كيري اعتبر أن الأزمة وصلت إلى «مرحلة مفصلية» بعد اتفاق ميونيخ … لافروف: التعاون الروسي الأميركي أساسي لتحقيق الهدنة في سورية
| وكالات
في الوقت الذي أكد فيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «أن التنسيق بين العسكريين الروس والأميركيين يشكل أساساً لحل مشكلات إنسانية في سورية وشرطاً لا بد منه لتحقيق هدنة في البلاد»، وأن جزءاً من المعارضة يحاول نسف جهود المجموعة الدولية لدعم سورية بوضعه شروط مسبقة للحوار، اعتبر نظيره الأميركي جون كيري أن الأزمة السورية وصلت إلى «مرحلة مفصلية» مع إمكانية التوصل إلى «وقف لإطلاق النار خلال أسبوع»، وألمح إلى إمكانية التدخل البري إذا لم ينجح وقف إطلاق النار.
وخلال مناقشة نظمت في إطار مؤتمر ميونخ الدولي للأمن أمس قال لافروف، حسب وكالة «سانا» للأنباء: «إن المجموعة الدولية تسعى إلى تطبيق القرار الدولي 2254 الذي يؤكد أن الشعب السوري هو من يقرر مصيره بنفسه ويدعو إلى الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة، غير أنه وانتهاكاً لهذا القرار فإن جزءاً من المعارضة يتحدث عن الإنذارات والشروط المسبقة لبدء الحوار ويحاول نسف جهود المجموعة الدولية لدعم سورية».
وتوصلت مجموعة الدعم الدولية لسورية خلال اجتماع لها في ميونيخ الخميس إلى اتفاق على وقف «العمليات القتالية العدائية» في سورية، وإدخال المساعدات وإعادة إطلاق محادثات جنيف دون شروط مسبقة.
وأضاف لافروف: إن المسائل الإنسانية يمكن حلها فقط عن طريق التعاون، مشيراً إلى أن طرح شروط مسبقة للحوار بشأن سورية مثل الحل الكامل للمسائل الإنسانية يعتبر «استفزازاً»، حسبما نقله الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».
ودعا لافروف إلى عدم «شيطنة» دور الرئيس بشار الأسد في إحداث الأزمة الإنسانية في سورية، محملاً الإرهابيين المسؤولية عنها.
وقال: «إن التنسيق بين عسكريين روس وأميركيين يشكل أساساً لحل مشكلات إنسانية في سورية وشرطاً لا بد منه لتحقيق هدنة في البلاد».
وأعرب لافروف عن أمل موسكو في أن تدفع ضرورة مواجهة الإرهاب جميع الدول إلى ترك محاولات الإطاحة بأنظمة حكم في هذا البلد أو ذاك.
وأشار لافروف إلى أنه على الرغم من نجاحات معينة تم تحقيقها في مواجهة تنظيمات إرهابية، مثل داعش وجبهة النصرة، إلا أن محاولات تشكيل جبهة فعالة مناهضة للإرهاب لم تُكلل بالنجاح بعد.
وعبّر عن أمله في أن تساهم نتائج لقاء المجموعة الدولية لدعم سورية الذي جرى في ميونيخ في تغيير هذا الوضع.
وفي رده على سؤال عن احتمال نسبة إخفاق وقف إطلاق النار في سورية بحلول الأسبوع المقبل، قال: لافروف: «49 بالمئة»، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.
من جانبه وكما هو متوقع، كرر وزير الخارجية الأميركي، في كلمة ألقاها بمؤتمر ميونيخ أمس، ادعاءه أنه «لا يمكن إيقاف الحرب في سورية ما دام الرئيس الأسد في السلطة»، حسب «روسيا اليوم».
واعتبر كيري أن السوريين قد أضاعوا فرصة التسوية السياسية للأزمة، كما دعا روسيا إلى التوقف عن استهداف المعارضة السورية بغارات طيرانها الحربي، حسب زعمه.
وأكد كيري ضرورة الاتفاق حول الأهداف التي يجب ضربها.
وقال كيري: «أريد أن أقول بوضوح أنه لا يمكن إيصال المساعدات الإنسانية، ووقف إطلاق النار إذا لم نجلس ونضع صيغة تراعي كل الجوانب، الإنسانية والعسكرية والسياسية، وهذا ما نعمل عليه الآن».
واعتبر كيري أن الأزمة السورية وصلت إلى «مرحلة مفصلية» مع إمكانية التوصل إلى «وقف لإطلاق النار خلال أسبوع»، وفقاً لوكالة «أ ف ب» للأنباء.
وفي السياق زعم كيري خلال مقابلة أجرتها معه قناة «أورينت» المعارضة، الجمعة، حسب «روسيا اليوم»، أنه في حال عدم التزام الجيش العربي السوري بتنفيذ الهدنة فإن ذلك قد يؤدي إلى تشكيل قوة عسكرية برية للتدخل في سورية، في إشارة إلى زعم السعودية والإمارات اللتين أعلنتا مؤخراً عن استعدادهما للمشاركة بقوات برية بحجة محاربة داعش.
وقال كيري: «إذا لم ينفذ (لرئيس) الأسد التزاماته، وإذا لم تدفعه روسيا وإيران لتنفيذها، فإن المجتمع الدولي من دون شك لن يبقى مكتوف الأيدي ويكتفي بمراقبة ذلك»!!.
وأعلن كيري أن بلاده ستساعد أوروبا في مواجهة أزمة الهجرة، حسب «أ ف ب»، وقال: إن «الولايات المتحدة تدرك طبيعة هذا التهديد شبه الوجودي على الحياة السياسية والاجتماعية في أوروبا».