الـ«ناتو» أقر بأن روسيا تقدمت كثيراً على طول جبهات القتال في أوكرانيا … بوتين: الغرب أخفق في تحقيق هدفه بإلحاق هزيمة إستراتيجية بنا
| وكالات
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الغرب أخفق في تحقيق هدفه بإلحاق هزيمة إستراتيجية بروسيا، في حين اقتصاد أوروبا يعيش أوقاتاً صعبة بسبب عدم الحصول على موارد الطاقة المستقرة بأسعار «زهيدة»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تستهلك أكثر مما تنتج وتستغل بالدولار اقتصادات الدول الأخرى لكن لا أحد يفكر في ذلك، على حين أقر أمين عام حلف شمال الأطلسي «ناتو» مارك روته، بأن روسيا تحقق تقدماً كبيراً على طول جبهات القتال في أوكرانيا.
وفي كلمة له أمس الأربعاء، أمام منتدى «روسيا تدعو» المنعقد في موسكو، نقلها موقع «روسيا اليوم»، قال بوتين: «إن استخدام الدولار عملة عالمية يعطي الولايات المتحدة أموالاً مكتسبة بلا جهود.. 9 تريليونات تهطل على واشنطن لمجرد استخدام الدولار عملة احتياطية، أي إن الولايات المتحدة تستخدم أكثر مما تنتج، وتستغل من خلال الدولار اقتصادات الدول الأخرى لمصلحتها، لكن لا أحد يفكر في ذلك».
وأضاف بوتين: «إن الاقتصاد الألماني والأوروبي يعيشان أوقاتاً صعبة بسبب عدم توفر الحصول على موارد الطاقة المستقرة بأسعار زهيدة، مشيراً إلى أن عدداً من الشركات الألمانية أغلقت لأنها خسرت السوق الروسية، في حين حققت بلاده قفزة اقتصادية تمثلت في تغيير هيكل الاقتصاد الوطني، وأردف: «معدل النمو في الاقتصاد الأوروبي 1 بالمئة، أما في الاقتصاد الروسي 3.9 بالمئة وقد يصل إلى 4 بالمئة هذا العام»، لافتاً إلى أن الغرب أخفق في تحقيق هدفه بإلحاق هزيمة إستراتيجية بروسيا، وأن الهيئات الحكومية في روسيا ستتعامل بالروبل الرقمي بداية من 2025 على أن يتسع استخدامه إلى جميع المعاملات في البلاد.
وتابع بوتين: «إن الأميركيين يمنعون ألمانيا من استخدام الموارد الرخيصة من روسيا، ويوفرون إمكانية التربح من الموارد والصناعات الأوروبية، وذلك على أقل تقدير ليس نهجاً «صديقاً» لأوروبا»، وأضاف: «إن العودة إلى المواقع القديمة في السوق الروسية صعب، ولن تكون هناك عراقيل من جانبنا، لكن المشكلة تكمن في العقبات السياسية التي تضعها المفوضية الأوروبية وغيرها من الإجراءات داخل الاتحاد الأوروبي».
ولفت الرئيس الروسي إلى أن إفريقيا تعتبر شريكاً موثوقاً لروسيا، وتتمتع بآفاق جيدة للتنمية، وقال: «إفريقيا شريك موثوق، ولدينا الكثير من القواسم المشتركة مع شعوب هذه القارة، فهي قريبة من روسيا روحياً لأنها تقدر سيادتها»، وأضاف: «تتمتع القارة الإفريقية بآفاق تنمية جيدة للغاية.. بالمناسبة هذه ليست تقييماتنا، إنها تقييمات لمجتمع الخبراء العالمي بما في ذلك العديد من أصدقائي من ألمانيا، وتقول دول أخرى إنها تريد وتخطط أيضاً لزيادة نشاطها في إفريقيا».
ويقام منتدى «روسيا تدعو» بشكل سنوي لمدة يومين في موسكو منذ العام 2009 ويتناول القضايا الحاسمة التي تواجه قطاعات الاقتصاد والمال في العالم، ويركز هذا العام على «مستقبل رأس المال ورأسمال المستقبل».
في سياق متصل، أقر أمين عام حلف الـ«ناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحفي أعقب اجتماع وزراء خارجية دول الحلف في بروكسل أمس، بأن روسيا تحقق تقدماً كبيراً على طول جبهات القتال في أوكرانيا، وقال: إن «روسيا تتقدم بثبات على طول خطوط المواجهة في جبهات القتال»، وإن الجبهة تتحرك بإصرار قوي نحو الغرب»، مكرراً دعوته لدول الحلف بزيادة إمدادات الأسلحة والمعدات العسكرية المقدمة إلى أوكرانيا.
واقترح روته، تأجيل كييف لأي مفاوضات سلام مع موسكو حتى تمتلئ ترسانتها بإمدادات الأسلحة الغربية، وقال: «يجب على أوكرانيا تأجيل أي مفاوضات سلام مع روسيا حتى يقدم الحلفاء الغربيون المساعدة العسكرية الكافية، لأن ذلك ضروري لتعزيز موقف كييف في المفاوضات، في حين قال وزير الخارجية والعلاقات الاقتصادية الخارجية الهنغاري، بيتر سيارتو: «إن ناتو يريد من أوكرانيا أن تقاتل حتى آخر جندي شاب في البلاد».
وفي السياق، كشف سيارتو أن هنغاريا طلبت من الولايات المتحدة استثناء بنك «غازبروم» من العقوبات الأميركية عند تسديد مدفوعات الغاز المورد من روسيا إلى أوروبا، مبيناً أنه أجرى محادثة حول هذه القضية مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، على هامش اجتماع رؤساء الإدارات الدبلوماسية لدول الـ«ناتو» في بروكسل، وتابع: «أبلغت وزير الخارجية الأميركي أننا أرسلنا طلباً إلى السلطات الأميركية المعنية بشأن استثناء بنك «غازبروم» من العقوبات عند سداد مدفوعات الغاز الطبيعي».
من جهة أخرى، أشارت الاستخبارات الخارجية الروسية إلى أن الاتحاد الأوروبي يمارس تأثيراً مدمراً على مولدوفا، حيث عمل على إحداث استقطاب كارثي في المجتمع المحلي، ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن الاستخبارات الخارجية قولها في تقرير نشرته أمس: إن «التأثير المدمر للاتحاد الأوروبي على مولدوفا أدى بالفعل إلى زرع قنبلة موقوتة تحت أساس الدولة المولدوفية حيث كلف رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في كيشيناو، يانيس ماجيكس، السلطات المولدوفية بمهمة إثارة انقسام في المعارضة اليسارية»، وكانت لجنة الانتخابات المركزية في مولدوفا أعلنت في وقت سابق أن ما يزيد قليلاً على 50 بالمئة من مواطني مولدوفا يؤيدون الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في حين عارضه 49.93 بالمئة.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها تمكنت خلال الساعات الـ24 الماضية من تحسين مواقعها، وإفشال هجمات قوات نظام كييف والقضاء على أكثر من 280 جندياً وتدمير عدد كبير من المدرعات والأسلحة الغربية، وإسقاط 61 مسيّرة أوكرانية على مختلف محاور القتال.