خلية السلة السورية أعضاؤها ناموا في عسلها
| مهند الحسني
أثبت المؤتمر الأخير لكرة السلة بأن الجهود المخلصة والنوايا الطيبة لبعض القائمين لن تنتشل سلتنا من مأساتها، وثبت ما كنا نبهنا إليه سابقا، بأن طموح البعض لا يتعدى حدود البروزات والسيلفي، ونشر قرارات التكليف بالمهام الخارجية، ونسي هذا البعض واجبه نحو سلتنا المحلية التي باتت اليوم في أمس الحاجة لكل جهد، إلا أن المؤتمر الأخير كان شاهداً حياً على أن بعض أعضاء الاتحاد عاجزون عن السير بسلتنا ولو خطوة واحدة نحو الأمام، وبأن أقصى همهم واهتمامهم هو توقيع إذن السفر وقبض أجور مراقبة المباريات ومعانقة الميكروفون في المهرجانات والمنصات الإعلامية، والسكوت المطبق في مؤتمر السلة السورية.
فاقد الشي
لم يخب ظننا بالبعض العاجز أصلا عن تقديم أي جديد لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ولأن من أكل عليهم زمان الرياضة وشرب عليه زمان كرة السلة افتقد رغبة العمل للمصلحة العامة، وانحصر اهتمامه بتمرير مصالح ناديه أو تلميع صورته بالنظارات الشمسية أو الصعود إلى الطوابق العليا في المكتب التنفيذي لتمرير مطالبه بعيداً عن الاهتمام باللعبة الجريحة متناسين هموم أبنائها وكوادرها.
ثلاث فئات
أعضاء الاتحاد الحاليون منقسمون لثلاث فئات: الفئة الأولى أصحاب الهم العام، وهم يد واحدة حاولت التصفيق مع باقي أيدي أعضاء الاتحاد فخاب أملها وصفقت منفردة، وبات الحمل كبيراً ويفوق طاقتها، والخوف أن يأتي اليوم الذي ترمي بها المنديل الأبيض، وتعلن استسلامها، وبذلك تخسر سلتنا آخر الرجال الطيبين الذين علا صوتهـــم ومطالبهــم دفاعاً عن السلة السورية التي فقدت قدراتها واحدة تلو الأخرى.
الفئة الثانية وهم فئة العوجة، وهو لقب ثابت على بعض أعضاء الاتحاد تغير الزمان وتغير المكان وتغيرت الرجال وبقيت مقولتهم ثابتة بوصف أي خطوة في اتجاه التغيير بالعوجاء رغبة منهــم في الحفــاظ على الميـــاه الـراكدة التي روت وتـروي سقف طموحهــم ومصــالحهم.
أما الفئة الثالثة هي فئة الجائعين للشهرة والظهور وتمرير المصالح الداخلية والخارجية برداء المصلحة العامة والخشية على السلة السورية، وبعضهم كان مكشوفاً لأن تاريخه وماضيه في كل مفاصل العمل الرياضي كان دالاً على مضمونه الفارغ ومصالحه الشخصية، والبعض الآخر كان أكثر إتقاناً وخبرة في التلون وإخفاء غاياته ورغباته. وفي المحصلـة فقـد التقـت الفئتـان مـن المنتفعـين بمواجهة مصلحة كرة السلة وتقدمها، ويبدو أن استبدال النائمين في العسـل قد أصبح أولوية لإنعاش السلـة السوريـة الميتـة سريريـا.