رئيس جنوب إفريقيا اختتم زيارة إلى الجزائر استمرت ثلاثة أيام … رامافوزا: مسؤوليتنا وقف الإبادة في غزة.. تبون: وجهات نظرنا متطابقة
| وكالات
طالب رئيس جمهورية جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، بوقف فوري للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وذلك خلال زيارة إلى الجزائر استغرقت ثلاثة أيام، التقى خلالها نظيره عبد المجيد تبون الذي أكد تطابق وجهات النظر بين البلدين إزاء القضايا الدولية.
وفي خطاب ألقاه أمام البرلمان الجزائري، قال رامافوزا: «لا يمكن السماح بالتجاوزات الإسرائيلية في فلسطين، وأن لدينا مسؤولية لوقف الإبادة الجماعية»، وأضاف: «المناضل نيلسون مانديلا درسَنا أن حريتنا لن تكتمل حتى يحظى الفلسطينيون بحريتهم».
وشدد رامافوزا على أن «الحرب على غزة يجب أن تنتهي، ونطالب بانتهائها الآن»، معتبراً أن قصف المنازل والمستشفيات في غزة يمثّل «وصمة عار» بحق إسرائيل»، وقال في الوقت ذاته إنه يجب توحيد الأفارقة للوصول إلى أهداف التطور الدائم، مطالباً بإصلاح مجلس الأمن، ومشيداً بمواقف الجزائر خلال مشاركتها في مجلس الأمن.
ووجه رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، دعوة للرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، للمشاركة في قمة الـ20 المقرر عقدها السنة المقبلة، وتعد جنوب إفريقيا الدولة الوحيدة الإفريقية المنضمة إلى هذا التجمع الذي يضم أكبر 20 اقتصاداً في العالم، تتقدمه الولايات المتحدة الأميركية والصين وألمانيا واليابان وتركيا، كما ستكون جوهانسبرغ أول عاصمة إفريقية تحتضن هذا الحدث العالمي الكبير.
وتسعى الجزائر إلى رفع ناتجها المحلي إلى مستوى 400 مليار دولار أميركي في غضون 2027، عبر توسيع اقتصادها ليشمل عناصر متعددة على غرار الفلاحة والصناعة، والتقليل من الاعتماد على المحروقات.
وحسب موقع «الشروق» الإلكتروني الجزائري، قال رامافوزا في خطابه أمام البرلمان: شرف لي أن أتحدث في برلمان الجزائر وأقف أمامكم احتراماً وللجزائر التي تربطنا معها علاقات قوية، نحن نشعر كأننا في وطننا ويمكننا القول إن الجزائر بلد استراتيجي وبوابة لإفريقيا.
وأضاف: الجزائر وجنوب إفريقيا تتشابهان في العديد من الأمور وعانى شعبانا من الاضطهاد والاستعمار، أنتم الجزائريون يشهد لكم التاريخ في النضال ومنكم نستلهم العبر والخبرة، مردفاً بالقول إننا هنا لنعبر عن امتناننا لدعم الجزائر التي وقفت معنا ضد نظام الفصل العنصري.
وأشار رامافوزا إلى أن الجزائر ساهمت معنا بشكل كبير في دعم حركات التحرر في إفريقيا، وقال: نحمل شعلة الحرية وهذه الشعلة يجب أن تضيء عن طريق التطور والوحدة الإفريقية وطريق الأجيال القادمة، ونواصل التزامنا مع الجزائر في دعم الشعوب المستعمرة لتحقيق حق تقرير المصير على رأسها شعب الصحراء الغربية.
ومضى يقول: يجب تذكير المجتمع الدولي بضرورة احترام المواثيق التي تكفل للشعب الصحراوي تحقيق حريته، نشيد بمواقف الجزائر المشرفة في مجلس الأمن الأممي طوال عضويتها غير الدائمة ويجب أن نسهم معاً في إصلاح هذه الهيئة لتخدم كل الشعوب، كما يجب على الدول الإفريقية الاتحاد فيما بينها لتحقيق التطور الاقتصادي الدائم.
وقبل ذلك وفي تصريح صحفي مشترك للرئيسين، بعد لقائهما، أول من أمس الجمعة، أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تطابق وجهات النظر بين الجزائر وجنوب إفريقيا تجاه القضايا الإقليمية والدولية، وتوافق البلدين على تفضيل الحلول السياسية التفاوضية لحل الأزمات، بعيداً عن التدخلات الخارجية.
وقال تبون: «كان لنا حديث معمق حول الوضع الإقليمي والدولي الراهن، خاصة العدوان الصهيوني على قطاع غزة ولبنان»، مضيفاً: «أغتنم هذه الفرصة لأحيي مرة أخرى الدعوى التي رفعتها جمهورية جنوب إفريقيا لدى محكمة العدل الدولية، ونحن نساندها مساندة كاملة».
وتابع: «في حديثنا عن الأوضاع في المنطقة، تناولنا مسألة الصحراء الغربية التي أكدنا بشأنها على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وتمكينه من حقوقه المشروعة، وفق ما تنص عليه الشرعية الدولية»، كما تبادل الرئيس تبون وفق «الشروق» مع نظيره رامافوزا «وجهات النظر حول الأوضاع في منطقة الساحل وليبيا والسودان ومنطقتي إفريقيا الوسطى والجنوبية، وموضوعات أخرى متعلقة بعمل الاتحاد الإفريقي».
وأشار الرئيس الجزائري بهذا الصدد إلى أنه خلص في محادثاته مع ضيف الجزائر إلى «تطابق وجهات النظر بين البلدين، وتوافقهما على تفضيل الحلول السياسية التفاوضية لحل الأزمات بعيداً عن التدخلات الخارجية»، من جهة أخرى اعتبر تبون أن زيارة الدولة التي يقوم بها نظيره الجنوب إفريقي إلى الجزائر «تعبر عن خصوصية العلاقات التاريخية بين البلدين، القائمة على التعاون الوثيق والتضامن الدائم»، ولفت تبون إلى أن هذه الزيارة «سمحت بإجراء تقييم شامل لما وصل إليه البلدان في علاقاتهما الثنائية، والتباحث حول السبل الناجعة لترقيتها لتكون في مستوى الإرادة السياسة المشتركة».