تحت وطأة المواقف الحذرة للدول المشاركة … السعودية ترحِّل بحث الأزمة السورية وتصنيف حزب الله لاجتماعات «التحالف» اللاحقة

| الوطن – وكالات
فشلت السعودية في حمل «التحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب» على بحث الوضع في سورية، وتصنيف حزب اللـه اللبناني كمنظمة إرهابية. واضطرت تحت وطأة المواقف الحذرة للدول المشاركة في التحالف إلى ترحيل الأمر لاجتماعات لاحقة. وفيما كانت الرياض تواصل سياساتها التصعيدية في المنطقة، واصلت إيران سياسة الأيدي المدودة للرياض من أجل حل المشكلات الثنائية عبر الحوار.
والتقى ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع محمد بن سلمان رؤساء أركان جيوش دول التحالف الإسلامي بعد اجتماعهم الأول في العاصمة السعودية الرياض.
وفي مؤتمر صحفي بعد الاجتماع، أوضح المستشار العسكري لوزير الدفاع السعودي أحمد عسيري، أن «حضور 39 دولة إسلامية يشكل رسالة قوية لأهمية التحالف»، معلناً أن اجتماع أمس «هو توطئة لاجتماع وزراء دفاع التحالف الإسلامي».
ولفت إلى أن دول التحالف رسمت إستراتيجية لمكافحة الإرهاب من 4 محاور، وستعمل على تجفيف منابع الإرهاب ومصادره، وبين أن هذا التحالف، وبخلاف الائتلاف الدولي الذي تقوده واشنطن، «يحارب الإرهاب بشكل عام، وليس تنظيم داعش فقط»، في انتقاد مبطن للرؤية الأميركية بخصوص «التنظيمات الإرهابية».
وشدد على وجود حرص لدى الدول الأعضاء في التحالف الإسلامي على أن تكون عملياته «تحت مظلة الشرعية الدولية»، موضحاً أن آلية عمل مكافحة الإرهاب بالتوافق وتحترم سيادة كل دولة عضو بالتحالف.
وأوضح عسيري أن التحالف لم يتطرق إلى حالات معينة بل وضع آلية عمل، مبيناً أنه لا يقود قوات منظمة وإنما ينسق الجهود، وأن أعضاء التحالف الـ39 سيتبادلون المعلومات الأمنية في ما بينهم. وبتفصيل أوضح، كشف المسؤول السعودي أن اجتماع الرياض لم يبحث موضوع حزب اللـه اللبناني وتصنيفه كمنظمة إرهابية.
وبتحريض من الرياض صنف مجلس التعاون الخليجي هذا الشهر، حزب اللـه على لائحته للتنظيمات الإرهابية، كما اعتبره المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية، إرهابياً أيضاً.
وكانت السعودية تعتزم طرح هذه المسألة أيضاً أمام رؤساء أركان جيوش الدول المشاركة في التحالف الإسلامي، تمهيداً لعرضها على مؤتمر القمة منظمة «التعاون الإسلامي» الذي ينعقد الشهر المقبل في تركيا. لكن يبدو أن تياراً بين الدول المشاركة رفض الأمر.
كما أعلن عسيري أن «الحالة السورية ستبحث لاحقاً في اجتماعات التحالف»، وهذا يؤكد إخفاق السعودية في حمل التحالف الإسلامي على مناقشة الوضع في سورية، ما اضطرها إلى تأجيل البحث فيه إلى الاجتماع المقبل لوزراء دفاع التحالف. وسبق للرياض أن أعربت عن استعدادها لإرسال قوات برية للقتال تحت لواء الائتلاف الدولي، إلى سورية بذريعة محاربة داعش، كما أكدت إمكانية قتال قوات برية من التحالف العسكري الإسلامي إذا ما جرى الاتفاق مع الائتلاف الذي تقوده واشنطن.
وسرب الكاتب السعودي سلمان الأنصاري، خطط بلاده حيال الأزمة السورية. وأوضح في تصريحات لشبكة «سي. إن. إن» الأميركية للأخبار، أن السعودية لديها «خطتان لتناول القضية السورية، الخطة أ: التجاوب مع مخرجات الحل السياسي الذي قد تنتج عنه الاجتماعات القائمة بالتنسيق مع الحلفاء حول العالم»، وأشار إلى أن الخطة ب: ستنفذ في حال عدم التوصل إلى حل سياسي توافق عليه دول التحالف وأطياف المعارضة السورية، مشيراً إلى أن «المملكة ودول التحالف الإسلامي (تملك) الجاهزية التامة للتدخل البري في سورية ووضع حد لإرهاصات الوضع القائم من قتل للمدنيين وتفريخ للجماعات الإرهابية التي تهدد أمن المنطقة والعالم».
واعتبر أن اجتماع رؤساء هيئة أركان دول التحالف، بمثابة «الدليل على جدية هذه الدول في التنسيق العسكري المباشر لمواجهة التهديدات الأمنية ولمجابهة خطر الإرهاب»، متوقعاً أن يكون «الملف السوري.. الأبرز ولكن ليس الوحيد»، إضافة إلى الوضع في العراق وليبيا واليمن.
وبدأ التحالف الذي أعلنه وزير الدفاع السعودي منتصف شهر كانون الأول الماضي، عمله عبر إنشاء «مركز التحالف الإسلامي العسكري»، في الرياض، وذلك من أجل تطوير الأساليب والجهود لمحاربة الإرهاب في العالم الإسلامي، ولتنسيق الجهود بين الدول المشاركة بهدف الارتقاء بالقدرات لمحاربة الإرهاب وكل ما يزعزع أمن دول العالم الإسلامي.