بمشاركة مسؤولين مصريين كبار ونظرائهم من الأميركيين والقطريين ورئيس مخابرات الاحتلال … اجتماع رباعي في روما لتنشيط مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
| وكالات
عقد في العاصمة الإيطالية، روما، أمس الأحد، اجتماع رباعي ضم كبار المسؤولين المصريين ونظراءهم الأميركيين والقطريين، بحضور رئيس المخابرات الإسرائيلية، دافيد برنياع، في محاولة من الوسطاء للتوصل إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار في غزة.
وحسب موقع «النيل»، شارك في الاجتماع رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه»، وليام بيرنز، ومدير المخابرات المصرية، اللواء عباس كامل، ورئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إضافة إلى رئيس الموساد الإسرائيلي، في محاولة جديدة من الوسطاء لتقريب وجهات النظر بين الطرفين.
وقبيل هذه الجولة، أضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو على المقترح الذي جرى تداوله خلال الأسابيع الماضية ولاقى موافقة جميع الأطراف، عدداً من الشروط، أهمها ما يتعلق بآلية عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله، ومسألة بقاء جيش الاحتلال في محور فيلادليفا.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن الاجتماع انعقد وسط «تشاؤم» عبّر عنه المسؤولون في فريق التفاوض الإسرائيلي، بعد أن قدمت إسرائيل مساء أول من أمس السبت ردها المحدث على الخطوط العريضة.
ومساء السبت، قال موقع «والا» الإسرائيلي، إن «تل أبيب» قدمت «مقترحها المحدث» إلى واشنطن بشأن صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، وأضاف الموقع، إن المقترح يتضمن المطالب الجديدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وعلى وجه الخصوص «إنشاء آلية رقابية تمنع عودة النازحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله»، وأضاف: «يعتقد كبار المسؤولين في فريق التفاوض والجهاز الأمني أن حماس لن تقبل بهذا الشرط، وأن ذلك سيؤدي إلى أزمة في المحادثات»
والسبت، أيضا، حذّر مسؤولون إسرائيليون من أن مطالب نتنياهو الجديدة بشأن المفاوضات الرامية للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى تمثل «ضربة قاضية للمفاوضات»، ونقلت صحيفة «هآرتس» عن أحد كبار المفاوضين الإسرائيليين في المحادثات الحالية من دون تسميته، قوله إن نتنياهو يقود «عن عِلم إلى أزمة في المحادثات مع حماس في محاولة لتحسين المواقف»، قائلاً إن «هذا يشكل مخاطرة غير محسوبة على حياة المختطفين في غزة»، لافتاً إلى أن «الطلب الإسرائيلي الجديد بإنشاء آلية تفتيش أمني وسط قطاع غزة لمنع مرور النازحين من جنوب القطاع إلى شماله يمثل ضربة قاضية للمفاوضات».
وأضاف المسؤول «الكبير» إن «فريق التفاوض أبلغ نتنياهو بأوضح طريقة ممكنة أنه لن يتم إيجاد آلية في الأسابيع المقبلة من شأنها أن تمنع مرور النازحين تكون مقبولة لدى حماس».
وبداية حزيران الماضي، طرح الرئيس الأميركي جو بايدن بنود الصفقة التي قال إن إسرائيل عرضتها عليه «لوقف القتال والإفراج عن جميع المختطفين»، وقبلتها حماس وقتها، حسب إعلام إسرائيلي، لكن نتنياهو أضاف شروطاً جديدة اعتبر وزير الدفاع في حكومة الاحتلال يوآف غالانت ورئيس «الموساد» برنياع، أنها ستعرقل التوصل إلى صفقة.
وتضمنت هذه الشروط منع عودة النازحين الفلسطينين من جنوب قطاع غزة إلى شماله عبر تفتيش العائدين عند محور «نتساريم» الذي أقامه جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب مدينة غزة ويفصل شمال القطاع عن جنوبه، وبقاء جيش الاحتلال الإسرائيلي في محور فيلادلفيا الذي أعلن السيطرة عليه في 29 أيار 2024.
وعلى مدى أشهر تحاول جهود وساطة تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس يضمن تبادلاً للأسرى من الجانبين ووقفاً لإطلاق النار يفضي إلى ضمان دخول المساعدات الإنسانية للقطاع الفلسطيني، غير أن جهود الوساطة أعيقت على خلفية رفض نتنياهو الاستجابة لمطالب حماس بوقف كامل للحرب.
ولا يتأمل الفلسطينيون كثيراً من هذه اللقاءات، بعد تكرارها عشرات المرات من دون الوصول لاتفاق، في ظل استمرار إفشال نتنياهو لكل المقترحات التي يقدمها الوسطاء، ففي مقابل مرونة تبديها حماس، تبدو مراوغات مستمرة وححج وشروط واهية يضعها لإطالة أمد الحرب والإفلات من الملاحقات القضائية.