عربي ودولي

موسكو أكدت أنها تواجه حرباً مع الغرب في إطار محاولاته الهيمنة على العالم … بوتين: العدو سيتلقى الرد المناسب ومستعدون لإقامة نظام أمن متساو مع شركاء أجانب

| وكالات

اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن أوكرانيا تنفذ عبر هجومها على منطقة كورسك الروسية «وصايا» الغرب، وستلقى رداً مناسباً، واستبعد إمكانية إجراء مفاوضات سلام مع «من يهاجمون المنشآت النووية»، ومن جانب آخر، أعلن أن روسيا مستعدة للعمل مع شركاء أجانب لتطوير نظام للأمن المتساوي وغير القابل للتجزئة في العالم.

وحسب موقع «روسيا اليوم»، قال الرئيس الروسي: سيتم تقييم ما يجري في المناطق المتاخمة لأوكرانيا لكن المهمة الرئيسية الآن هي طرد العدو، جاء ذلك في اجتماع حول الوضع في منطقة كورسك، والهجوم الأوكراني عليها، حيث تابع بوتين إن العدو «سوف يستمر في محاولة زعزعة الاستقرار في الحدود المتاخمة لروسيا لزعزعة الوضع بالداخل الروسي.

واعتبر بوتين أن كييف تحاول تحسين مواقفها التفاوضية مستقبلاً عبر منطقة كورسك، وبشأن المفاوضات تساءل بوتين: «كيف يمكننا الحديث عن السلام مع من يهاجمون المنشآت النووية»، وأشار إلى أن النظام في كييف ينفذ وصايا الرعاة الغربيين، الذين يحاولون تحسين ظروف التفاوض، وأكد أن العدو سوف يتلقى «رداً مناسباً» من القوات الروسية، وشدد على أن روسيا «ستنجح في جميع المهام الموضوعة»، قائلا: «قواتنا تواصل التقدم على خط التماس رغم استفزاز نظام كييف».

في سياق منفصل، وفي رسالة تحية مصورة وجهها للمشاركين في المنتدى العسكري «الجيش 2024» الذي انطلق في ضواحي موسكو أمس الإثنين، قال بوتين: إن روسيا مستعدة للعمل مع شركاء أجانب لتطوير نظام للأمن المتساوي وغير القابل للتجزئة في العالم، وذلك حسب ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».

وأشار بوتين إلى أن هذا الحدث يحظى باهتمام المتخصصين من دول كثيرة عبر العالم، وقال: «نحن نقدر وندعم هذا الاهتمام، ونثمن شراكاتنا ومستعدون لتطويرها، والعمل معا من أجل إيجاد أمن متساو غير قابل للتجزئة، وبناء عالم جديد أكثر عدالة ومتعدد الأقطاب، ونرى أن موقفنا تجاه التعاون البناء مطلوب ويلقى استجابة صادقة وحيوية».

ولفت الرئيس الروسي إلى أن عشرات الدول أرسلت وفوداً إلى المنتدى، في حين أعلنت أكثر من 120 شركة أجنبية عن مشاركتها، وأضاف إن عدداً من المعارض الأجنبية ستقام في ساحات منتدى «الجيش-2024»، وشدد على أن «الكثير من الخبرات الفنية الروسية والحلول المبتكرة التي لا مثيل لها، في مجال الأسلحة، قد أثبتت فعاليتها في ساحة المعركة»، وأنه «يتم تحسين خصائصها الأساسية باستمرار مع الأخذ بالحسبان الخبرة القتالية المكتسبة خلال العملية العسكرية الخاصة».

وذكر بوتين أن المجمع الصناعي الدفاعي الروسي يتلقى دعما كبيراً من الشركات الصغيرة والمنظمات الأهلية والمتطوعين والمواطنين العاديين، مشيراً إلى أن «المجالات ذات الأولوية لهذا العمل المشترك هي عناصر التجهيزات الحديثة ووسائل الاتصالات والحماية والحرب الإلكترونية والأنظمة المسيرة وتقنيات الذكاء الاصطناعي».

في الأثناء، أكد وزير الدفاع الروسي أندريه بيلاوسوف أن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا تحولت إلى مواجهة مسلحة بين روسيا والغرب الجماعي بقيادة واشنطن الذي يحاول فرض الهيمنة على العالم، وقال بيلاوسوف خلال افتتاح «منتدى الجيش 2024»: إن «واشنطن وحلفاءها بدون رغبتهم في الحفاظ على هيمنتهم ومنع بناء نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب ومتساوي الحقوق، وهذا هو السبب وراء تحول الأمور إلى مواجهة مسلحة نشهدها بين روسيا وبينهم»، مشدداً على أن هذه المواجهة مع نظام كييف والغرب الجماعي تؤثر بالتأكيد في مصالح مختلف الدول.

في الغضون، أفادت وزارة الدفاع الروسية أمس بأن إجمالي خسائر الجيش الأوكراني في محاور القتال الرئيسية للعملية العسكرية الخاصة بلغ نحو 1735 جندياً خلال اليوم الماضي، وذلك حسب التقرير اليومي للدفاع الروسية الذي أورد أن وحدات من مجموعة قوات «الشمال» استهدفت قوات ومعدات معادية في مقاطعة خاركوف، وصدت هجومين مضادين، بينما وصلت خسائر العدو إلى نحو 60 عسكرياً.

ووفق التقرير، سيطرت وحدات من مجموعة قوات «الغرب» على مواقع أكثر ملاءمة وضربت تشكيلات للعدو في خاركوف ولوغانسك ودونيتسك، وتجاوزت الخسائر الأوكرانية هناك 540 جندياً، في حين حسنت وحدات من مجموعة قوات «الجنوب» (العاملة في دونيتسك) وضعها على خط المواجهة وصدت هجومين مضادين، وخسر العدو أكثر من 570 جندياً.

وأفاد التقرير أيضاً بأن وحدات من مجموعة قوات «الوسط» (دونيتسك أيضاً) حسنت وضعها التكتيكي وصدت هجومين مضادين، وشملت خسائر الجيش الأوكراني أكثر من 390 عسكرياً، ودبابة «إم1إي1 أبرامز» أميركية الصنع، وعربتي مشاة قتالية «برادلي» أميركيتي الصنع، وعدداً من المعدات العسكرية الأخرى.

كذلك، سيطرت وحدات من مجموعة قوات «الشرق» في دونيتسك على مواقع أكثر ملاءمة وصدت هجومين مضادين، على حين وصلت خسائر العدو إلى نحو 100 جندي، كما ضربت وحدات من مجموعة قوات «دنيبر» تشكيلات ومعدات عسكرية معادية في مقاطعة زابوروجيه، وخسر الجيش الأوكراني هناك نحو 75 عسكرياً، إضافة إلى إصابة تجمعات للقوات والمعدات العسكرية الأوكرانية في 127 منطقة، فضلاً عن إسقاط قنبلتين موجهتين من طراز «هامر» فرنسية الصنع، و6 صواريخ «هيمارس» أميركية الصنع، و40 طائرة من دون طيار، 22 منها خارج منطقة العملية العسكرية الخاصة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن