سورية

مطران السريان الأرثوذكس أكد اضطرارهم للتعامل مع الواقع الجديد … مسيحيون من حلب: لا يمكن أن نتأقلم مع تنظيم إرهابي ومغادرة المدينة هدف معظمنا

| حلب- الوطن

أكد مسيحيون في حلب أنه لا يمكنهم التأقلم مع العيش تحت سلطة «جبهة النصرة»، بواجهته الحالية التي تدعى «هيئة تحرير الشام»، بوصفه تنظيماً إرهابياً مدرجاً على قائمة الإرهاب الدولية.

وذكر العديد من مسيحيي مدينة حلب تحدثت إليهم «الوطن» عبر الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي، أن معظم المسيحيين من أبناء المدينة، التي تضم 11 كنيسة مسيحية، يؤثرون التوجه إلى محافظات سورية آمنة أخرى في حال فتح طريق آمن مؤد إليها.

وأوضح هؤلاء أنهم حزموا حقائبهم في انتظار فتح طريق خناصر- أثريا أمام المسافرين، ليتوجهوا إلى دمشق وحمص واللاذقية وطرطوس، سواء للإقامة عند أقاربهم وأصدقائهم أو استئجار شقق سكنية، معتبرين أن العاصمة السورية مكان مناسب لإقامتهم بعيداً من نقص الخدمات والفوضى الأمنية التي تعيشها حلب في ظل سيطرة التنظيمات الإرهابية عليها.

ونوهوا إلى أنهم خبروا حكم «النصرة» في إدلب وعلاقة التنظيم الإرهابي بالأهالي وتضييقه على الحريات المدنية، واستخدام أساليب القمع كلها ضدهم، بما فيها الاعتقالات والتنكيل بالمناوئين لهم.

ولفتوا إلى أن قرارهم بمغادرة حلب، في حال سمحت لهم الظروف بذلك، يأتي بمعزل عن قرار رؤساء الطوائف ورجال الدين من مطارنة وقساوسة، الذين يتعاملون مع الأمر بحكم استمرار عملهم كرعاة لأبناء كنيستهم، واستذكروا سوء المعاملة لمسيحيي إدلب من التنظيم الإرهابي، وهو ما أفرغ المحافظة منهم.

إلى ذلك، أكد مطران السريان الأرثوذكس في حلب، بطرس قسيس، أن «الواقع الجديد الذي تعيشه المدينة حالياً لم يكن متوقعاً، وأنه مضطر مع أبناء كنيسته للتكيف معه بكل تفاصيله»، قائلاً: «صامدون في حلب».

وأضاف المطران قسيس، في حديث عبر إذاعة «سبوتنيك»: إن «كل ساعة تمر في المدينة تحمل تحديات جديدة، ولا أحد يعرف ماذا سيحدث في اللحظة التالية في مدينة بحجم حلب، التي تضم كتلة بشرية كبيرة وعدداً كبيراً من المعامل».

وأشار مطران حلب إلى أنه كـ «رئيس طائفة»، «يشعر بأن واجبه هو البقاء مع أبناء كنيسته في حلب»، موضحاً أن «المدينة تضم 11 كنيسة مسيحية، واتخذ الجميع قراراً بالبقاء مع الشعب حتى آخر فرد».

وأردف بأنه «موجود في الكنيسة لخدمة أهالي المدينة كما كانت الحال منذ 13 عاماً من الأزمة السورية ونتفهم خيار كل شخص غادر حلب خلال اليومين الأولين من هذه الأزمة، علماً أنه بعد هذين اليومين تم إغلاق الطرقات ما منع الأهالي من الخروج باستثناء باصات قليلة غادرت صباح أمس إلى منطقة الجزيرة السورية».

وشدد مطران حلب على «أهمية بقائه مع الكنيسة والشعب، ومساعدتهم على الصمود في وجه الظروف الراهنة».

وقال: «كرئيس طائفة من الواجب أن أبقى مع الكنيسة حتى آخر شخص، هذا هو واجبنا في مساعدة الناس على الصمود، وقد كنا نعيش هذا الدور طوال 13 عاماً من الأزمة السورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن