رياضة

في رابع الدوري الكروي الممتاز.. الفتوة في خبر كان … الكرامة يسير في الصدارة وحيداً وحطين تنفس الصعداء … الشرطة أول فوز والشعلة أول خسارة والبحارة سعداء

| ناصر النجار

مباريات الجمعة من الدوري الكروي الممتاز سارت كما تشتهي سفن الكرامة، حيث حقق فوزاً متوقعاً على ضيفه الشعلة بهدف يتيم، فاستمر في الصدارة منفرداً، بينما تلقى الشعلة أول خسارة له هذا الموسم.

حطين تنفس الصعداء بفوز مبين وصريح على ضيفه الوثبة بهدفين، الفوز وضع الحوت في الوصافة وهو ينتظر لقاء الوحدة المؤجل ليتصارع مع الكرامة على الزعامة، على حين كانت خسارة الوثبة بنظر أهلها كارثية فجّرت استقالة المدرب وفرضت العقوبات على اللاعبين.

الشرطة حقق فوزاً متأخراً على الفتوة، والهدف الذهبي كان بمنزلة طوق نجاة للفريق الذي قدم مباراة أفضل من ضيفه وأضاع من الفرص الكثير ليكون الفوز عادلاً ومستحقاً، لا يمكننا هنا التأكيد أن خسارة الفتوة كانت سبباً في هدم أركان النادي، فالأمور في النادي باتت في خبر كان، ومن تولى النادي في الفترة الماضية تبين أن كل ذلك كان مؤقتاً من أجل سفرة سلطنة عمان، وعندما انتهت هذه المشاركة انتهى كل شيء، وصار النادي وحيداً بلا ربان ولا إدارة ولا مدرب!

من الناحية النظرية فإن تعادل جبلة مع الطليعة في حماة يبدو أمراً منطقياً، لكن كلا الفريقين أحبط بهذا التعادل، فلا الطليعة استمر في حضوره التصاعدي ولا جبلة خرج من أزمة النتائج السلبية.

أمس في اللاذقية استمرت نظرية الهدف الواحد، فحقق تشرين بهدفه الأوروبي كل ما يتمنى وفاز على ضيفه الجيش بهدف وحيد.

وبقيت مباريات الوحدة مؤجلة، فاستراح فريق أهلي حلب في هذه المرحلة، وبعض تفاصيل المباريات وأحداثها وآثارها نوردها بالتقرير التالي.

كرة الثلج

موضوع نادي الوحدة الذي سنتناوله في عدد الغد بدأ يلقي بظلاله السوداء على اتحاد كرة القدم، الذي عجز عن إيجاد حلّ محلي لمشكلة النادي ومباريات الفريق، وبدأت الأندية تتذمر من هذه الحالة لانعكاساتها السلبية على الدوري، بل إن رئيس لجنة المسابقات كان يتحفنا كل أسبوع بالتأكيد على أن الوحدة سيلعب في هذه المرحلة، وتوالت المراحل دون أن يلعب الوحدة، ما حدا برئيس لجنة المسابقات للاستقالة من منصبه احتجاجاً على هذه التأجيلات كما صرح في مجالسه الخاصة، لكن العالمين ببواطن الأمور تحدثوا عن أمور أكثر وأصعب، ما يؤكد وجود أزمات خفية داخل قبة الفيحاء سنتناولها لاحقاً.

أزمة إدارة

عاد نادي الفتوة إلى المربع الأول بعد أن استقالت لجنة الإنقاذ تباعاً وكان آخرهم مدلول العزيز الذي قدّم استقالته مساء الجمعة في بث مباشر نقلته صفحة النادي الرسمية وأفاض فيه بالحديث طويلاً. وضع نادي الفتوة يختصر في كلمتين، الأولى أن الأمور في النادي موكلة إلى غير أهلها، ووجود هؤلاء الداعمين كان بسبب مالهم وليس بسبب خبرتهم الكروية التي لا يملكونها.

كان من الأجدى والأنفع لهؤلاء أن يحافظوا على استقالتهم الأولى عند نهاية الموسم الماضي، لكنهم بقوا بين داخل وخارج، حتى فسرها بعض المقربين من النادي أنها كانت لغايات شخصية بحتة، فوجود البعض في النادي استفاد منه شخصياً لأسباب لا نود ذكرها، وآخرها السياحة والسفر التي تجلت في المشاركة الآسيوية وكانت كلها (خبط عشواء) لم يجن منها النادي إلا المزيد من الفوضى والاضطراب وسوء العمل والإدارة، فكيف نلعب هناك بفريق فيه عشرة محترفين ومدربين لا أحد يعلم سيرتهم الذاتية، ونبقي على الفريق الرئيسي ومدربه في سورية وهو الذي سيدافع عن ألوان الفريق في المسابقات الرسمية.

اليوم يتركون النادي وسط العواصف وفي منتصف الطريق وهم يحرجون اللجنة التنفيذية في دير الزور والاتحاد الرياضي العام في وقت لا تحتاج فيه رياضتنا المزيد من الأزمات.

وهذا يفسر الاعتماد على الداعمين الذين يتصرفون بالأندية على هواهم دون أي ضوابط ثم يرحلون من دون إذن أو دستور (كما يقال) ولا أحد يسألهم ماذا فعلتم؟

نحن أمام قصة مزعجة للغاية، فالفتوة ليس دكاناً، هو مؤسسة رياضية تتبع لجهة حكومية تعني محافظة كاملة، والتعامل بمثل هذه اللامبالاة لدرجة التخريب يستوجب المساءلة والمحاسبة، والغريب أن هذه الإدارة المستقيلة أقالت المدرب إسماعيل السهو قبل المباراة الأخيرة مع الشرطة (بحجة ما عنده شيء) يقدمه للفريق والمشكلة أن من يقيّم المدرب ليس مدرباً ولا فنياً ولا علاقة له بكرة القدم من بعيد أو من قريب! لكن الأغرب ما حدث فعلاً، فإذا كنتم ستستقيلون وقد عقدتم العزم على ذلك، فلماذا صرفتم المدرب قبل المباراة وتركتم الفريق يخوض مباراة الشرطة بلا مدرب؟ اليوم يحضر لنا السؤال التالي: من سيتابع أمور النادي إدارياً ومالياً وفنياً؟!

أين الوفاء؟

عندما نتحدث عن مدرب الفتوة إسماعيل السهو فإننا نتحدث عن مدرب أخلص في عمله، وهو مظلوم بكل الاعتبارات، وعندما تخلى كل أبناء النادي المدربين عن تولي تدريب الفريق لأسباب مالية في معظمها، فإن السهو بقي صامداً مخلصاً، وعلينا أن نتذكر أن للسهو بصمات واضحة وفضلاً في فوز الفتوة ببطولة الدوري في الموسم الماضي، فعندما استقال أيمن الحكيم كانت المباراة المهمة مع حطين في اللاذقية وكان حطين المطارد الوحيد للفتوة وكانت نقاط المباراة مضاعفة، وكان الفتوة خارجاً من هزيمة صعبة أمام الكرامة، السهو تصدى للمهمة بشجاعة وحسم كل قول عن البطولة وفاز على حطين بأرضه وأمام جمهوره، ليستلم الفريق عمار الشمالي على طبق من ذهب، وعندما تخلى كل أبناء الفتوة عن النادي تصدى وحيداً للمهمة وجمع اللاعبين دون وجود إدارة وبدأ يدربهم، وعندما صار وقت الاستحقاق الآسيوي قيل له: مكانك في الشام، ولا مكان لك في سلطنة عمان! وعلى ما يبدو أن مزمار الحي لا يطرب، وأن إدارة النادي المستقيلة لا تعرف معنى الوفاء، وكان الأجدى بها أن تصطحبه معها إلى عمان من باب التكريم على الأقل.

الحلول في نادي الفتوة يجب أن تكون جذرية، ولننس أنه بطل دوري وحامل لقب كأس الجمهورية، البداية من الصفر ليست عيباً، والاعتماد على أبناء النادي ليست فكرة خاطئة، والتوجه اليوم إلى القواعد هو أفضل الحلول مهما كانت النتائج الحالية هذا الموسم وفي الموسم القادم.

الوجه الآخر

موضوع استقالة المدربين باتت ركناً من أركان الدوري الكروي الممتاز وأحد صفاته السلبية، ولا يمكننا الحديث عن الدوري دون أن تكون لهذه العلة النصيب الأوفر من الأحاديث، ولم يعد يجدي مع استمرار هذه الحالات أي نصائح أو تذكير، ودوماً أنديتنا تدور في حلقة مفرغة، ومدربونا يعترفون أن مهامهم في الأندية مؤقتة، حتى إن بعضهم كان يقول: آتي إلى النادي بحقيبة صغيرة وأضعها دوماً خلف الباب، لأن قرار الرحيل سيصدر في أي وقت!

العمل الكروي الناجح يلزمه استقرار إداري وفني، وهذا ما تفتقده أنديتنا بل كرتنا، ولو أن كل ناد احتفظ بمدربه الذي اختاره بمطلق حريته ورغبته فربما حصل على النتائج الملموسة في الموسم الثاني أو الثالث.

نهضة كرة القدم يلزمها استقرار فني، وعلى الأغلب فإن غياب الاستقرار هذا نابع من أمور عدة، أولها: ضعف شخصية إدارات الأندية، ثانيها: افتقاد هذه الإدارات للخبرة الفنية المطلوبة، ثالثها: الواسطة والصحبة في اختيار المدربين، فهذا صاحبنا، وذاك أوصى به فلان، رابعها: كل مدرب قائم على رأس عمله، هناك مجموعة من الأشخاص تتصيد عمله، والغاية هنا متفاوتة من ناد لآخر، ومن مدرب لغيره، لكن الصيد في أنديتنا دخل مرحلة الاحتراف وبات ماركة مسجلة.

أهلي حلب قدم أول استقالة وكانت لمدربه حسين عفش، أغلب محبي النادي لاموا الإدارة على اختيارها للعفش لأنه بلا إنجازات وخصوصاً أنه آت من فريق احتل ثامن دوري الموسم الماضي، الإدارة أعادت أحمد هواش، والسؤال: لماذا لم يستمر الهواش وقد حقق المركز الرابع في الموسم الماضي بتشكيلة أغلبها من الشباب والمواهب؟ هل هو خطأ إداري أم سوء تقدير، بهذا القرار خسر النادي خمس نقاط مهمة قد تكلفه بطولة الدوري!

من وجهة النظر العامة فإن استقالة معن الراشد من تدريب فريق الوثبة لا مبرر لها في هذا التوقيت المبكر من عمر الدوري وذلك لأسباب كثيرة منها أن الخسارة مع حطين على أرضه وبين جماهيره منطقية، وحطين ليس أي فريق، فقد أعدت إدارة النادي فريقاً هدفه البطولة وليكون بين الكبار.

ويمكن الإشارة إلى أن فريق الوثبة ينقصه بعض اللاعبين المصابين وإذا رجعنا إلى نتائج الفريق في المباريات السابقة فهي مقبولة إن لم تكن جيدة، فقد فاز على أهلي حلب 1/صفر، وتعادل مع تشرين في اللاذقية ومع الطليعة في حماة وكلا التعادلين 1/1.

لا نعرف ماذا تريد إدارة النادي من مدربها، هل تريده ألا يخسر؟ وهذه المعادلة صعب تحقيقها مع كل فرق العالم ومدربيها، ومباريات الدوري فيها احتمالات الفوز والخسارة والتعادل، وهذا ما يجب أن تعترف به إدارات الأندية وتؤمن به.

أخيراً لا نعرف إذا كانت استقالة الراشد لدواع فنية أم ناجمة عن خلافات مع الإدارة، أم إن هناك من يتصيد به ويكيد له للإطاحة به وهو أمر وارد جداً، لأنها من يوميات كرتنا.

هدف واحد

في التعليق على مباريات هذا الأسبوع نجد أن الكرامة حقق المراد من خلال فوزه الضئيل، لكن إذا أجرينا مقاربة بين الفريقين فإن المباراة يجب ألا تنتهي بهدف الفوز فقط، فالكرامة الذي يملك أكثر من سلاح في المباراة، إضافة لنوعية جيدة من اللاعبين مع هامش واسع على دكة الاحتياط لم يتمكن من الفوز إلا بعد أن لعب الشعلة بعشرة لاعبين كامل الشوط الثاني، فأيهما يستحق المدح والإشادة؟

ودوماً نقول إن سياسة الهدف الواحد في المباراة غير مجدية، فهل يجد أبناء الكرامة حلاً لهذا التواضع الهجومي، قبل ألا ينفع هذا الهدف يوم الشدة؟

الطليعة حتى الآن لم يخسر، وهو عمل جيد بالمطلق، لكن علينا أن ننظر إلى التعادل على أنه أهون من شرّ الخسارة، ولكن ثلاثة تعادلات تساوي فوزاً وخسارتين، وهذه المعادلة يجب أن يعيها أبناء إعصار العاصي حتى لا تضيع جهودهم بخسارات ناجمة عن التعادل.

فريق جبلة لم يحقق حتى الآن التوازن المطلوب وهو بعد أربع مباريات لم يصل إلى الفوز فيها، ربما يحتاج وقتاً أكثر للانسجام في الدوري، وأنصار النوارس يخشون أن يطول انتظارهم، ورشحت تقارير عن إقالة الكادر الفني.

حطين أقلع بالفوز وصار وصيفاً وبقي له مباراة مؤجلة مع الوحدة إن فاز بها فإنه سيهدد الكرامة ويقض مضجعه، أبناء الحوت أعلنوا الأفراح وما أجمل أن تنام نصف اللاذقية فرحة وسعيدة.

الشرطة تنفّس الصعداء آخر الوقت، الفوز جاء بوقته المناسب، وإضاعة الفرص الكثيرة يجب أن تلاقي الحل حتى لا يبقى هذا الفوز يتيماً.

تشرين استحق الفوز قياساً على مجريات المباراة، لكن اللوم يُلقى على العديد من لاعبيه الذين تعاملوا بخيلاء مع الفرص المتاحة وما أكثرها، وحسب مجريات الشوط الأول توقع المراقبون أن يسجل البحارة أكثر من هدف ولكن كان ما كان، وهذه النقطة تستوجب المعالجة ليس في تشرين فقط بل بكل الأندية.

الجيش لم يكن سيئاً في المباراة، انكفأ في الشوط الأول وهاجم في الشوط الثاني ولم يستطع لاعبوه استغلال الفرص المتاحة فكانت الخسارة الثالثة في أربع مباريات، ولابد من حلول حتى لا يعيد الفريق سيرة الموسم الماضي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن