أطلقت مع موسكو تدريبات مشتركة في بحر الصين الجنوبي … بكين: الولايات المتحدة مسؤولة عن انهيار محادثات الحد من التسلح
| وكالات
حملت وزارة الخارجية الصينية الجانب الأميركي المسؤولية الكاملة عن تعليق المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن الحد من التسلح، بالتزامن بدأت القوات البحرية الصينية والروسية تدريبات بحرية عسكرية مشتركة بالذخيرة الحية في بحر الصين الجنوبي وشرق المحيط الهادئ وشماله.
وتعليقاً على اتهام بعض المسؤولين الأميركيين للصين برفض الانخراط في المشاورات بشأن الحد من التسلح، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية «لين جيان» وفقاً لوكالة «شينخوا»: «قررت الصين تعليق المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن جولة جديدة من مشاورات ضبط الأسلحة ومنع انتشارها، وتقع المسؤولية عن هذا الوضع على عاتق الجانب الأميركي بشكل كامل».
وأشار إلى أنه لوقت طويل تجاهل الجانب الأميركي معارضة الصين الحازمة واحتجاجاتها المتكررة، وواصل بيع الأسلحة لتايوان واتخذ إجراءات تقوض بشكل خطير المصالح الأساسية للصين وتضر بالثقة المتبادلة بين الجانبين، ما قوض المناخ السياسي الضروري لاستمرار مشاورات ضبط الأسلحة.
وأعرب لين عن استعداد الصين للحفاظ على التواصل مع الولايات المتحدة بشأن قضايا ضبط التسلح الدولية على أساس الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين، مؤكداً أنه يتعين على الجانب الأميركي احترام المصالح الأساسية للصين وتهيئة الظروف اللازمة للحوار والتبادلات بين الجانبين.
وقبل ذلك، قال مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة فو تسونغ: إن بعض الدول تعتزم «إنشاء نظام آخر خارج النظام الحالي للقانون الدولي»، واصفاً حلف شمال الأطلسي «ناتو» بأنه «مثير للمشكلات»، جاء ذلك خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي ترأسته روسيا، إذ أضاف فو تسونغ: إن حلف «الناتو» يسعى إلى توسيع نطاق نفوذه، ما يثير المواجهة بين المعسكرات، ويلقي اللوم على دول خارج المنطقة لتأطيرها في الساحة الدولية، وأكد قائلاً: «التاريخ أثبت بوضوح أنه أينما امتدت يد الناتو فسوف يترتب على ذلك اضطراب وفوضى».
وتابع: إن «الصين تنصح الناتو وبعض الدول بإجراء بعض التدقيق الذاتي والتوقف عن كونهم مثيري الشغب وتعريض الأمن المشترك للخطر على حساب الآخرين»، وشدد أيضاً على أن التنمية والأمن المشتركين ضروريان لنظام دولي عادل، وعلى الحاجة إلى إصلاحات في النظام المالي الدولي وحوكمة الذكاء الاصطناعي لمساعدة البلدان النامية.
وقبل أيام طالبت بكين حلف شمال الأطلسي بـ«التوقف عن التحريض»، رداً على إبداء قادة الدول الأعضاء في الحلف «قلقهم العميق» حيال العلاقات الصينية- الروسية الوثيقة، واتهامهم الصين بتقديم مساعدة حيوية لروسيا في عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وقالت البعثة الصينية لدى الاتحاد الأوروبي في بيانٍ: «يجب على حلف شمال الأطلسي التوقف عن تضخيم ما يسمى تهديداً صينياً، وعن التحريض على المواجهة والتنافس، والمساهمة بشكل أكبر في السلام والاستقرار في العالم»، وأعربت الصين في بيانها عن «استيائها الشديد»، منددةً بالبيان الصادر عن قادة الحلف، و«المشبع بعقلية جديرة بالحرب الباردة وبخطاب عدائي ومملوء بالافتراءات والأكاذيب والتحريض والتشهير».
بالتزامن، بدأت القوات البحرية الصينية والروسية تدريبات بحرية عسكرية مشتركة بالذخيرة الحية في بحر الصين الجنوبي وشرق المحيط الهادئ وشماله، وقالت وزارة الدفاع الروسية: إن مراسم انطلاق التدريب البحري الروسي الصيني «التعاون البحري 2024» أقيمت في ميناء تشانجيانغ الصيني.
وأضافت: إنه خلال المناورات البحرية من المقرر أن تجري طواقم سفن تابعة للأسطول الروسي في المحيط الهادي وبحرية جيش التحرير الشعبي الصيني تدريبات مشتركة للدفاع الجوي وتدريبات مضادة للغواصات بمشاركة طائرات العمليات المضادة للغواصات التابعة للجيش الصيني.
بدورها، قالت صحيفة «غلوبال تايمز» التابعة للحكومة الصينية نقلاً عن بحرية الجيش الصيني: إن كلاً من البلدين سينشر ثلاث سفن على الأقل للمشاركة في التدريبات التي تستمر ثلاثة أيام، في حين أشارت وسائل إعلام رسمية روسية وصينية إلى أن البلدين يعززان العلاقات العسكرية والتجارية في السنوات القليلة الماضية بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على كل منهما.
وتمتلك روسيا والصين أضخم أسطولين حربيين في العالم، وفقاً لإحصاءات موقع «غلوبال فاير باور» الأميركي لعام 2024، ويتجاوز إجمالي ما تملكه الدولتان من وحدات بحرية 1500 وحدة، ولطالما أكدت موسكو وبكين أن أنشطتهما البحرية لا تستهدف أي دولة أخرى، بل تعملان على تعزيز القدرات القتالية وردع عوامل الأمن غير المستقرة في المنطقة.