فرنسا وألمانيا تدعوان إلى تعزيز التكامل السياسي في أوروبا
دعا وزيرا خارجية ألمانيا وفرنسا فرانك فالتر شتاينماير وجان مارك آيرولت في وثيقة مشتركة نشرت أمس في برلين إلى تعزيز التكامل «السياسي» في أوروبا ردا على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقال شتاينماير وآيرولت في الوثيقة التي نشرت على موقع وزارة الخارجية الألمانية باللغة الألمانية «سنحقق تقدماً جديداً باتجاه وحدة سياسية في أوروبا وندعو الدول الأوروبية الأخرى إلى الانضمام إلينا في هذه العملية».
وأضاف الوزيران إن «ألمانيا وفرنسا مسؤوليتان عن تعزيز التضامن والوحدة في الاتحاد الأوروبي».
لكنهما أبديا تقبلاً لفكرة اتحاد بصيغ مختلفة وشددا في الوثيقة «علينا الإقرار بأن هناك درجات متفاوتة من الطموح نحو اندماج أكبر بين الدول الأعضاء».
وعرض الوزيران تعاونا أكبر في ثلاث مجالات أساسية هي الأمن على الصعيدين الداخلي والخارجي وأزمة الهجرة واللاجئين والتعاون المالي والاقتصادي.
وكتب آيرولت وشتاينماير في الوثيقة التي صدرت باللغتين الفرنسية والألمانية أنه وبعد استفتاء الخميس فإن «الجواب الصحيح ليس الدعوة لأوروبا أكبر ولا إلى مرحلة تفكير».
لكنهما شددا على أن «ألمانيا وفرنسا على قناعة راسخة بأن الاتحاد الأوروبي صيغة فريدة تاريخياً وإطار عمل لا غنى عنه من أجل ضمان الحرية والازدهار والأمن في أوروبا ولإقامة علاقات سلام بين شعوبه ومن أجل إحلال السلام والاستقرار في العالم».
من جهتها دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى العمل من أجل منع الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي من اتباع المسار ذاته الذي اتبعته بريطانيا.
وقالت ميركل خلال مؤتمر للحزب الديمقراطي المسيحي أمس: «إن من الضروري منع الدول الأخرى من اتباع مسار خروج بريطانيا» مشيرة إلى وجود قلق في الأسواق المالية الدولية من قدرة الاتحاد على التحكم بعد خروج بريطانيا.
وأضافت ميركل: «إن الوقت الآن ليس مناسباً لبحث التعاون بين أعضاء منطقة اليورو ولكن الأولوية يجب أن تكون لتهدئة المخاوف الشعبية من قضايا كتأمين الحدود وفرص العمل وتحسين الوضع الأمني».
بدوره صرح زعيم الحزب المحافظ الحاكم في بولندا ياروسلاف كاتشينسكي أن بلاده تأمل في إجراء استفتاء جديد في بريطانيا لتتمكن من العودة إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال كاتشينسكي لصحفيين في بياليستوك: إن «مفهومنا لليوم وليس للمستقبل يقضي ببذل جهود لتعود بريطانيا إلى الاتحاد، بإجراء استفتاء ثان»، مشيراً إلى أن المملكة المتحدة «مهددة اليوم بالتفكك».
هذا ودعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس القادة الأوروبيين إلى الهدوء والدفاع عن «القيم والمصالح التي قربتنا» وقال كيري في لقاء مع صحفيين في بروكسل: «إنه أمر أساسي أن نبقى مركزين في هذه المرحلة الانتقالية، حتى لا يفقد أحد صوابه ويتحرك بلا تفكير لكن علينا أن نرى كيف يمكن المحافظة على المصالح والقيم التي جمعتنا منذ البداية».
إلى ذلك أعلن المحافظون البريطانيون أمس أن تعيين خلف لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون سيجري بحلول الثاني من أيلول، مسرعين بذلك هذه العملية.
هذا ويحاول القادة البريطانيون المحليون طمأنة الأسواق والمواطنين والتأكيد على أنهم سيتجنبون أي تسرع بالنظر إلى البلبلة التي تعيشها البلاد.
واعتمد زعيم كتلة مؤيدي الخروج المحافظ بوريس جونسون لجهة أكثر تصالحية غير معتادة مع خصوم الأمس وأكد أن بريطانيا «جزء من أوروبا» وأن التعاون مع الجيران الأوروبيين «سيتعزز».
وأكد جونسون في مقال نشرته صحيفة «ديلي تلغراف» أن خروج بريطانيا «لن يتم بتسرع».
ودعا جونسون الذي يعتبر الأوفر حظاً لخلافة كاميرون، مؤيدي الخروج إلى «بناء جسور» مع معسكر البقاء حتى لا تظل البلاد منقسمة.
وفي دليل على أن قسماً من البريطانيين خصوصاً الشباب، يجد صعوبة في تقبل نتيجة الاستفتاء، تخطت العريضة التي تطالب بتنظيم استفتاء ثان 2.6 مليون توقيع بعد ظهر الأحد.
في غضون ذلك قال رئيس وزراء الصين لي كه تشيانغ أمس أمام منتدى اقتصادي عالمي إن تصويت البريطانيين للخروج من الاتحاد الأوروبي يزيد من حالة عدم اليقين المحيطة بالاقتصاد العالمي في وقت تتزايد الضغوط على الصين.
وقال لي في الاجتماع السنوي تحت عنوان «أبطال جدد» في تيانجين، المدينة الساحلية في شمال الصين، إن الطاقة الفائضة والاستثمارات البطيئة وتراجع الطلب تؤثر على ثاني اقتصاد في العالم.
والاستفتاء في بريطانيا الأسبوع الماضي كان له أثر على الأسواق المالية العالمية، كما قال لي «ليضيف مزيداً من الشكوك على العالم».
وتابع: «بسبب البيئة العالمية القاسية والمعقدة، والمشكلات المحلية المتراكمة والمتجذرة، فإن أسس اقتصاد صيني مستقر ليست متينة». وأضاف: «هناك ضغوط هائلة على الاقتصاد ولا يمكن الاستخفاف بالصعوبات».
غير أنه سعى إلى طمأنة المشاركين في الاجتماع. وقال إن اعتراف الصين بالصعوبات يؤكد أن لديها «التصميم والقدرات» لتجاوزها.
وتوقع ألا يتعرض اقتصاد الصين، أحد أعمدة التجارة العالمية، إلى هبوط حاد.
هذا وتراجع الجنيه الأسترليني إلى أدنى مستوى له مقابل الدولار الأميركي منذ نحو 31 عاماً على خلفية الغموض الاقتصادي والسياسي بعد تصويت البريطانيين الأسبوع الماضي على الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وكالات