«النصرة» تعزز قبضة داعش على مارع شمال حلب!
| حلب – الوطن
سهلت جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية، مهمة تنظيم داعش، المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، في تشديد قبضة حصاره على مدينة مارع في ريف حلب الشمالي عبر قصف حي الشيخ مقصود في حلب وإيجاد الذريعة لـ«وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية لإغلاق المعبر الوحيد المتبقي للمدينة نحو عفرين.
وجاء ذلك في الوقت الذي هدد فيه التنظيم مدينة إعزاز بتفجير انتحاريين أنفسهم فيها وشنه هجوماً عليها من الجهة الشرقية.
وبين مصدر معارض مقرب من «لواء التوحيد» الإخواني، أكبر فصيل مدافع عن مارع، لـ«الوطن»: بأن هناك قناعة شبه مؤكدة لدى قادة ومسلحي اللواء بأن «النصرة» تريد الانتقام منهم وتساعد داعش في تضييق الخناق على مارع ذات الأهمية الرمزية الكبيرة لجميع فصائل المسلحة في ريف حلب الشمالي والمعقل الوحيد مع إعزاز المتبقيين لهم فيه.
وأوضح المصدر بأن «وحدات الحماية» و«جيش الثوار»، المنضويين تحت راية «قوات سورية الديمقراطية» المدعومة أميركياً، أغلقا لليوم الثاني على التوالي معبر قرية الشيخ عيسى الوحيد الذي يصل مارع من جهة الغرب بعفرين والعالم الخارجي، رداً على قصف «النصرة» المتعمد على حي الشيخ مقصود الذي تسيطر عليه «الوحدات» وإيقاع 9 شهداء وجرحى في صفوف المدنيين، الأمر الذي سمح للتنظيم بتكثيف الهجمات على مارع بغية السيطرة عليها وحال دون عبور مزيد من المدنيين المحاصرين من خلال عفرين نحو ريف حلب الغربي وأرياف ادلب بعد السماح لنحو 6 آلاف منهم بالعبور إبان فتح المعبر ليوم واحد. وأمس، فجر داعش سيارة مفخخة خلال هجومه على مارع من الجهة الشرقية وأمطر المدينة بعشرات القذائف الصاروخية والمدفعية، ما وضع المسلحين المدافعين عنها وفي مقدمتهم «الجبهة الشامية» أمام خيار تسليم المدينة بعد انعدام فرص الاحتفاظ بها لفترة طويلة، وهو ما سيترك تداعيات خطيرة على مستقبل إعزاز المجاورة وبوابتها الحدودية «السلامة» على الحدود التركية.
في إعزاز ذات الموقع الإستراتيجي فجر ثلاثة انتحاريين من الخلايا النائمة لداعش أنفسهم داخل المدينة، في حين شن التنظيم هجوماً من شرق المدينة من محوري صوران وجارز باتجاه منطقة البحوث العلمية بمحاذاة الحدود التركية، وذلك بهدف جس نبض المسلحين المدافعين عن القرى المتبقية التي تفصله عن المدينة ولاسيما الجلخات التي شهدت معارك عنيفة من دون أن يحقق التنظيم تقدماً جديداً في المنطقة.
وخشية تحقيق داعش مزيداً من الاختراقات في إعزاز عن طريق خلاياه النائمة فيها، أصدرت المحكمة الشرعية فيها بياناً رفض السماح لمهجري المناطق الشرقية من المدينة والتي يسيطر عليها التنظيم بالعبور إلى إعزاز، إضافة إلى غلق كل المعابر أمام المدنيين إلى منطقة إعزاز ومحيطها.
ترافق ذلك مع أنباء تحدثت عن استقدام داعش مزيداً من التعزيزات من ريف حلب الشمالي الشرقي نحو جبهتي مارع وإعزاز لحسم معركة السيطرة عليهما وإنهاء الوجود المسلح للتنظيمات المحسوبة على أنقرة في ريف حلب الشمالي، بغية مواصلة ضغطها على واشنطن لوقف زحف «الديمقراطية» باتجاه الرقة، كنوع من المقايضة التي لم تتضح معالمها ونتائجها بعد.