكيلات القوات المسلحة الأوكرانية في مناطق رابوتينو ومالايا توكماشكا، نيستريانكا في مقاطعة زابوروجيه، وتوكاريفكا في مقاطعة خيرسون».