منهج تفكير وعمل..!
| غسان شمه
نتفق جميعاً أن كرتي القدم والسلة هما واجهة أساسية وكبرى لواقع التفكير والتطبيق على صعيد العمل الرياضي ومخرجاته ومنجزانه، ومن هنا يمكننا الولوج إلى السؤال الأساسي: هل يمكن أن نتطور في جانب أو جزء دون الآخر في ظل واقع يتسم بصورة قاتمة في مجمل تفاصيلها؟
ببساطة شديدة واقع كرة القدم يضعنا في نفق، كلما ظننا أننا نلمح ضوءاً ما في نهايته يتكشف الأمر عن وهم لا أكثر، وها هو منتخب الشباب يزيد من الوجع بعد خسارته القاسية أمام المنتخب الإماراتي، لنكتشف أن الحديث عن الفئات العمرية، والمحاسبة على أساس نتائجها، مجرد وهم آخر وهروب إلى الأمام لا أكثر على ما يبدو!
وفي الحقيقة أن آليات التفكير قد تنسحب على فئات واسعة في الوسط الكروي، فمن هلل للفوز على الفلسطيني، وله حق بالأمل، سرعان ما عاد وانتقد بشدة المنتخب والجهاز الفني واتحاد الكرة، وكأنه من الممكن أن نصل لنتائج إيجابية «وليست طفرات» في ظل العمل الفني والإداري الذي نعرفه جميعاً، ولكن الوهم يحملنا سريعاً إلى أمل ما يتسرب ويحط بنا على صخرة الواقع بقسوة..!
وفي منهجية التفكير على صعيد كرة السلة نصادف أيضاً ما يستحق السؤال والكثير من إشارات الاستفهام، فها هو اتحاد هذه اللعبة يعتذر عن المشاركة في بطولة آسيا لمنتخب الناشئات، ونضيع فرصة احتكاك مهمة، وقد نتعرض لغرامة مالية لأنه سبق أن ثبتنا هذه المشاركة، وقد أفاض المختصون في الحديث عن هذه الواقعة.
قبل ذلك أثيرت مشكلة منتخب الشباب دون نسيان المباركة له بوصوله إلى نصف نهائي غرب آسيا، حول عدم اختيار أي لاعب من الفريق الفائز بلقب دوري هذه الفئة، وتعالت الصرخات والانتقادات، وقُدمت المبررات ثم عادوا واختاروا لاعباً واحداً لضمه إلى منتخب الشباب كنوع من الترضية، فهل أخطأ المدرب ثم عاد عن الخطأ أم إن في الأمر أشياء أخرى نتيجة الضغط الكبير؟
ندرك أن هذه التفاصيل المختلفة في شكلها ومضمونها معروفة للجميع، والمتابعون يعرفونها ويعرفون أكثر منها، وما نود الإشارة إليه، من خلال ما سبق عرضه، هو الإشارة إلى طريقة في التفكير ومنهجية في العمل، تنطبق «باعتقادنا» على ما يجري في أروقة هذين الاتحادين، واتحادات أخرى ليست تحت الضوء بالشكل نفسه، وهو ما يجعل رياضتنا في حال من التراجع المستمر، أو على الأقل المراوحة في المكان وهو شكل آخر للتراجع الفني.
عن الجدوى أتحدث..هل من نافذة للجدوى؟.