عربي ودولي

موسكو اعتبرت أن قلق بيونغ يانغ مبرر.. وطهران: نتابع التطورات بعناية … الأزمة تشتد بكوريا الجنوبية.. مشروع قانون لعزل الرئيس ومعاونون له يستقيلون

| وكالات

بينما قدم عدد من كبار معاوني الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول استقالاتهم، اشتدت الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد على خلفية إعلان الأحكام العرفية قبل أن يتراجع الرئيس ويعلن رفعها تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية، في وقت قدمت فيه ستة من أحزاب المعارضة، إلى البرلمان، مشروع قانون لعزل رئيس البلاد، على حين اعتبرت الخارجية الروسية أن قلق كوريا الديمقراطية على أمنها بعد الأحداث التي وقعت في جارتها الجنوبية أصبح مبرراً وواضحاً للجميع.
وأفادت وسائل إعلام رسمية في كوريا الجنوبية، أمس الأربعاء، بأن كبار المساعدين في المكتب الرئاسي قدموا استقالات جماعية بسبب إعلان الأحكام العرفية، وقالت وكالة «يونهاب» الرسمية: «في أعقاب إعلان الرئيس يون سوك يول عن رفع الأحكام العرفية، قدم كبار موظفي مكتب الرئاسة من السكرتير الأول وما فوق استقالاتهم بشكل جماعي»، وأضافت إن الموظفين «عقدوا اجتماعاً لكبار المساعدين هذا الصباح برئاسة رئيس المكتب الرئاسي تشونغ جين سوك واتفقوا على تقديم استقالاتهم بشكل جماعي».
من جانب آخر، قالت قناة «واي تي إن» الكورية الجنوبية: إن «الاتحاد الوطني لنقابات العمال الديمقراطيين في كوريا الجنوبية دعا إلى الإضراب العام، لأجل غير مسمى حتى استقالة الرئيس يون سوك يول»، وأشارت إلى أن الإضراب المفتوح «سيبدأ في الساعة الثامنة صباحاً (بالتوقيت المحلي) في ساحة غوانغهوامون في سيول».
وجاءت هذه الدعوة على الرغم من تراجع يون سوك يول عن قرار فرض الأحكام العرفية وإعلانه عزمه على رفعها، وأعلن يون أيضاً أنه «أمر بسحب القوات العسكرية المشاركة في تطبيق الأحكام العرفية»، وقال إنه سيعلن إنهاءها رسمياً خلال اجتماع للحكومة.
وفي وقت سابق، أول من أمس الثلاثاء، عقدت الجمعية الوطنية (البرلمان) في كوريا الجنوبية جلسة، على الرغم من تعليق عمل البرلمان بموجب الأحكام العرفية، حيث صوت البرلمان خلال جلسته على إلغاء الأحكام العرفية، وأعلن رئيس البرلمان أن جميع أعضاء البرلمان الذين حضروا الجلسة، ويبلغ عددهم 190 نائباً من أصل 300 نائب بالبرلمان، صوتوا لمصلحة إلغاء الأحكام العرفية، مضيفاً إنها بذلك تصبح باطلة.
في الأثناء، قدمت 6 أحزاب معارضة في كوريا الجنوبية، بما في ذلك الحزب الديمقراطي المتحد الرئيسي، مشروع قانون لعزل رئيس البلاد، يون سوك يول إلى البرلمان، ومن المقرر إجراء التصويت على المشروع يومي غدا الجمعة وبعد غد السبت، وذكرت «يونهاب» أنه سيتم عرض مشروع قانون العزل ضد الرئيس يون سوك يول في البرلمان، اليوم الخميس.
من جهته، أكد السفير الأميركي لدى كوريا الجنوبية فيليب غولدبرغ، أن بلاده تدعم الحل السلمي والدستوري للوضع في كوريا الجنوبية، وقال غولدبرغ، أمس الأربعاء إن «الولايات المتحدة تدعم الديمقراطية وشعب كوريا لحل القضايا، سلمياً وديمقراطياً ودستورياً».
وأول من أمس، أعلن الرئيس الكوري الجنوبي «حالة الطوارئ العسكرية» في البلاد، متهماً المعارضة بـ«السيطرة على البرلمان والتعاطف مع كوريا الشمالية وشل الحكومة عبر أنشطة مناهضة للدولة».
الخارجية الروسية، بدورها، اعتبرت أن قلق كوريا الديمقراطية على أمنها بعد الأحداث التي وقعت في كوريا الجنوبية أصبح مبرراً وواضحاً للجميع، وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا لراديو «سبوتنيك»، أمس الأربعاء،: «أعتقد أن كثيرين فهموا الآن سبب قلق بيونغ يانغ بشأن أمنها، لأنهم رأوا كيف يمكن أن تتحول الدولة خلال بضع ساعات من ديمقراطية معلنة إلى فوضى مطلقة وعنف»، وأضافت زاخاروفا: «مع جار كهذا لا يمكن التنبؤ به أو على العكس يمكن التنبؤ بعدم استقراره، فإن الأمر يستحق معالجة القضايا المتعلقة بأمنك».
في سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أنها تتابع التطورات في كوريا الجنوبية «بعناية»، ولفتت العلاقات العامة بوزارة الخارجية، تعقيبا على التطورات الأخيرة في كوريا الجنوبية، إلى أنه يتعين على الإيرانيين المقيمين في هذا البلد الاتصال فوراً بالسفارة الإيرانية في حال وقوع أي حادث، حسب وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا».
وأضافت: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحرص على متابعة التطورات في كوريا الجنوبية وتأمل في أن يعود الوضع إلى طبيعته دون الإضرار بالشعب والمؤسسات القانونية والديمقراطية، ونصحت الإيرانيين المقيمين في كوريا الجنوبية بتجنب زيارة الأماكن التي يحتمل فيها حدوث أعمال عنف مع مراعاة الاحتياطات اللازمة، وفي حالة وقوع أي حادث، ينبغي الاتصال فوراً بسفارة الإيرانية في سيول.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن