اشتباكات عنيفة بين «الديمقراطية» والجيش التركي حول تل أبيض … أردوغان يريد «منطقة حظر جوي».. ومعلومات عن إرسال دبابات وقوات برية تركية ضمن حملة الباب.. ووزير الدفاع: لا نفكر في ذلك الآن!!
| الوطن – وكالات
في وقت بدأت تتكشف ملامح الحملة المقبلة على مدينة الباب التي تعد لها أنقرة، وتتضمن مشاركة القوات الخاصة التركية وتقديم دبابات للمسلحين، ذكر وزير الدفاع التركي فكري إيشيق أن بلاده لا تفكر حالياً في المشاركة بقوات برية في عملية «درع الفرات»، وذلك بعد يوم من مطالبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتحويل المناطق التي جرى تطهيرها من تنظيم داعش الإرهابي إلى مناطق حظر جوي.
ووقعت أمس معارك عنيفة بين الجيش التركي وعناصر «قوات سورية الديمقراطية» في منطقة الحدود السورية التركية عند مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي.
وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، شدد أردوغان على أن عملية «درع الفرات» التي قامت بها تركيا أخرجت المنطقة الممتدة من مدينة إعزاز إلى جرابلس من «حزام الإرهاب بالكامل، وحولتها إلى حزام للسلام»، مشيراً أن الهدف من العملية هو «تحقيق منطقة آمنة بشكل فعلي». ودعا أردوغان المجتمع الدولي إلى إعلان هذه المنطقة «منطقة حظر للطيران»، بذريعة أن ذلك يحد من تحركات اللاجئين عبر الحدود. وأردف قائلاً: «نخطط لإنشاء مناطق سكنية مجهزة بكافة الاحتياجات الاجتماعية، في هذه المنطقة (المحررة من قبضة داعش بشمال سورية) للسكان العائدين من اللاجئين السوريين».
ونفى أردوغان وجود أي مطامع لبلاده في سورية، وأشار إلى أن «درع الفرات» التي بدأت لدعم «المعارضة السورية، لها أهمية بالغة من أجل استقرار المناطق التي تفتقد لذلك»، لافتاً إلى أن التنظيمات الإرهابية تواصل أنشطتها على الأراضي السورية». وعدد كلاً من «داعش»، جبهة النصرة، حزب الاتحاد الديمقراطي «بيدا» ووحدات حماية الشعب اللذين نعتهما بـ«جناحي» (حزب العمال الكردستاني) «بي. كا. كا» في سورية.
واعتبر أن عملية درع الفرات أظهرت أن أولوية «بي. كا. كا» و«بيدا» لا تتمثل في محاربة داعش، وأعادت العملية الثقة بالنفس لعناصر المعارضة المعتدلة في سورية.
وفي ما يتعلق بالهدنة في سورية، قال أردوغان: «للأسف لم يطبّق وقف إطلاق النار الذي بذلنا جهوداً حثيثة من أجله، وبالأمس تعرضت قافلة للأمم المتحدة لقصف من قبل النظام السوري، ما أسفر عن قتلى وجرحى».
من جهة أخرى، اعتبر الرئيس التركي خلال لقائه نظيره الإيراني حسن روحاني أن طهران وأنقرة، يمكنهما أن تلعبا دوراً حاسماً، في مواجهة الأزمات وإعادة الاستقرار في كل من سورية والعراق.
من جانبه، نبه روحاني إلى أن «الإرهاب يهدد الجميع في المنطقة، لذا فإن دور (إيران وتركيا) في محاربة الإرهاب، والحيلولة دون زعزعة استقرار المنطقة، خاصة في سورية والعراق، أمر ذو أهمية».
وجرت أمس اشتباكات عنيفة بين الجيش التركي وعناصر من «قوات سورية الديمقراطية» التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية عمودها الفقري، عند الحدود بين سورية وتركيا في مدينة تل ابيض، حسبما ذكرت مصادر إعلامية معارضة، أكدت أن الجيش التركي يحاول اجتياح المدينة، علماً أن «الديمقراطية» سبق ورفعت أعلاماً أميركية على عدة مبانٍ في تل أبيض عادت وأنزلتها جميعها باستثناء واحد ظل مرفوعاً على مبنى الجمرك في منطقة المعبر. وذكرت تقارير أن جنوداً أميركيين انتشروا في المدينة إلا أن وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» لم تؤكد هذا الأمر.
ولم تأت أنقرة على ذكر هذه الاشتباكات، وأكد وزير الدفاع التركي أن بلاده لن تتردد في مواصلة عملية درع الفرات حتى تأمين حدودها و«لو تطلب الأمر الذهاب إلى مدينة الباب».
وبين إيشيق أن تركيا ستواصل تقديم كافة أنواع الدعم اللازم لميليشيات «الجيش الحر»، وأنها ترغب في أن تقوم هذه الميليشيات بتحرير أراضيها بشكل كامل من مسلحي داعش وعناصر وحدات حماية الشعب. وأضاف «هذه الأراضي تخص السوريين العرب، وتركيا لن تسمح أبداً لإرهابيي داعش و(وحدات حماية الشعب) باحتلالها».
ولدى سؤاله عن احتمال أن تدعم تركيا ميليشيات «الجيش الحر» بعناصر تابعة من قواتها المسلحة إذا ما توسعت عملية «درع الفرات»، أجاب أشيق قائلاً: «رئاسة الأركان تقوم بإعداد خطط العملية بشكل مفصل، ووفقاً لمعلوماتنا، فلا حاجة لدعم العملية بقوات برية تركية حالياً». واعتبر أن «الجيش الحر» لديه من القوة والعزم والعدد أيضاً ما يؤهله لمواصلة عملية تحرير أراضيه.
وكان الوزير التركي يعلق بشكل غير مباشر على ما نشرته صحيفة «حرييت» التركية حول قرار تركيا إرسال قوات إضافية إلى شمال سورية استعداداً لعملية تهدف إلى طرد جهاديي داعش من مدينة الباب.
وأكد مسؤول تركي لم تكشف الصحيفة اسمه أنه في إطار هذه المرحلة الجديدة من عملية درع الفرات باتجاه الباب «ستتم زيادة عدد الرجال». وأوضحت «حرييت» أن القوات الخاصة التي ستكون في الصف الأول ستعتمد على طائرات حربية ودبابات وستليها قوات برية، من دون أن تذكر أي رقم. وتقول وسائل إعلام تركية عدة: إن مئات العسكريين الأتراك وعشرات من الدبابات ينتشرون حالياً في سورية.
وذكرت مصادر عدة لصحيفة «خبرترك» أن العملية التي تستهدف الباب ستستغرق وقتاً أطول من الهجوم الخاطف على مدينة جرابلس التي تمت السيطرة عليها خلال ساعات بعد إطلاق عملية «درع الفرات».
ونقلت «حرييت» عن تقارير سرية للجيش أن الهدف الأول على طريق الباب وهو بلدة دابق وقد يكون بالغ الخطورة للعسكريين الاتراك نظراً «للألغام المضادة للافراد التي زرعت والقنابل اليدوية الصنع الموزعة» من دون أن تشير أيضاً إلى الأهمية الرمزية لهذه المعركة بحسب التأويلات التي يعتنقها كثير من المسلمين.
وفي هذا الصدد، أصدرت حركة «أحرار الشام الإسلامية» فتوى شرعية تتيح لمقاتليها العمل والتنسيق مع الجيش التركي في محاربة داعش في ريفي حلب الشمالي والشرقي ضمن عملية درع الفرات.
كما كشفت صحيفة «يني شفق» التركية أن الميليشيات المتحالفة مع تركيا ضمن عملية درع الفرات تتقدم نحو مدينة الباب، مبينةً أن الجيش التركي اتخذ إجراءات وتدابير من أجل حماية دبابات المسلحين من هجمات عناصر داعش بصواريخ مضادة للدروع.