النازحون في حماة.. الإيجار أول مشكلة في مشوار التهجير
| حماة – محمد أحمد خبازي
يعاني المواطنون الذين نزحوا من ريف حماة الشمالي نتيجة غزو قطعان الإرهابيين المحليين والوافدين قراهم وبيوتهم والذين عاثوا فيها تخريباً وتدميراً وتفخيخاً، بعد أن قتلوا العشرات من ساكنيها، يعانون إهمال الجهات الإغاثية لهم، وعدم توفيرها ما يلزمهم من حاجيات ضرورية لحياتهم اليومية، وخاصة الفرشات الإسفنجية، حيث وزِّعَ لهم حرامات قطنية لافتراشها بدلاً منها!!
ويؤكد العديد من أولئك النازحين إلى حماة لـ«الوطن»، أنهم تركوا منازلهم وأمتعتهم وأرزاقهم هرباً من الإرهابيين الذين اقتحموا قراهم، وغادروا إلى المجهول ليفاجؤوا باستغلالهم من الذين طلبوا مبالغ خيالية كأجرة شقة صغيرة تحميهم من التشرد، فما كان منهم سوى التوجه إلى مبرات الجوامع التي أعدتها لهم المحافظة كحل إسعافي مؤقت كمراكز إيواء.
ويقول النازح ياسر العمر: لقد أرقتنا أجور المنازل وقلة السكن وغلاء الأسعار على جميع المواد والمستلزمات ومنها الغذائية التي لا غنى عنها في كل منزل.
ويقول المواطنان كسار وخالد أبو محمد: – لقد بدأ مشوار المتاعب والبحث عن المجهول والركض وراء السراب من مركز 8 آذار للهلال الأحمر العربي السوري، وأثناء مقابلة المعنيين أرشدونا إلى مركز جمعية الرعاية الاجتماعية جنوب الملعب، وهناك استغربوا من الأمر وأرشدونا إلى صالة نادي السيف، فأرشدنا العاملون فيه إلى مركز الهلال الأحمر في 8 آذار ومستودعاتها على طريق حمص!!
وبعد كل هذه المعاناة عدنا بخفي حنين كما يقال، وفي اليوم التالي يقول المواطن خالد: عدنا إلى مركز الهلال الأحمر وبعد جهد جهيد ومعاناة لا يمكن وصفها حصلنا على وجبة غذائية ومنظفات وفرشة إسفنج واحدة و11 حراماً للغطاء، فخصصنا الفرشة لأربعة أولاد وأمهم، بينما افترشت أنا الأرض!!
ويؤكد أنه عندما سأل المعنيين عن فرشات الإسفنج قيل له: إنها قليلة والحرامات تعوض عنها وهي تكفي لأكبر أسرة!!
مصدر في الهلال الأحمر أكد أنه تم استقبال كل الأهالي الوافدين من طيبة الإمام وصوران وحلفايا ومعردس، خلال أقل من 48 ساعة، وبلغ عدد الأسر الوافدة 14 ألف أسرة.
وتم توزيع المواد الغذائية والإغاثية على جميع الأسر النازحة وتم تقديم كل الاحتياجات لها حسب الإمكانات المتوافرة في مستودعاتنا.
وبالنسبة لموضوع الفرشة الواحدة للأسر الكبيرة لدينا نقص في عدد الفرشات وتم تعويض الأسر بالحرامات وحتى اليوم نعمل على تسليم المعونات للنازحين.
وحالياً توقفنا عن تسجيل هذه الأسر في كل المراكز لتسليمهم المعونات الشهرية والدورية وذلك ريثما تتم معالجة هذا الموضوع مع المحافظ ومنظمة الهلال الأحمر ولجنة الإغاثة العليا ونعمل جاهدين لاستيعاب هذا الكم الهائل من هذه الأسر.