بزشكيان نُصب رسمياً رئيساً لإيران ويؤدي اليمين الدستورية غداً بحضور 70 وفداً أجنبياً … الخامنئي: قوّة المقاومة تتعاظم والاحتلال أخفق في كسرها
| وكالات
أقيمت في طهران أمس مراسم التنصيب الرسمي لمسعود بزشكيان، رئيساً تاسعاً للجمهورية الإسلامية الإيرانية، بحضور قائد الثورة الإسلامية الإيرانية علي الخامنئي، الذي أكد بخطاب له بعد مراسم التنصيب أن قضية غزة أصبحت قضية عالمية، والكيان الإسرائيلي عبارة عن «عصابة إجرامية من القتلة والإرهابيين».
وشدّد الخامنئي على أن «قوّة المقاومة تتعاظم أكثر فأكثر يوماً بعد يوم، والكيان الإسرائيلي لم يتمكن من كسر المقاومة وتركيعها»، كذلك رأى أن «السيادة الشعبية في إيران، هي نتيجة ثورة ونهضة الشعب في مواجهة المحن والمصائب الماضية»، معقباً إن «الشعب الإيراني هو المنتصر في الانتخابات»، حسب وسائل إعلام إيرانية.
وأشاد الخامنئي بالأجواء التي عُقدت فيها الدورة الـ14، لكونها جرت بأفضل شكل ضمن أجواء تنافسية جيدة وأخلاقية، منوهاً بالكلمة التي ألقاها بزشكيان، وقال: إنها «تدلّ على التزامه بمبادئ السيادة الدينية الشعبية»، كما لفت الخامنئي إلى أن بزشكيان وحكومته «سيكونان مع الناس وسيستفيدان من طاقة الشعب للوصول إلى الأهداف التي عبّر عنها»، مضيفاً: إن «الشعب انتخب رئيساً جديراً، ذا رؤية عميقة ونتمنى لحكومته كل التوفيق».
وأوضح الخامنئي أن «الاجتماعات التنسيقية بين رؤساء السلطات الثلاث، تُشكّل فرصةً مُهمة وأوصي باستمرارها، كما أن الأولوية هي للعامل الاقتصادي، وعلينا القيام بتحرّكٍ اقتصادي وأن نتابع خطوات الحكومة السابقة لإنجاز خطوات جديدة»، ودعا المسؤولين الإيرانيين إلى «الاهتمام بالقدرات والكفاءات الذاتية، من دون أن يعني ذلك عدم الاستفادة من الطاقات الخارجية».
وأضاف الخامنئي: إنه «أمام الأحداث والتطورات في العالم والمنطقة، يجب أن يكون تعاملنا فعالاً ونشطاً وليس انفعالياً»، مردفاً بالقــول: إن «كــل حدث في المنطقة والعالم، يجب أن يكون لنا موقف واضح منه، ونطرحه بصراحة»، وعن السياسة الخارجية لإيران، أكد الخامنئي أنه لدى إيران «أولويات في السياسة الخارجية إحـداها دول الجـوار»، ولفت إلى أن إيران ليـس لديها عداء مع الدول الأوروبية، «لكنّها ليست ضمن أولوياتهــا»، لأن سـياسة تلك البلـدان تجاه إيران «لم تكـن جيـدة في ملفاتٍ عدّة».
بدوره قال بزشكيان بعد تنصيبه رسمياً: إنه اليوم مسؤول أمام كل الشعب الإيراني عن تنفيذ قوانين البلاد، مضيفاً: «نريد لإيران أن تتمتع بالعدالة الاجتماعية وتمنح الحريات للمواطنين كافّة، وأن تكون مقتدرة وتملك القدرات الردعية والدفاعية».
وأشار إلى أن إيران يجب أن تصل إلى المرتبة الأولى في المجال الاقتصادي، وأن تعزز مكانتها في العالم الإسلامي، متابعاً: «يجب أن تكون لدينا علاقات مبنية على التعامل البنّاء مع دول العالم خصوصاً الدول الإسلامية».
وأكد أنه سيسعى لتعزيز مكانة إيران وتعزيز علاقاتها الدولية «على أساس مبدأ العزة»، متعهداً هو وحكومته المقبلة بـ«التزام الأطر العامة للقيادة بهدف تطوير البلاد»، كما شدّد على أن وحدة الشعب الإيراني وقيادته هي «من تضمن لنا التقدّم نحو إيران القوية»، متعهداً أمام قائد الثورة أنه «لن نسلك طريقاً إلا طريق العدالة والإنصاف، وأن نواصل طريق الشهداء الذين خدموا هذا الشعب».
من ناحيته، قدّم وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي خلال مراسم التنصيب تقريراً عن عملية إجراء الجولتين الأولى والثانية، من الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة، وقال: إن «إيران وشعبها نجحا في إجراء الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة بكلّ ديمقراطية»، وأضاف: إن فترة الانتخابات التي استمرت 35 يوماً امتلأت بأجواء حزينة على استشهاد الرئيس إبراهيم رئيسي ورفاقه، وأوضح أن إيران أجرت 44 انتخاباً منذ بداية الثورة الإسلامية في إيران، مشيراً إلى أن الخامنئي «كان دائماً يدعم تحرّك البلاد نحو القمم».
وشارك في مراسم التنصيب أمس الأحد، أكثر من 2500 من المسؤولين المدنيين والعسكريين، ورؤساء وأساتذة الحوزات العلمية والجامعات وممثلو المهن المختلفة، وجمع من أسر الشهداء وسفراء البلدان الأجنبية المعتمدين لدى طهران.
وتقام غداً الثلاثاء مراسم أداء اليمين الدستورية للرئيس الإيراني، بمشاركة 70 وفداً أجنبياً يضمّ عدداً من كبار مسؤولي الدول والمنظّمات الدولية المتفرقة.
ووفق الوكالة الإيرانية الرسمية، فإن 10 رؤساء جمهورية سيقودون وفود بلدانهم إلى طهران للمشاركة في مراسم أداء اليمين الدستورية، فضلاً عن 15 وفداً يقودها رؤساء البرلمانات، و16 وفداً برئاسة مساعدي رؤساء الجمهورية ونوّاب رؤساء الوزراء ونواب رؤساء البرلمانات، و17 وفداً يترأسها ممثلو الأمناء العامين والسفراء، و12 وفداً يقودها السفراء المعتمدون لدى إيران.
وفاز بزشكيان في انتخابات الرئاسة الإيرانية بدورتها الثانية، بعد حصوله على 16384403 أصوات ما نسبته 53.6 بالمئة، مقابل 13538179 صوتاً للمرشح سعيد جليلي ما نسبته 44.3 بالمئة.