توعدت بالرد.. والمجلس الأوروبي وافق على حزمة العقوبات الـ14 ضدها … موسكو: واشنطن تتحمل مسؤولية عن هجوم كييف على سيفاستوبول
| وكالات
حملت روسيا الولايات المتحدة مسؤولية الهجوم «الإرهابي» الأوكراني باستخدام صواريخ «أتاكمز» أميركية الصنع على مدينة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم وتوعدت بالرد وأشارت إلى استدعاء سفيرة واشنطن لدى موسكو احتجاجاً، على حين أعلن مجلس الاتحاد الأوروبي موافقته على الحزمة الـ14 من العقوبات ضد روسيا.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، أمس الإثنين: إنه تمّ استدعاء السفيرة الأميركية لدى موسكو لين تريسي على خلفية الهجوم الإرهابي في سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، وتابعت أنه تم إخطار السفيرة الأميركية أن بلادها تتحمل مسؤولية متساوية مع نظام كييف عن الهجوم الإرهابي في القرم، وأنّ الخطوات التي اتخذتها واشنطن «لن تمر من دون عقاب»، وشددت الخارجية الروسية على أن الولايات المتحدة باتت طرفاً في الصراع عبر تزويد القوات الأوكرانية بأسلحة تستخدم لضرب روسيا، وفق موقع «روسيا اليوم».
وفي السياق، حمّلت وزارة الدفاع الروسية الولايات المتحدة مسؤولية الهجوم الصاروخي، أمس الأحد، على شبه جزيرة القرم التي انضمت إلى الاتحاد الروسي، لكونه نفذ بوساطة صواريخ «أتاكمز» التي سلمتها واشنطن لكييف، وقالت الوزارة، في بيان، إن «مسؤولية الضربة الصاروخية المتعمدة على مدنيين في سيفاستوبول تقع في الدرجة الأولى على واشنطن التي زودت أوكرانيا بأسلحة»، وكذلك على سلطات كييف، مؤكدةً أن «أفعالاً كهذه لن تبقى من دون رد».
بدوره، وصف المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف، الهجوم الصاروخي الأوكراني على شبه جزيرة القرم، بأنّه همجي، وأكد في تصريح للصحفيين، أن «تورط الولايات المتحدة في العمليات القتالية التي أسفرت عن مقتل مدنيين روس لا يمكن إلا أن يكون له عواقب».
ورداً على سؤال عمّا إذا كان الكرملين يتفق مع الرأي القائل إن الهجوم الصاروخي على شبه جزيرة القرم والهجوم الإرهابي في داغستان هما حدثان من سلسلة واحدة، قال بيسكوف: «هناك هيئات تحقيق ستقوم بعملها، وبعد ذلك سيكون من الممكن استخلاص بعض الاستنتاجات، سواء كانت هذه سلسلة واحدة من الأحداث أم لا».
السفير الروسي في واشنطن، أناتولي أنطونوف، شدّد بدوره على أن قصف سيفاستوبول بصواريخ «أتاكمز» الأميركية «أظهر أن الإدارة الأميركية تقف إلى جانب الإرهاب الدولي، لكنّها لن تفلت من المسؤولية»، وقال إنطونوف للصحفيين، إن «الإدارة الأميركية انحازت إلى جانب الإرهاب الدولي بدعمها الواضح لجرائم نظام كييف والتغاضي عن الهجمات التي يشنها بانديرا على المدنيين».
وأول من أمس الأحد، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الأوكرانية هاجمت مدينة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم الروسية، بصواريخ أميركية الصنع من طراز «أتاكمز» المزودة بذخيرة عنقودية ما أدى إلى مقتل 5 أشخاص بينهم 3 أطفال وإصابة أكثر من 120 آخرين.
وبالتزامن مع الهجوم على شبه جزيرة القرم، استهدفت هجمات مسلحة، مساء أول من أمس الأحد، كنيستين أرثوذكسيتين وكنيساً يهودياً ومركزاً لشرطة المرور في ديربنت ومحج قلعة، وفتحت لجنة التحقيق الروسية في داغستان دعاوى جنائية بموجب مادة «الهجمات الإرهابية».
وأسفر الهجوم في داغستان عن مقتل 20 شخصاً من شرطيين ومدنيين وإصابة 46 شخصا، فيما أعلنت اللجنة، فجر أمس، عن تحييد 3 مسلحين في محج قلعة وإثنين في دربنت خلال عملية لمكافحة الإرهاب في داغستان.
بدورها، وصفت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو الهجوم الإرهابي الذي وقع في داغستان بأنه عمل استفزازي دنيء مخطط له بعناية من الخارج، وقالت في قناتها على تلغرام أمس: «أعتقد أن آلية الدفاع الرئيسية بالنسبة لنا هي الفهم الواضح بأن ما حدث ليس له شروط مسبقة موضوعية، وهو أمر غريب بالنسبة لنا ولكن تم التخطيط له بعناية من الخارج من أعدائنا وممول من قبلهم ويهدف على وجه التحديد إلى زرع الفتنة، هذه هي خطتهم».
في المقابل، أعلن مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنه سيتم الأسبوع المقبل تحويل الدفعة الأولى من عائدات الأصول الروسية المجمدة لأوكرانيا، وقال قبيل بدء اجتماع مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ، أن قرار التصرف بعائدات الأصول الروسية لزيادة المساعدة العسكرية لكييف قد يتم اتخاذه دون الإجماع عليه، وتجنب «الفيتو» الهنغاري.
من جهته، أعلن مجلس الاتحاد الأوروبي في بيان أن دول الاتحاد وافقت أمس الإثنين على الحزمة الرابعة عشرة من العقوبات ضد روسيا، وجاء في البيان: «وافق مجلس الاتحاد الأوروبي اليوم على الحزمة الرابعة عشرة من العقوبات الاقتصادية والفردية ضد روسيا. وتستهدف هذه الإجراءات قطاعات الطاقة والمالية والتجارة، وتجنب الالتفاف على عقوبات الاتحاد الأوروبي»، حسب وكالة «نوفوستي»
وسبق أن حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب من الاستيلاء على الأصول الروسية المجمدة أو أرباحها، وشدد على أن أي محاولة للمساس بها ستعدّ سرقة واضحة لن تمر دون عقاب، وجمد الغرب أموالا لروسيا بنحو 300 مليار يورو، نحو 200 مليار منها في الاتحاد الأوروبي، وأكد وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف أن لدى روسيا ما يكفي من العائدات والأصول الغربية وما يمكن مصادرته وتجميده، وأن روسيا سترد بقرارات مناسبة.