اللاذقية تبحث في تشوه نظامها العمراني
| اللاذقية – نهى شيخ سليمان
تحت عنوان: «العمران في ريف الساحل السوري بين الواقع والارتقاء» أقامت نقابة مهندسي اللاذقية وجمعية المعماريين وبرعاية محافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم ورشة عمل في صالة النقابة تمحورت حول مناقشة خلل الواقع العمراني في ريف الساحل السوري الذي يطبق عليه نظام ضابطة بناء المدينة الذي لا ينسجم مطلقاً مع واقع الريف ويؤدي لحدوث تشوه به.
عن أهمية ورشة العمل هذه أوضح لـ«الوطن» رئيس فرع جمعية المعماريين عضو مجلس فرع النقابة باللاذقية المهندس المعماري حاتم كامل حاتم قائلاً: تأتي أهمية هذه الورشة من كون العمران في ريف الساحل السوري تنتابه الفوضى بوجود مشاكل كثيرة عمرانية ناتجة عن نظام ضابطة البناء المطبق عليه، هذا النظام الذي يعتبر نسخة مشوهة من نظام ضابطة البناء في المدينة، وفي ورشتنا هذه نعمل على تصويب موضوع العمران في الريف والذي يجب أن نعتمد به على قاعدة المدينة مدينة والريف ريف، ولا يجب أن تنتهك خصائص القرية بكل ما تملك من مواصفات ومساحات خضراء وتضاريس بنظام ضابطة بناء معد للمدينة لسبب رئيسي وهو وجود فارق هائل جداً ما بين المدينة والريف، والمهم في هذه الورشة الخروج بتوصية مهمة جداً وهي حماية الريف من نظام ضابطة البناء لكون هذا النظام معداً للمدينة ولا يراعي خصوصية القرية، والحفاظ على الموارد الطبيعية والمائية التي لا يراعيها هذا النظام، فمثلاً منحدرات مشقيتا يتم بها بناء طابقي بشكل عمودي وهذا خطأ ويجب أن يبنى بناء تراسياً، وأيضاً حماية مرافئنا السياحية فعلى بحيرة 16 تشرين يوجد كورنيش مطل عليه وهو يمتلئ بمقاسم البناء المرتفعة، على حين يفترض أن يكون لها بناء خاص تعتمد نظام بناء الأقبية تحت منسوب الرصيف وترتفع فوق منسوب الرصيف نحو 75 سم تستعمل سطوحه كافتيريات ومطاعم تطل على البحيرة.
رئيس نقابة مهندسي اللاذقية د. عمار الأسد تحدث عن جمال طبيعة ريف الساحل السوري وما آل إليه واقعه نظراً للتعديات والتشوهات التي طالته خلال فترة الأزمة، وقال: دورنا كنقابة مهندسين أن نكون في طليعة الباحثين عن أسباب وجود هذه الظاهرة وإيجاد الحلول التي تتركز جميعها حول تعاون النقابة مع الوحدات الإدارية ومجالس المدن باعتبارها تعتمد بالدرجة الأولى على نظام ضابطة البناء وعلى الكثير من المتابعة فيما يخص عمل البلديات وما ينتج عنها، وهذا ما يلاحظ على سبيل المثال في مشقيتا وما يحدث من حجب رؤية وتشوه بصري يلحق بالبحيرة والطبيعة الجميلة، ونأمل في ختام الورشة تقديم ورقة عمل تخدم هذا الموضوع وتشجع لإيقاف موضوع هذه التشوهات وإيجاد حلول بما يخدم المواطن والحفاظ على البيئة والمنظر الجمالي.
رئيس مجلس المدينة م. صديق مطره جي أفاد بأن ورشات العمل تجربة عملية رائعة فهي خلاصة فكر وتشاركية بين عدة جهات نقابة المهندسين، جمعية المعماريين، جامعة تشرين، مجالس المدن ومجلس المدينة والخدمات الفنية، وهناك ضرورة لوجود ورشات عمل كهذه على موضوع أوسع ومدد زمنية أكبر، فإذا لم تتم ملاحقة هذه الأمور ستستمر التشوهات العمرانية نتيجة عدم وجود الضوابط وأنظمة البناء الخاصة بكل منطقة.