الباريسي والمدفعجية الصدام الأعنف في افتتاح الشامبيونزليغ … أمنيات فردية تدخل أصحابها التاريخ

| محمود قرقورا

تستعد القارة العجوز لاستقبال النسخة الثانية والستين لأهم مسابقة على صعيد الأندية في العالم الشامبيونزليغ، وستكون ضربة البداية يوم الثلاثاء المقبل بثمانية لقاءات أقواها بين باريس سان جيرمان الفرنسي وضيفه آرسنال الإنكليزي وكلاهما يبحث عن التتويج الأول ويمتلكان المقومات المطلوبة من جميع الجوانب، في حين يبدأ ريـال مدريد زعيم المسابقة حملة الدفاع عن لقبه بمواجهة سبورتنغ لشبونة البرتغالي أمام جماهير برنابييه، في الوقت الذي ستكون فيه مباراة برشلونة وسيلتيك هي الوحيدة بين بطلين من بين مباريات الجولة الأولى الست عشرة.
نسخة هذا العام يتوقع أن تكون واعدة فالريـال حامل اللقب يطمح لاستمرار الريادة مع المدرب الفرنسي زيدان الذي فرض نفسه بقوة صاحب القرار في البيت المدريدي، والبرشا يعد الرقم الأصعب في المسابقة منذ تحقيقه اللقب الثاني في مسيرته عام 2006 ودائماً ما تشكل مواجهته صداعاً مزمناً للخصوم ومنذ ذاك العام استطاع التتويج أربع مرات وخرج على يد ليفربول 2007 واليونايتد 2008 والإنتر 2010 وتشيلسي 2012 والبايرن 2013 وأتلتيكو مدريد 2014 و2016 ولا يخفى على أحد الطموحات الكبيرة للبايرن مع المدرب المتمرس في المسابقة وصاحب الرقم القياسي بعدد مرات التتويج كارلو أنشيلوتي، ومن يستطيع تجاهل يوفنتوس الذي بدا مقنعاً في الآونة الأخيرة؟
النسخة الجديدة ستشهد الكثير من التحديات بين ميسي ورونالدو من جهة وعمالقة القارة من جهة أخرى، كما ستكون شاهدا على أرقام قياسية جديدة سيكون في طليعتها حضور ثمانين ألف متفرج بمباراة توتنهام وضيفه موناكو على أرضية ملعب ويمبلي لتكون المباراة الأكثر حضورا لناد إنكليزي بخلاف المباريات النهائية، حيث كان الرقم السابق 70 ألفا بمباريات آرسنال 1998/1999 عندما اتخذ من ملعب ويمبلي أرضاً له.

المجموعة الأصعب
لا يختلف اثنان على أن المجموعة الثالثة التي تضم برشلونة الإسباني وسيلتيك الإسكتلندي والسيتي الإنكليزي ومونشن غلادباخ الألماني هي الأقوى، لكن لا أحد يجرؤ على الرهان بأن برشلونة سيلاقي صعوبة في العبور، ويبقى ممثل إنكلترا بقيادة المدرب البطل لاعباً ومدرباً غوارديولا المرشح الثاني للعبور عن هذه المجموعة، والملاحظ أن مانشستر سيتي لا يحظى بمجموعات سهلة فاكتوى بنار الخروج من دور المجموعات موسم 2011/2012 و2012/2013 ولكنه وصل في النسخة المنصرمة لنصف النهائي رغم عديد العقبات وبالنهاية خرج على يد البطل.
ولوحظ أن المجموعتين الأولى والخامسة لا تضمان أي بطل وهذا نادر الحصول.

تحديات جديدة
سبق لميسي أن حضر في الألقاب الأربعة مقابل ثلاثة لكريستيانو ومعلوم أن الرقم القياسي بحوزة خينتو مع الملكي المدريدي وإذا استطاع ميسي التتويج للمرة الخامسة فسيكون أول لاعب من برشلونة ينال هذا الشرف.
والسباق الثاني الذي لا يتوقع أن يخرج من دائرتهما هو هداف النسخة الجديدة حيث سبق لكليهما الفوز باللقب خمس مرات وكلاهما منفرد أربع مرات مقابل مرة بالتشارك مع نيمار أيضاً، فرصيد رونالدو حالياً 93 هدفاً متقدماً بفارق عشرة أهداف عن ليونيل ميسي، أي إن كريستيانو سيحتفل في هذه النسخة بهدفه المئة إذا جافته الإصابة، ولا يخفى على أحد أن الرقم القياسي التهديفي لنسخة واحدة بحوزة النجم البرتغالي بسبعة عشر هدفاً حققها خلال نسخة 2013/2014 وهذا وضع الطامحين بموقف لا يحسدون عليه إذا أرادوا كسره.
أما التحدي الأهم فذو شقين وهو حفاظ ريـال مدريد على اللقب وهذا لم يحصل في المسمى الجديد للمسابقة، وسيكون لكريستيانو النصيب الأوفر من المديح والثناء إن استطاع بلوغ ذلك.
بدوره لاعب البايرن الإسباني ألونسو يطلع للفوز باللقب مع الزعيم الألماني بل صرّح بأن أمنيته قبل الاعتزال الذي بات وشيكاً التتويج مع القطب الألماني الكبير كي يعادل إنجاز الهولندي سيدورف الوحيد المتوّج مع ثلاثة أندية هي أياكس الريال وميلان، أما إكزافي ففاز بالقب مع ليفربول وريـال مدريد والفرصة مواتية مع بايرن ميونيخ، مع ميزة أن سيدورف فاز باللقب خمس مرات مقابل مرتين لألونسو.

برنامج المباريات
يلتقي يوم الثلاثاء ضمن المجموعة الأولى باريس سان جيرمان الفرنسي مع آرسنال الإنكليزي وبازل السويسري مع لودغورتس البلغاري، وضمن المجموعة الثانية دينامو كييف الأوكراني مع نابولي الإيطالي وبنفيكا البرتغالي مع بشكتاش التركي، وضمن المجموعة الثالثة برشلونة الإسباني مع سلتيك الاسكتلندي ومانشستر سيتي الإنكليزي مع مونشن غلادباخ الألماني، وضمن المجموعة الرابعة بايرن ميونيخ الألماني مع روستوف الروسي وآيندهوفن الهولندي مع أتلتيكو مدريد الإسباني.
ويوم الأربعاء يتقابل ضمن المجموعة الخامسة ليفركوزن الألماني مع سسكا موسكو الروسي وتوتنهام الإنكليزي مع موناكو الفرنسي، وضمن المجموعة السادسة ريال مدريد الإسباني مع سبورتنغ لشبونة البرتغالي وليجيا وارسو البولندي مع دورتموند الألماني، وضمن المجموعة السابعة بورتو البرتغالي مع كوبنهاغن الدنماركي وبروج البلجيكي مع ليستر الإنكليزي، وضمن المجموعة الثامنة يوفنتوس الإيطالي مع إشبيلية الإسباني وليون الفرنسي مع دينامو زغرب الكرواتي، وجميع المباريات تنطلق بتمام الساعة التاسعة وخمس وأربعين دقيقة بتوقيت دمشق.

لقب غائب
مازال نادي آرسنال الإنكليزي يبحث عن اللقب الذي لم يزين خزائنه بعد علماً أنه كان قريباً أكثر من مرة وخصوصاً عندما وصل للنهائي عام 2006 والمدرب الفرنسي آرسن فينغر يمتلك من الخبرة ما يكفي ولكنه يخفق عند الامتحان الحقيقي وهذه المرة لم يعد فينغر الرجل المفضل في جدران ملعب الإمارات وربما يخوض فرصته الأخيرة لمعانقة اللقب، ومحطته الأولى ستكون فرصة مواتية للحكم على إمكانياته ومدى قدرته على الإبحار.
بدوره وصيف النسخة الفائتة أتلتيكو مدريد اقترب موسم 2013/2014 من التتويج عندما فصل الوقت بدل الضائع بينه وبين التتويج، وأعاد الكرّة في الموسم الفائت عندما صدمته ركلات الترجيح أمام الجار الزعيم، ومباراته الأولى ستكون بأرض آيندهوفن وكلنا يتذكر صدامهما المثير في الموسم الفائت عندما صمتت الشباك مدة 210 دقائق فكان الحسم بالترجيح 8/7.
ولا يبتعد باريس سان جيرمان عن آرسنال وأتلتيكو مدريد والقائمون عليه يضخون أموالاً باهظة في سبيل بلوغ هذا المأرب، وارتأت الإدارة التعاقد مع المدرب الإسباني إيمري الذي حاز اللقب المصغر اليوروباليغ مع إشبيلية ثلاث مرات، ولسان حال الإدارة يقول إن هذا المدرب يمتلك الخبرات الأوروبية وخصوصاً في المواجهات الثنائية، والجولة الأولى بمواجهة آرسنال بوابة لأخذ الانطباع الأولي عن إمكانيات الفريق الذي تثاقلت خطواته على صعيد الدوري وتكفي الإشارة إلى إهداره خمس نقاط خلال أربع جولات.
وهناك أندية ذاقت حلاوة التتويج ولكنها أخفقت في السير على النهج ذاته منذ زمن، ويمثل هذا الجانب فريق يوفنتوس الباحث عن اللقب الثالث والأول منذ 1996 ومحطته الأولى ستكون بمواجهة حامل لقب اليوروباليغ إشبيلية الإسباني.

ضيوف
شكل فوز ليستر بالبريميرليغ الموسم الفائت مفاجأة صارخة لكل متابعي المستديرة، وحضوره الأول في دوري الأبطال يتمناه مشجعوه بوابة لزيادة الشعبية والجماهيرية، ويعتقد النقاد أن مهمته ليست مستحيلة بوجود أندية عادية في مجموعته كبروج البلجيكي وكوبنهاغن الدانماركي وحتى نادي بورتو البرتغالي لا يفوقه إلا خبرة.
للتذكير فإن حامل اللقب ريال مدريد يستهل المشوار بمواجهة ضيفه سبورتنغ لشبونة البرتغالي بحضور كريسيانو رونالدو العائد من الإصابة.