واشنطن ستحرص على إنجاح مساعي حلفائها بشأن غزة.. ولبنان ينتظر الرد
| علي مخلوف
من تحت ركام الأنقاض تخرج صواريخ المقاومة اللبنانية والفلسطينية، وكأنها أجداث استُدعيت في يوم دينونة، فيما تعيش حكومة كيان العدو يأسها في إيقاف تلك الصواريخ، رغم حصادها للحجر والبشر في غزة، الداخل الإسرائيلي يضغط على رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو وأصوات أبناء يهوى تعلو انتقاداً لعدم إعادة أسراهم ووقف هطل الصواريخ التي باتت تشكل رعباً للمستوطنين.
ضمن هذا المشهد تتوالى التقارير والمعلومات حول مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، وسط محاولات ملحوظة لبعض القوى الدولية فصل ملف غزة عن لبنان، واصطدامها بواقع صعوبة الفصل بين الملفين، فيما يجول الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في لبنان والمنطقة، آملاً بالتوصل إلى تسوية تفضي إلى وقف لإطلاق النار وفق تعبيره، وسط معلومات عن مرونة من الجانب اللبناني ممثلةً بالرئيس نبيه بري تحت سقف القرار 1701 وعدم ممانعة انتشار الجيش اللبناني جنوب الليطاني، واللافت أن الأميركي يبعث برسائل حول إيجابية التوصل إلى اتفاق، وسط تساؤلات ما إذا كان الكيان سيعرقل المفاوضات أم سيستجيب لها، أو أنه سيشتري الوقت بحجة دراسة الشروط وتفاصيل البنود.
أما بالنسبة إلى مفاوضات غزة فيتم الحديث حول نية كل من مصر والولايات المتحدة وقطر عقد جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
بالنسبة للنظامين التركي والقطري يعمل هذان النظامان للدخول بقوة في ملف وقف إطلاق النار في غزة لإظهار نفسيهما كوكيل حصري عن حماس حيث التقى أمير قطر تميم بن حمد مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة ضمن اجتماع الدورة العاشرة للجنة الإستراتيجية العليا بين البلدين وبحثا وقف النار في غزة كذلك فقد نقلت وسائل إعلام العدو عمن وصفته بأنه «مسؤول إسرائيلي رفيع» بأن أجواء مباحثات الدوحة بشأن التهدئة في غزة إيجابية، حيث يجري أيضاً البحث في مبادرة تأخذ في الاعتبار العرض المصري لصفقة تبادل الأسرى، والمهم في هذا السياق هو ما أعلنته وزارة الخارجية الأميركية من أن واشنطن تعتقد أنه لا ينبغي لأي دولة أن تستقبل مسؤولي حركة حماس، ولاسيما إن كانت هذه الدولة عضو في الناتو، بناءً على ذلك أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أن قادة فريق حماس التفاوضي غير موجودين في العاصمة الدوحة حالياً وهم يتنقلون بين عواصم مختلفة.
بالتالي يُتوقع إنجاح المساعي القطرية- المصرية- التركية حول غزة مع الكيان برعاية أميركية على الأغلب، لكونه يحقق عدة أهداف هي أولا: إظهار النظامين القطري والتركي بمظهر الداعم والمنقذ لشعب غزة إقليمياً وعربياً، أما القاهرة فهي تبحث عن أمنها الإقليمي لكون الساحة الساخنة المتمثلة بغزة ملاصقة لها حدودياً، ثانياً: إن تحقيق وقف إطلاق النار في غزة سيسحب من يد محور المقاومة السبب الذي يجعله يقاتل ضد الكيان، نصرةً لغزة، ثالثاً: تقديم صورة لشعوب المنطقة مفادها بأن هناك فريقاً يسعى لأمن المنطقة واستقرارها يشمل دولاً مثل قطر، تركيا وهي بطبيعة الحال دول مطبعة مع الكيان وحليفة لأميركا، وفريق آخر يسعى لإشعال المنطقة وإغراقها في الحروب وفق زعمها يشمل دول الممانعة كسورية وإيران واليمن وإلى جانبها حركات المقاومة في فلسطين المحتلة ولبنان والعراق، رابعاً: إن وصول أميركا عبر قطر وتركيا إلى صيغة اتفاق مع الكيان بشأن غزة قد يؤثر في طبيعة الرد الإيراني المنتظر ضد الكيان لجهة التخفيف من وطأته، لكون أحد الأسباب الرئيسية لما تقوم به طهران هو مساندة غزة بالتالي فإن سيناريو إطالة الوصول إلى اتفاق حول غزة حتى تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مقاليد الحكم هو سيناريو ممكن، بحيث يبقى الوضع على ما هو عليها مع تخفيف الاستهدافات العسكرية الصهيونية ضد القطاع، وتكثيف المواكبة الإعلامية للمباحثات المصرية، القطرية، التركية، الأميركية، الإسرائيلية بشأن غزة، من أجل مخاطبة الرأي العام الإسرائيلي الغاضب بشأن الأسرى لدى القطاع واحتوائهم ريثما يعلن ترامب افتتاح عهده بالإعلان عن وقف لإطلاق النار في غزة مع شكر لأصدقائه القطريين الأتراك، وطبعاً حليفه الكيان الإسرائيلي.
صحفي سوري