عزوف عن نظيرتها الخاصة بعد رفع أقساطها … موسم البحث عن المدارس الحكومية بدأ في حلب .. 80 مدرسة خاصة في حلب منها 22 ثانوية
| حلب- خالد زنكلو
يحث أولياء أمور الطلاب، ممن هجروا المدارس الخاصة أو انتقلوا إلى أحياء جديدة، الخطا لإيجاد مدارس حكومية لأبنائهم قريبة من مناطق سكنهم، في رحلة بحث بدأ موسمها منذ إعلان وزارة التربية عن بداية العام الدراسي الجديد في 4 الشهر القادم.
والحال أن الكثير من أولياء التلاميذ لا يعوّلون على تعميم وزارة التربية على مديرياتها بضرورة متابعة واقع المؤسسات التعليمية الخاصة ومدى التزامها بالأنظمة والقوانين والأقساط المعلن عنها، على الرغم من وضع الوزارة عدداً من المدارس الخاصة تحت الإشراف الكلي وإغلاق بعضها الآخر، وبغض النظر عن قرار الوزارة اعتماد تصنيف المدارس الخاصة بموجب النقاط لتحديد قيمة الخدمات التي تقدمها، اعتباراً من العام الدراسي القادم، بحيث يحدد مبلغ مالي لكل نقطة، ثم تجمع النقاط وتضرب بهذا المبلغ الذي جرى تحديده، لاحتساب قيمة الخدمات وفقاً لنقاط كل مدرسة.
يقول «محمد. و» العامل في القطاع الخاص لـ «الوطن»: معروف أن الكثير من أصحاب المدارس الخاصة من أصحاب النفوذ، يسهل عليهم الالتفاف على القرارات الوزارية أو عدم الامتثال لها على أرض الواقع، لذلك، لا أمل لنا بالاستمرار معها، مع رفعها أقساطها كثيراً مع رسوم النقل فيها.
ويعتقد آخر بأن الكثير من المؤسسات التعليمية الخاصة «مطارح استثمارية ومنشآت ربحية وليست تربوية وتعليمية في المقام الأول، ولمسنا مضاعفة العديد من المدارس الخاصة لأقساط الدراسة إلى أرقام فلكية، وبذرائع شتى، وصلت في بعضها إلى 10 ملايين ليرة للطالب الواحد، وهو رقم لا يمكن لمعظم أولياء الطلاب تحمله، ولاسيما إذا كان لديه أكثر من طالب، عدا مصاريف الاستعداد للعام الدراسي المكلفة والمرهقة، ولذلك بتنا نتوجه إلى المدارس الحكومية كبديل طبيعي وحتمي عن نظيرتها الخاصة».
وفرض ذلك على أولياء الأمور اختيار المدرسة الحكومية المناسبة، يحدوهم الأمل بتسجيل أبنائهم في أقرب مدرسة إلى مقر سكنهم لتوفير جهد ونفقات النقل، إثر إلزام الوزارة مديري المدارس بتسجيل أي طالب تعليم أساسي من أهل الحي أو سكانه في المدارس الرسمية القريبة لسكنه، وكذلك الامتناع عن إجراء اختبار قبول بزعم تقييم مستواهم التعليمي تحت طائلة إنهاء تكليف المدير وإحالته للرقابة الداخلية، الأمر الذي يسهل على أولياء الطلاب اختيار مدارس لأبنائهم، بغض النظر عن مدى استيعاب الطلاب المسجلين فيها، والذي ينظر إليه لاحقاً.
ورأى موجهون تربويون، تحدثت إليهم «الوطن» أن المدارس الحكومية، وعلى الرغم من علاتها، ذات مخرجات تعليمية جيدة، وهي صمام الأمان لأغلبية شرائح المجتمع، بعدما حقق طلابها نتائج ممتازة في شهادتي التعليم، بدليل حصول طالبتين من مدرسة المتفوقين الحكومية بحلب على العلامة التامة في شهادة التعليم الأساسي للعام الدراسي الماضي.
وكانت دراسة بحثية صادرة عن مركز الشهباء للدراسات الإستراتيجية، ذكرت أن بيانات كتاب مديرية التربية بحلب عن التعليم الخاص أظهرت أن عدد مدارس التعليم الأساسي بلغ 58 مدرسة، وعدد تلاميذ التعليم الأساسي 19425 تلميذاً بوسطي 26 تلميذاً في الشعبة الصفية الواحدة، في حين بلغ عدد مدارس التعليم الثانوي 22 مدرسة، ومتوسط عدد الطلاب في الشعبة الصفية الواحدة 27 طالباً، مقابل وصول عدد المعلمين المؤهلين في التعليم الأساسي والثانوي إلى 1604 معلمين.