مديرية زراعة اللاذقية.. الواقع والخطط الإنتاجية … باسم دوبا لـ«الوطن»: العمل على المتابعة لتنفيذ الخطط الإنتاجية والاستثمارية وتذليل الصعوبات
| محمود شاهين
الثروة الزراعية في سورية من أهم كنوز الطبيعة والاقتصاد، وقد أولت الدولة الجانب الزراعي عناية كبيرة سواء كان ذلك في الحراج أم في الأشجار المثمرة، وذلك تبعاً لتنوع المنتوجات، وتحولت سورية إلى دولة مكتفية، ثم إلى دولة قادرة على أن تصدّر منتوجها الزراعي، وتوزعت مديريات الزراعة في كل محافظة من سورية، ومحافظة اللاذقية من أغنى المحافظات السورية بالغطاء النباتي والزراعي.
التقينا الأستاذ باسم دوبا مدير زراعة اللاذقية الذي حدثنا عن الواقع الزراعي الحراجي والمثمر، وعن دور مديرية الزراعة وخطة الوزارة في كل الميادين.
المديرية ومهامها
تمتد مديرية زراعة اللاذقية من خلال دوائرها ومراكزها ووحداتها الإرشادية لتغطي معظم مناطق وقرى محافظة اللاذقية، حيث يبلغ عدد المهندسين الزراعيين /1642/ من أصل عدد العاملين الإجمالي الذي يبلغ نحو /8670/ عاملاً .
تتوزع مهام مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي بإعداد مشاريع الخطط الإنتاجية والاستثمارية، وتنظيم الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني في المحافظة.
الواقع الزراعي للحمضيات والزيتون
تبلغ المساحة الإجمالية للمحافظة /229689/هكتاراً موزعة وتبلغ الأراضي القابلة للزراعة 108583هكتاراً وتشكل 47.27 بالمئة من مساحة المحافظة، وتعدّ الحمضيات ركيزة الإنتاج الزراعي في أراضي الساحل، وقد قُدّر الإنتاج النهائي للحمضيات للموسم الماضي بنحو/644120/ طناً حيث تبلغ مساحة الحمضيات /31987/هكتاراً.
وأمّا الزيتون فهو يعدّ أهم الزراعات البعلية في المحافظة ويشكل حيزاً مهماً في تراثها وثقافتها، فقد قدر الإنتاج النهائي للزيتون من سنتين نحو 250 ألف طن، في حين قدّر الإنتاج النهائي للموسم الماضي نحو/41210/ أطنان، حيث تبلغ مساحة الزيتون 41389 هكتاراً.
الواقع الحراجي
تهتم دائرة الحراج بإدارة الغابات وتخديمها وتنظيمها وحمايتها من الأخطار المحيطة بها كما تعمل على إعادة تأهيل الغابات المتدهورة، وقد بلغت خطة التربية والتنمية لعام 2023 نحو 950 هكتاراً، بينما خطة ترميم الطرق الحراجية 1820كم، وخطة شق الطرق الحراجية 11.5كم، عدد الحرائق الحراجية لعام 2023 بلغ 66 حريقاً بمساحة 3602.44 هكتاراً، بينما عدد الحرائق الحراجية لعام 2023 بلغ 66 حريقاً، في حين عدد الحرائق الزراعية 517 حريقاً، وفي مجال الحماية بلغ عدد الضبوط الحراجية المنظمة من عناصر الضابطة الحراجية 982 ضبطاً.
برامج الوقاية والتوعية
تقوم دائرة الوقاية بتنفيذ عدّة حملات مجانية و شبه مجانية للآفات الأكثر انتشاراً في المحافظة تمّت مكافحة ذبابة الفاكهة ضمن /3331.86/ هكتاراً وحلم الصدأ /50/ هكتاراً، وبالنسبة لذبابة ثمار الزيتون نحو /544.3/ هكتاراً وأمّا فيما يتعلّق بعين الطاووس 1079.2هكتاراً، وفيما يتعلق بمكافحة فأر الحقل فقد تمّت المكافحة على مساحة 6740.8 هكتاراً وسوسة النخيل تمّ إتلاف /17/ شجرة ثمري+ /39/ مروحي +/12/ فسيلة من أمهاتها.
وتعمل دائرة المكافحة الحيوية على دعم برامج الإدارة المتكاملة والحد من استخدام المبيدات بهدف الحفاظ على التوازن الطبيعي في البيئة، حيث تنتج مديريتنا الأعداء الحيوية لآفات (البق الدقيقي على الحمضيات- العنكبوت الأحمر- فطريات التربة- المن القطني على التفاح– ديدان الثمار)، حيث تمّ خلال عام 2023 توزيع /1735320/ مفترساً وتوزيع /63615000/طفيل، كما بلغت الكميات المباعة والمجانية من المستحضر التجاري BIO-TH Wp المبيد الحيوي فطر التريكوديرما: تمّ توزيع /3237/ كغ .
إنتاج الغراس المثمرة
يتبع لمديريتنا /6/ مراكز زراعية لإنتاج الغراس المثمرة ذات المواصفات الإنتاجية العالية والخالية من الأمراض والحشرات، حيث بلغ عدد الغراس الموزعة والمبيعة نحو /849806/ غرسات (زيتون-حمضيات- مثمرة أخرى -وردة شامية).
الثروة الحيوانية
حظيت الثروة الحيوانية باهتمام خاص لتحسين الإنتاج الحيواني، وتلبية الاحتياجات المتزايدة للمستهلك وزيادة قدرتها التنافسية. وتتولى الدوائر المعنية بالثروة الحيوانية المسائل المتعلّقة بالقطعان الموجودة في محافظتنا، وقد بلغ عدد التلقيحات الوقائية المنفذة خلال العام2023 على قطعان الثروة الحيوانية نحو 1158281 بنسبة تنفيذ تفوق الـ100%.
التحول للإنتاج العضوي
تمّ تنفيذ المدارس الحقلية العضوية، كما تمّ تنفيذ الدورات التدريبية في مجال أساسيات الإنتاج العضوي وأساسيات ومبادئ الزراعة التجددية والإنتاج المستدام النظيف، وتنفيذ الأيام الحقلية والبيانات العملية الداعمة والمتوافقة مع التحول إلى نظام الإنتاج العضوي والزراعة التجددية، إضافة إلى تنفيذ ومتابعة بعض التجارب ذات الطابع البحثي العلمي، حيث بدأت تجربة إدخال الزعفران إلى محافظة اللاذقية عام 2018، وحالياً تمّ الانتقال لزراعة الأبصال المنتجة من خلال التجارب والتوسع في زراعة الزعفران ضمن حقول المزارعين وقد أعطت نتائج جيدة.
مشاريع التشجير المثمر
ينطلق مشروع الاستصلاح المجاني للأراضي الزراعية في ريف اللاذقية من كونه مكرمة من السيد الرئيس بشار الأسد لإيجاد مصادر دخل وتحويل الأراضي في الريف من أراضٍ غير قابلة للاستصلاح إلى أراضٍ زراعية وإدخالها ضمن الخطة الزراعية وضمن الإنتاج. بلغت المساحة المستصلحة بمشروع التشجير المثمر خلال عام 2023 نحو /2451.5/ دونماً، إنّ الهدف الجوهري والحقيقي من الاستصلاح المجاني يكمن بتقديم كل ما يلزم للسكان في القرى الريفية غير القادرين على استصلاح أراضيهم، من استصلاح وتأمين الغراس اللازمة للأراضي التي تصبح صالحة للزراعة وتساهم بذلك في توسيع العملية الإنتاجية الزراعية بشكل عام.
خطة الحراج
تقوم مديرية زراعة اللاذقية بتنفيذ خطة تحريج سنوية يتم فيها التركيز على المواقع الحراجية المتدهورة سواء نتيجة التعديات أم الحرائق حيث يراقب التجدد الطبيعي في هذه المواقع وفي حال تدني نسبة التجدد يتم التدخل بعدة طرق : التحريج المباشر ضمن الجيوب الترابية بالغراس الحراجية الملائمة بيئياً- في المواقع ذات نسبة التجدد الضعيفة جداَ أو المعدومة- البذر المباشر من خلال زراعة البذور الحراجية ضمن الجيوب الترابية بشكل مباشر وخصوصاً في المواقع ذات الانحدار الشديد.
وقد بلغت خطة التحريج لموسم 2022- 2023 بلغت 1000هكتار منها 631 هكتاراً مواقع محروقه وخطة إنتاج الغراس 610000 غرسة حراجية، بينما خطة الاستصلاح لعام 2023 بلغت 88.8 هكتاراً في موقع أم الطيور هو موقع محروق سابقاً وقد تمّ تنفيذ هذه الخطط بنسبة 100 بالمئة، فيما بلغت خطة التحريج لموسم 2023-2024 «900 هكتاراً» منها 190هكتاراً المواقع محروقة.
الواقع الزراعي ورعايته وتسويقه
تعدّ محافظة اللاذقية محافظة زراعية بامتياز تنتج ضمنها معظم أنواع الفواكه والخضر ورغم أنّ مديرية زراعة اللاذقية هي جهة تتولى مهمة الإشراف على إنتاج المنتجات الزراعية حتى الوصول لباب المزرعة حيث تتولى جهات حكومية أخرى مهمة التسويق إلّا أن المديرية تولي العملية التسويقية اهتماماً كبيراً لانعكاس التسويق على مردود المزارع
يعدّ محصول الحمضيات أكثر المحاصيل التي تعاني من الاختناقات التسويقية في المحافظة نتيجة عدّة أسباب منها ارتفاع أجور النقل والعمولات والرسوم التي تفرض على محصول الحمضيات إضافة إلى ارتفاع تكاليف عبوات التسويق واليد العاملة، وهذه المشاكل التسويقية التي لم يوجد حل لها حتى الآن تشكل عائقاً كبيراً أمام استمرار هذه الزراعة إذ إنّ الأسواق المحلّية لا تستوعب أكثر من 30 بالمئة من إجمالي الإنتاج، وإنّ إزالة العقبات أمام حركة المُنتَج إلى الأسواق الخارجية هي المفتاح الأساسي لاستمرار هذه الزراعة.
إنّ سورية تمتلك إمكانيات هائلة للإنتاج الزراعي إلا أن الأزمة التي تمر على سورية كان لها أثر سلبي كبير على هذا القطاع، وبشكل عام تعاني العملية التسويقية الزراعية من عدّة مشاكل من أبرزها: ارتفاع تكاليف عبوات التسويق وارتفاع أجور الوساطة وارتفاع أجور النقل بين المحافظات، ووجود العديد من المنتجات الزراعية لا تتحمل التخزين لفترة طويلة مما يتسبب بتلفها في حال لم يتم تسويقها بوقت سريع، وارتفاع تكلفة اليد العاملة.
تحظى مديرية زراعة اللاذقية بحيز كبير من اهتمامات وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي التي ترعى شؤون القطاع الزراعي على مستوى جميع المحافظات من خلال:
– الاهتمام المباشر بكل المشكلات التي تواجه القطاع الزراعي.
– المتابعة المباشرة لتنفيذ الخطط الإنتاجية والاستثمارية وتذليل كل الصعوبات والمعوقات التي تعترضها.
– المتابعة الميدانية لإخماد الحرائق الكبيرة والكوارث الطبيعية التي تصيب القطاع الزراعي كالعواصف الهوائية.
– الاهتمام بزراعة الحمضيات ودعمها من خلال برنامج إعادة إعمار بساتين الحمضيات وتطبيق برنامج الاعتمادية في محافظة اللاذقية.
– الاهتمام بالقطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني وإجراء الجولات الدورية باستمرار لتفقد حالة المحافظة.