تخريج الدفعة الأولى من الطلاب المتميزين.. وحلب وريفها أكثر المحافظات بمشروع الأولمبياد بالنتائج محلياً وعالمياً … العزب لـ«الوطن»: السيدة أسماء الأسد لها كل الفضل بمشروع الأولمبياد ولولا تبنيها لما وصل إلى هذه المرحلة المتطورة .. فكر السيد الرئيس وعقيلته أن نؤسس مشروع الأولمبياد لإحداث مؤسسة ترصد المتميزين
| محمد منار حميجو
قال رئيس هيئة التميز والإبداع عماد العزب: لولا تبني السيدة أسماء الأسد لمشروع الأولمبياد لما وصل إلى هذه المرحلة من التطور والنجاح، مؤكداً أن لها كل الفضل لاهتمامها بكل تفاصيل هذا المشروع عبر متابعة الطلاب وأسرهم وهي قادرة على مناقشة أي شخص عن هذا المشروع أكثر من أي أحد.
وفي حوار مطول لـ«الوطن» قال العزب: إن السيدة أسماء وجهت بأن يكون للهيئة دور في تطوير مناهج وزارة التربية مشيراً إلى أن طريقة تدريس الوزارة لا تنتج متميزين بل متفوقين فقط وهناك فرق بين الأمرين.
وأعلن العزب عن تخريج 33 طالباً من المتميزين من «نتاج المركز الوطني للمتميزين الذين تابعوا دراستهم الجامعية ضمن اختصاصاتهم العلمية المخصصة لهم» الذين سيتم إيفادهم إلى الخارج لمتابعة دراساتهم العليا، كاشفاً أن عدد طلاب أولمبياد بلغ نحو 45 ألف طالب.
وفيما يلي نص الحوار الكامل مع العزب
بداية نريد منك أن تعطينا لمحة عن الأولمبياد؟
أولاً أرحب بكم وباهتمامكم الكبير لتغطية مشروع يعد من أهم المشاريع التي تشغل البلاد في ظل الظروف التي تمر بها.
بكل بساطة الأولمبياد مسابقة بسيطة وجميلة وممتعة فهي تقام بالعلوم الإنسانية «الرياضيات والفيزياء والكيمياء والمعلوماتية وأخيراً علم الأحياء» فهي تسبر قدرات الطالب وتحدد مستواه الذي وصل إليه من فهمه للمواد السالفة الذكر وبالتالي فإنه من خلال المسابقة يمكن معرفة مستوى الطالب بكل مادة يتقدم لها في الأولمبياد.
وأقول هنا دور الهيئة كبير وحساس فمن واجباتها البحث عن الطلاب المتميزين ومن ثم الأخذ بيدهم وتطوير قدراتهم وتسليط الضوء عليهم عبر البرامج التي تشتغل عليها الهيئة لتطوير قدراتهم.
تحدثت عن أن مشروع الأولمبياد يبحث عن المتميزين، كيف يتم ذلك لإيجاد الطالب المتميز؟
هناك عدة جهات شريكة تعمل مع مؤسسة التميز والإبداع فمن خلال التواصل مع وزارة التربية ومنظمة اتحاد شبيبة الثورة للوصول إلى مختلف المدارس الموجودة في البلاد.
فنحن نقوم بصياغة إعلان نحث فيه وندعو طلاب الصف الأول الثانوي للمشاركة بالمسابقة العلمية التي تعتبر جديدة على المستوى المحلي وقديمة على المستوى العالمي.
ومن هنا يحق للطالب أن يتقدم للهيئة للمشاركة في مسابقة الأولمبياد ولا يحق له أن يختار إلا مادة واحدة.
اهتمام السيدة أسماء بمشروع الأولمبياد كبير لو تحدثنا عن ماهية هذا الاهتمام ودورها في إنجاح هذا المشروع؟
دعني أخبرك شيئاً لأول مرة أذكره لولا تبني السيدة أسماء الأسد لما وصلنا إلى هذه المرحلة من التطور والنجاح ومن ثم فإني أقول إنّ لها كل الفضل فالشيء الذي لا يعرفه الناس أنها تابعت كل تفاصيل لهذا المشروع وهي قادرة على مناقشة أي شخص يسألها عن هذا المشروع أكثر مني.
فهي تتابع الطلاب وأسرهم وقضاياهم فهي بالفعالية الأخيرة ألقت كلمة غيرت العديد من المفاهيم بقولها « كل الناس تستخدم كلمة وين كنا وين صرنا وللأسف تستخدمها بالمفهوم السلبي فلو عكسناها على الأولمبياد نقول بالفعل أين كنا وأين صرنا؟» في إشارة منها إلى تطور هذا المشروع الكبير فحينما بدأنا المشروع كان عدد الطلاب لا يتجاوز 80 طالباً في حين حالياً عددهم تجاوز 45 ألف مشارك في الأولمبياد.
كيف بدأ اهتمام السيدة أسماء بهذا المشروع؟
بالبداية نظمت دراسة وأرسلتها للعديد من الجهات إلا أنها رفضت المشروع فقد يكون بعضها وجده نوعا من البذخ والبطر، المهم هم لم يشاهدوا من المشروع للأسف إلا الجانب السلبي، فأرسلت الدراسة إلى السيدة أسماء وخلال فترة أشهر طُلب مني بعض الاستفسارات عن المشروع ومن هنا انطلق دعمها واهتمامها الكبير بمشروع الأولمبياد.
أفهم من كلامك أنك لجأت إلى السيدة أسماء بعدما أغلقت الأبواب بوجهك؟
كان لدي قناعة كبيرة بأن هذا المشروع سيلقى دعماً وتبنياً من السيدة أسماء فأنا كنت على اطلاع على فكر السيدة أسماء ومدى اهتمامها بهذه المشاريع وهي تقول في لقاءاتها تعلموا من الطريقة التي يعمل من خلالها المشروع.
ستنطلق العام القادم هيئة الإبداع والتميز المحدثة بموجب المرسوم، ما عملها وما الجديد الذي ستقدمه؟
دعني أوضح لك الأمر، أصدر السيد الرئيس مرسوماً بإحداث هيئة الإبداع والتميز وذلك نظراً للنجاح الذي لاقاه مشروع الأولمبياد، كان هناك توجه من سيادته أن يتم تنظيم عملية متابعة هؤلاء المتميزين حتى نهاية المطاف.
كان دائماً لدينا تساؤل: إن الطالب شارك بالأولمبياد وتجاوز كل المراحل ثم حصل على إنجازات على المستوى المحلي والدولي فماذا بعد ذلك وأين يذهب هذا الطالب؟ فكان هناك رؤية من السيد الرئيس وعقيلته أن نشتغل حتى نؤسس العمل بشكل أكبر وواضح حتى يصبح لدينا مؤسسة ترصد حالات التميز ونتابعها في المرحلة الجامعية والدراسات العليا «ماجستير ودكتوراه» فكانت فكرة تأسيس الهيئة.
ومكونات الهيئة ثلاثة، هيئة الأولمبياد والمركز الوطني للمتميزين وإدارة البرامج الأكاديمية والمخرجات من الأولى والثانية ستكون مدخلاً للمرحلة الأكاديمية وهي الخريجون من المتميزين وحالياً نحن نحضر لحفل تخريج الدفعة الأولى من المتميزين وعددهم 33 خريجاً متميزاً ومن هنا فإنه يمكن متابعة هؤلاء ورفدهم حتى ينهوا مرحلة الدراسات العليا.
لكن الاختصاصات التي يدرسها المتميزون نوعية وبالتالي ربطهم بسوق العمل فيه صعوبة كيف ستحلون هذه المشكلة؟
هذا الموضوع تم لحظه ضمن البرامج الأكاديمية بمعنى أن الطالب المتميز إذا دخل في إدارة البرامج الوطنية وأنهى دراسته الجامعية وبعدها أوفد حسب نص المرسوم للخارج ثم يعود ويتابع مسيرته الحياتية فسيكون هناك مركز أبحاث على غرار المركز العلمي للبحوث لرصد أي مشاكل في سورية ومن إيجاد حلول لها، فعلى سبيل المثال أي مؤسسة دوائية بإمكانها تطوير الناتج الدوائي في البلاد إضافة إلى إيجاد الحلول للمشاكل التي تعانيها شركات الأدوية.
أليس من أحد أسباب أحداث هيئة الإبداع والتميز تقصير الجامعات في متابعة المتميزين؟
سأكون واضحاً في هذه المسألة هناك تقصير متعمد وتقصير غير متعمد، الظروف التي تمر بها البلاد دفعت بالجامعات إلى الاهتمام بالعملية الدراسية بشكل عام على حساب النوع فهي بالكاد تغطي الاختبارات والدروس الفصلية التي يخضع لها الطالب فهذا السبب الرئيسي الذي خفف اهتمام الجامعات بالمتميزين علماً أن الجامعات تبذل جهداً كبيراً لاستمرار العملية التدريسية في ظل هذه الظروف الصعبة.
هل أفهم من كلامك أن طالب الأولمبياد ضاع في أروقة الجامعات؟
نحن تحسبنا لهذه النقطة بشكل واضح ولذلك فإنه تم إجراء مسابقة للأولمبياد في قسم الرياضيات وكانت رغبة رئاسة الجامعة أن يكون المشاركون فقط من قسم الرياضيات إلا أنني طلبت من رئيس الجامعة أن تكون المسابقة مفتوحة، فشارك فيها طلاب من كليات الطب والصيدلة والهندسات وتم اختيار العشرة الأوائل. وهنا أحب أن أخبرك أن تسعة منهم كانوا طلاباً بمشروع الأولمبياد ومن حصل على المراكز الأولى هم طلاب من الطب والصيدلة.
لماذا تأخرتم في مسألة متابعة طالب الأولمبياد في الجامعة؟
حينما انطلق المشروع بشكل صحيح للأسف دخل البلد في هذه الأزمة فالظروف المادية حدت من الكثير من الأنشطة لدى الهيئة إلا أننا مع كل ذلك حالياً بصدد تجهيز أولمبياد في علم الجيولوجيا وباللغة الإنكليزية.
فاهتمام الأولمبياد بالعلوم الأساسية جاء باعتبار أنها الأكثر رواجاً في العالم إلا أن هيئة الإبداع والتميز ستكون مفتوحة فمن مهامها الأولى والرئيسية رصد جميع حالات التميز والإبداع على مستوى البلاد.
استقطاب المواهب في ظل الظروف الراهنة فيه صعوبة وخصوصاً من المحافظات الساخنة؟
الحقيقة الكثير من المؤسسات انكفأت نسبياً عن متابعة برامجها وأعمالها وعلى العكس تماماً مشروع الأولمبياد تابع عمله وبدأ يتطور كل عام حتى وصلنا إلى العالمية ولا شك أن من أهم الصعوبات التي تواجهنا هي عملية جمع الطلاب على المستوى المركزي.
والصعوبة لها شقان الأول الوضع الأمني فكنت دائماً أعيش في حالة قلق عند نقل الطلاب خوفاً من أي حادث يتعرض له الطالب أثناء تنقله والثاني التكاليف الباهظة في أجور نقله لكني أقول إن هذه التكاليف تهون في سبيل تحقيق المشروع.
وهذه الصعوبات أصبحت تعيق تدريب وتأهيل الفرق على مستوى المحافظات فلجأنا إلى شبكة الانترنت إلا أنه حتى في هذه وجدنا صعوبة نتيجة الوضع الراهن فاعتمدنا على تشكيل لجان علمية في المحافظات ومهمتها إرسال أوراق الهيئة إلى الطلاب المشاركين للجواب عليها إضافة إلى دورها في التدريب والتأهيل.
ومن هنا أقول استطعنا أن نواكب عملية التأهيل والتدريب للطلاب بعدة وسائل وأنا لا أخفيك أننا اعتمدنا على البريد العادي لإرسال الأسئلة بالاعتماد على بعض العناوين كأن نرسلها للسمان أو غيره.
وأنا أؤكد لك أن الفاعلية الأخيرة حضرها الطلاب من جميع المحافظات حتى إننا نقلنا طلاب دير الزور والحسكة بالطائرات كما شارك طلاب من محافظة الرقة وإدلب.
هل أثرت الأزمة على نتائج الطلاب المشاركين؟
بالعكس هناك تطور ملحوظ فالخط البياني في تصاعد والمؤشر الأساسي لهذا الموضوع هو النتائج التي يحصل عليها الطلاب كل سنة فالنتائج كل عام تزداد والمستوى العلمي في تطور عن السنوات السابقة وهنا دعني أخبرك شيئاً أنه في العامين الماضيين كانت محافظة حلب وريفها أكثر المحافظات تطورا في النتائج على المستوى المحلي والدولي وهذا يعطي رسالة للعالم أنه رغم كل ظروف الحرب وعدم توافر مقومات النجاح بشكل كبير في محافظة حلب إلا أنها كانت الأكثر تطورا في النتائج.
برأيك ما السبب؟
الأزمة خلقت حالة ردة فعل عند جيل الشباب، سئلت في إحدى المسابقات العالمية عن شعوري أن بلدي تعيش في حالة حرب ودمار وقتل وذبح ورغم ذلك حصلتم على العديد من الإنجازات على مستوى العالم فكان جوابي بأن هؤلاء الشباب الذين ترونهم الآن هم يمثلون جيل الشباب في سورية وليس أولئك الذين اختاروا الأزقة والشوارع وتدعمهم بعض الدول.
فكان دورنا أن نعطي صورة مشرقة وحية ومباشرة لهؤلاء الشباب الذين يمثلون جيل الشباب في سورية.
لماذا لا مشاركة لديكم في السنة التحضيرية وفي تطوير المناهج في وزارة التربية؟
الحقيقة وزارتا التعليم العالي والتربية شريكتان لنا لكن أعود لأقول لك المشكلة نفسها التي تعانيها جامعاتنا تعانيها وزارة التربية في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد ولذلك فالتربية تسعى لأن تتم العملية الدراسية بهدوء وسلاسة.
ورغم كل ذلك فإننا اليوم أخذنا دوراً في تطوير مناهج التربية وذلك بناء على توجيه السيدة أسماء الأسد التي طلبت أن نساهم في عملية تطوير المناهج وللأمانة أقول لك إن هناك العديد من أعضاء اللجنة العلمية المركزية أعضاء لجان في تطوير المناهج.
هذا يدل على نجاحكم في العمل؟
بكل تأكيد وهناك مؤشر آخر لإنجاح الهيئة وهو أن جميع الطلاب الذين شاركوا في مسابقات الأولمبياد لم تنزل معدلاتهم عن 94 بالمئة في نتائج الثانوية العامة وهذا يعطينا مدلولاً كبيراً على صوابية العمل على حين أنه تم اختبار طالب حصل على علامة تامة في الرياضيات في الثانوية العامة إلا أنه لم يتأهل للأولمبياد.
ومن هنا يجب أن يكون هناك تعاون أكبر بيننا وبين وزارة التربية وأنا كنت منذ أيام عند الوزير هزوان الوز واتفقنا على إدخال ثقافة الأولمبياد إلى جميع المدارس وسنبدأ من مدارس المتفوقين لأنه للأسف طريقة التدريس في وزارة التربية لا تنتج إلا متفوقاً في حين لا تنتج متميزاً والفرق بين الأمرين كبير فالمتفوق لديه قدرة عالية على البصم والفهم والثاني يستطيع إنجاز عمليات التحليل والتركيب لمواجهة مشكلات ومسائل تواجهه ومن ثم إيجاد الحلول بفكر مرن.
لكن أليس هذا بحاجة إلى آلية عمل؟
دعنا نقل إن من أهم ميزات الأولمبياد أن نشتغل في أي مشروع بشكل تدريجي ومن ثم ننتقل إلى الأماكن الضعيفة فنقويها والإيجابية فنطورها وأنت تعلم أن العملية التدريسية مؤلفة من منهاج وطالب وأستاذ ونحن بدأنا نشتغل على تطوير قدرات الإخوة المدرسين عبر إجراء أولمبياد خاص لهم لتطوير قدراتهم فللأسف قدرات الكثير من المدرسين تتوقف لمجرد حصولهم على إجازة الجامعة ودخولهم مجال التدريس وبالتالي فإن الكثير منهم لم يعودوا يواكبون قدرات الطلاب ولاسيما المشاركين في الأولمبياد.
وأنا لا أخفيك سراً في إحدى مقابلاتي مع السيد الرئيس سألني عن سر اختياري لدكاترة من مركز البحوث والطاقة الذرية والاستشعار عن بعد وعدم اختياري للمدرسين فشرحت له واقع وحال المدرسين فسألني هل بالإمكان إجراء أولمبياد خاص بهم وبالفعل أحدثت أولمبياد المدرسين وللمعلومة أن معظم الأساتذة القدامى لم يتأهلوا في حين معظم المدرسين الشباب تأهلوا إلى الأولمبياد.
في النهاية هل يوجد في الأولمبياد وساطة؟
للأسف حاول الكثير من المسؤولين التوسط ومنهم وزراء إلا أنني رفضتها بشكل قطعي لأن قوة مشروع الأولمبياد لا وساطة فيه كما أن قوتها مستمدة من رعاية السيدة أسماء الأسد وفي النهاية أقول لك الوساطة صفر.