الأسواق باردة .. الطحان: القرار سينفذ والمكاتب التنفيذية معنية بإصدار التسعيرة
| محمود الصالح
شهدت الأيام الثلاثة الماضية صمتاً مطبقاً من الجهات المعنية بعد رفع أسعار المحروقات وحوامل الطاقة ولم تتخذ الإجراءات العملية المطلوبة التي يفترض أن تكون مرافقة لزيادة الأسعار ما جعل الأسواق ببضائعها وخدماتها تعيش حالة من الفوضى. أصيب الناس بالذهول نتيجة الغياب الكامل للجهات المعنية. انتشر خبر ارتفاع أسعار المحروقات كالنار في الهشيم بسرعة جنونية. أصحاب المحال يبشرون بعضهم، سائقو السرافيس يوصون بعضهم من كان يأخذ أجرة 30 ليرة أصبح يأخذ 50.
«الوطن» رصدت في اليوم الرابع لزيادة أسعار المحروقات آراء الناس في مدينة دمشق التي تعكس إلى حد كبير الصورة الكاملة للبلاد. في سوق الحميدية ارتفاع في أسعار أغلب المواد يواجه بإحجام كبير على الشراء. هزار قالت: أنا في السوق حتى أقضي بعض الوقت ولا أريد أن أشتري لأن الأسعار زادت خلال اليومين 50% وحجة الباعة ارتفاع أسعار المازوت.
عبد السلام بائع في سوق الحميدية أكد أن الأسعار كما كانت ولا إقبال على الشراء خلال الأيام الماضية نتيجة تخوف الناس من رفع الأسعار. عبدو بائع بسطة في سوق الحميدية قال: أنا كنت أشتري القطعة من لباس الأطفال قبل يوم الخميس بالجملة 1000 ليرة وهي نوعية تجارية وأبيعها 1200 البارحة ذهبت إلى تاجر الجملة طلب مني عن البضاعة نفسها القطعة 1500 فبكم سأبيعها أنا؟ في سوق الحريقة دخلنا إلى عدد من محال الجملة الكثير منهم رفض الحديث على حين أكد لنا أحدهم طالباً عدم ذكر اسمه أن ارتفاع أسعار المازوت زاد كلفة إنتاج الألبسة لأن المكنات تعمل على الكهرباء والكهرباء مولدة بالديزل وأجرة النقل ارتفعت وفي النتيجة الصناعي مواطن يأكل ويشرب وزادت أجور عماله ومن ثم يجب أن يزيد السعر.
في البزورية الحركة خجولة والبيع قليل كما أكد لنا أبو محمد صاحب محل عطارة ويستذكر أيام زمان أنه كان يبيع خلال أيام الأعياد وشهر رمضان بمبلغ يساوي ما يبيعه خلال أشهر السنة الأخرى.
البضائع متوافرة بشكل كامل ولا نقص في أي مادة استهلاكية ولكن الأسعار كاوية هذا ما قالته أم حسين في باب الجابية. أسعار الحلويات التي يزداد الإقبال عليها خلال شهر رمضان ارتفعت بشكل فاق كل تصور، «الناعم» هذه الأكلة الرمضانية شهدت ارتفاعاً كبيراً حيث يباع الرغيف الصغير بسعر 150 ليرة علماً أن كلفته لا تتجاوز 25 ليرة وهناك 3 أرغفة كبيرة بسعر 1000 ليرة. المشروبات على اختلاف أنواعها ارتفعت بنسبة 50% عما كانت عليه في العام الماضي أما أسعار ظرف الشراب البودرة فقد زادت من 35 ليرة في العام الماضي إلى 80 ليرة في العام الحالي. أما الخضر فقد شهدت ارتفاعاً في عموم أنحاء دمشق على حين شهد البطيخ الأحمر والأصفر انخفاضاً مقبولاً نتيجة زيادة العرض نظراً لتركز الموسم خلال هذه الفترة. اختلفت أسعار اللحوم البيضاء والحمراء بين منطقة وأخرى وكان أرخصها في باب سريجة لحم الغنم 3000 ليرة «الزورة» أما في العفيف فوصل سعر لحم الغنم 25% دهنه إلى 6500 ليرة سورية والخيار 175 ليرة والبندورة 150 ليرة. ذروة المشاكل تركزت في خدمات النقل حيث زادت الخلافات بين الركاب والسائقين الذين رفعوا أسعار المواصلات بنسبة 100% بعد نصف ساعة من صدور قرار رفع أسعار المحروقات من كان يأخذ 30 ليرة أصبح يأخذ 50 ليرة وسرافيس جديدة عرطوز تسعيرتها 60 ليرة رفعتها فوراً إلى 100 ليرة وتوصيلة التكسي التي كانت بمبلغ 200 ليرة أصبحت بـ500 وهكذا دواليك. والجواب الوحيد على لسان السائقين لمن يعترض على أسعارهم (ما عجبك روح اشتك) (ليش جاي تحاسبنا روح حاسب الحكومة). في البرامكة تحدث إلينا عدد من المواطنين عن فوضى أسعار النقل نتيجة عدم قيام الجهات المعنية بوضع تسعيرة جديدة للسرافيس والتاكسي تصدر في الوقت نفسه مع رفع سعر المحروقات. وتساءلوا: لماذا تضع الجهات المعنية المواطنين من ركاب وسائقين بمواجهة بعضهم البعض؟ وعلمت «الوطن» من مصادر معنية أن اللجان المختصة تقوم بدراسة وضع تسعيرة للنقل وستكون الزيادة التي تعطيها 10% للسيارات العاملة على المازوت و23% للسيارات العاملة على البنزين ويتوقع أن يتم منح باعة أسطوانات الغاز 100 ليرة سورية كأجور نقل لتباع الأسطوانة بمبلغ 2600 ليرة. مصادر في تموين دمشق أكدت عدم وصول أي شكوى حول مخالفات وسائل النقل خلال الأيام الثلاثة الماضية.
باسل طحان مدير حماية المستهلك أكد أن القرار سينفذ بدقة ولن تزيد الأسعار بأكثر من النسبة التي تأثرت فيها نتيجة زيادة المحروقات وبالنسبة للمواصلات تم إبلاغ المكاتب التنفيذية في المحافظات أن زيادة النقل في السيارات العاملة على المازوت 10% وستقوم المكاتب التنفيذية بإصدار الأسعار وفق هذه النسب.