بكين: سماح واشنطن لكييف باستهداف العمق الروسي بمثابة صبّ الزيت على النار … الكرملين: مشاركة أميركية مباشرة في الصراع ورَدُّ موسكو سيكون ملموساً

اعتبر المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف أن الإدارة الأميركية المنتهية ولايتها تعتزم اتخاذ خطوات لمواصلة إثارة التوتر في أوكرانيا.

وقال بيسكوف عندما سأله الصحفيون عما إذا كان لدى الكرملين تأكيدات بشأن كلام الرئيس الأميركي جو بايدن حول إمكانية توجيه الغرب ضربات بصواريخ بعيدة المدى في عمق الأراضي الروسية: «هناك معلومات في وسائل الإعلام الغربية، لكن من الواضح أن الإدارة المنتهية ولايتها في واشنطن تعتزم اتخاذ خطوات، من أجل مواصلة صب الزيت على النار ومواصلة إثارة المزيد من تصعيد التوتر حول هذا الصراع».

وجواباً عن سؤال حول كيفية نظر الكرملين إلى حقيقة أن أوكرانيا يجب أن تحصل على الحق في الرد، قال بيسكوف: «لقد أوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالفعل، وببساطة شديدة، الحقيقة هي أن الضربات لا تنفذها أوكرانيا، بل تلك الدول التي تعطي الإذن بذلك، الاستهداف والخدمات الأخرى لا يقوم بها الجيش الأوكراني، بل يقوم بها متخصصون عسكريون من الدول الغربية، وهذا يغير جذرياً من طريقة انخراطهم (الغرب والولايات المتحدة) في الصراع الأوكراني، هذا هو الخطر والاستفزاز في هذا الوضع».

وتابع: «إذا كان مثل هذا القرار قد تمت صياغته بالفعل وتم إبلاغه إلى نظام كييف، فإن هذا بالطبع جولة جديدة من التوتر، ووضع جديد نوعياً من حيث تورط الولايات المتحدة في هذا النزاع».

من جهتها قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: «إن أي سلاح غربي لن يتمكن من التأثير على مسار العملية العسكرية الخاصة، وحذرت من أن استخدام كييف للصواريخ بعيدة المدى لمهاجمة روسيا سيعني المشاركة المباشرة للولايات المتحدة وأقمارها الصناعية في الأعمال العدائية ضد روسيا، فضلاً عن تغيير جذري في جوهر وطبيعة الصراع»، موضحة أن رد روسيا سيكون كافياً وملموساً في هذه الحالة.

إلى ذلك جدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان التأكيد على موقف بلاده الثابت والواضح بشأن القضية الأوكرانية.

وقال جيان لوكالة «تاس» الروسية: إن «أهم شيء في الصراع الدائر في أوكرانيا هو الإسراع بخفض التصعيد والبحث عن حل سياسي»، ولفت إلى أن بكين شجعت ودعمت دائماً كل الجهود الرامية للتوصل إلى حل سلمي للأزمة، وأوضح جيان أن بلاده مستعدة لمواصلة لعب دور بنّاء بطريقتها الخاصة في التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية.

من جانبها أعلنت السفارة الصينية في واشنطن أن قرار الرئيس الأميركي جو بايدن السماح لنظام كييف بقصف العمق الروسي بصواريخ أميركية بعيدة المدى يعد بمثابة «صب الزيت على النار»، وقال السكرتير الصحفي للسفارة ليو بينغيو في حديث لمراسل تاس: «بدلاً من صب الزيت على النار وتأجيج الصراع يتعين على الأطراف المعنية أن تسعى جاهدة لتهيئة الظروف لتسوية سياسية للأزمة الأوكرانية من خلال الحوار والمفاوضات وبذل جهود عملية للحفاظ على السلام».