«التعليم العالي»: عقد لصيانة ٨ مصاعد في المشفى … مرض في مشفى الأسد الجامعي.. المصاعد معطلة!
| فادي بك الشريف
لا نتحدث عن معضلة أو لغز أو قضية إستراتيجية في إحدى الوزارات بحاجة إلى منقذ أو سوبرمان لحلها، ولا عن عقود دواء وتجهيزات ومواد ومستلزمات بحاجة إلى استجرار مركزي، لا نتحدث حتى عن مشروع ضخم جداً من الضروري تنفيذه إلا أن الحجة دائماً بعدم وجود تمويل، وليس الموضوع يتعلق بموازنة عامة للدولة بحاجة لشرح وتفسير وتوضيح واجتماعات حكومية موسعة، ولا مرتبط بمشكلة ازدحامات نقل خانقة مستمرة والمتهم فيها دائماً «المازوت»، ولا بزيادة ساعات التقنين، ولا بمسألة رفع أجور المحروقات والتعليم والمدارس الخاصة.
لب الموضوع هو مصاعد مشفى الأسد الجامعي بدمشق والتي استحالت معها حتى الآن كل الإجراءات والمتابعات، رغم الوعود بإصلاحها إلا أن واقع الحال يؤكد عدم جدوى التوصل إلى حل يخفف معاناة المرضى والمرافقين، من دون أن ننكر جهود المشفى الكبيرة للارتقاء بواقع عمله في كل الأقسام والتخصصات والخدمات المقدمة للمرضى ومشاريع التوسعة التي يتم العمل عليها.
هذا الأمر يدفع العديد من المواطنين أو المراجعين إلى الذهاب من طابق إلى آخر مشياً، علماً أن المشفى عبارة عن 8 طوابق، ما يشكل معاناة كبيرة وإرهاقاً متزايداً للكثيرين.
في آخر حديث رسمي حول المشكلة «المعقدة»! كان في جلسة محافظة دمشق حيث أكدت المعلومات الرسمية أن وزارة التعليم العالي بصدد إجراء عقد صيانة قيد الدراسة والعروض الفنية لمصاعد مشفى الأسد الجامعي بدمشق.
حتى هذا الوقت وقبله لا حل لهذه المشكلة، وما دفعني إلى كتابة هذا الموضوع هو منشور لصديق لي مصاب بمرض السرطان، لم يقهره المرض بحجم ما ترك فيه الأسنسير «الملعون» من أثر سلبي أحبطه… إذ لم أشهد للمريض أي منشور عن مرضه ومعاناته حتى خطت يداه بعبارات يملؤها الخجل والإحباط جاء فيه بالحرف الواحد إن التنقل بين دمشق وريفها أبسط من الصعود من طابق إلى آخر في المشفى.
وتؤكد مصادر مشفى الأسد الجامعي أن هناك معاناة ترتبط بواقع مصاعد المشفى منذ سنوات بسبب ظروف الأزمة، علماً أن 3 مصاعد حالياً تعمل من أصل 10 مصاعد، وأحد المصاعد العاملة ليس بالمستوى المطلوب، كما أن هناك تباطؤاً في عمل هذه المصاعد، والمصعد الواحد يصعد فيه المريض والممرض والمرافق ناهيك بالمعدات وأي مستلزمات أخرى.
مصادر مسؤولة في وزارة التعليم العالي أكدت كل ما تحدثنا عنه، مشيرة إلى أن هناك متابعة حثيثة من إدارة المشفى والمعنيين في الوزارة لمعالجة هذا الأمر، مبينة أن هناك عقد تأهيل وصيانة للمصاعد لمدة سنتين، علماً أن العقد في مراحله النهائية وخاصة أن المبلغ كبير ويصل إلى 22 مليار ليرة، وبحاجة إلى عدة إجراءات إدارية.
وأشارت إلى أنه لم يتم التمكن خلال الفترة السابقة بسبب ظروف الأزمة من إصلاح أحد المصاعد المعطلة، وخاصة أن إجراءات التصديق بحاجة إلى وقت، مضيفة إن المصاعد عصب مشفى الأسد الجامعي.
وأكدت المصادر أن جميع المعنيين في المشفى قاموا بجهود كبيرة ملموسة لمتابعة تنفيذ العقد، والأمر حالياً يتابع من مختلف الجهات سواء الوزارة أم المشفى، ليصار إلى رفعه إلى رئاسة الحكومة.