مواد التعفيش بالمحال!! .. المواطنون يطالبون بالمحاسبة
| حماة – محمد أحمد خبازي
لم تتمالك نجوى نفسها، فانفجرت باكية وهي التي هجَّرها وأطفالها الإرهاب ذات يوم من حمص إلى مدينة سلمية، عندما رأت غرفة ضيوفها تباع في محل يضم العديد من غرف النوم والضيوف والأجهزة الكهربائية والسجادات والحرامات وخزانات المياه وملاعق المطبخ أيضاً.
لقد قصدت ذاك المحل مصادفة مع جارة لها كانت ترغب في شراء خلاط عصير لكونه رخيص الثمن في محال التعفيش!!
وحال نجوى هي حال الكثير من المهجرين من أرياف حماة الساخنة أو المحافظات القريبة، والوافدين إلى مدن محافظة حماة الآمنة، الذين يفاجؤون بأثاث منازلهم تباع في محال الأدوات المنزلية المستعملة، التي يطلق عليها العوام «محال التعفيش»!!
ففي كل مدينة من مدن حماة تنتشر محال التعفيش التي تضم كل ما سطت – وتسطو – عليه مجموعات يُفترض بها أن ترعى حرمات البيوت في القرى أو المدن أو الأحياء التي يحررها الجيش العربي السوري من الإرهابيين، لكنها بدلاً من ذلك تمتهن التعفيش، وتنقل المواد المعفشة إلى محال تربطها بأصحابها علاقات تجارية، لتجني مبالغ لا طائل لها، من وجع الناس ومصائبهم الذين اضطرهم الإرهاب للنزوح من بيوتهم بما يلبسون فقط!!
ومنذ أكثر من عام شنت الجهات المختصة في مدينة سلمية حملة على ثلاثة من هذه المحال وصادرت ما وجدت فيها وأحالت أصحابها إلى القضاء، واستثنت المحال المدعومة، وهو ما أثار استياء الأهالي الذين طالبوا الجهات المركزية بأن تشمل الحملة جميع المعفشين وشركاءهم، ولا تستثني أي محل.
وهو ما يطالب به الأهالي اليوم في مختلف مدن المحافظة «سلمية – مصياف – السقيلبية»، ويتمنون أن يطبق القانون على الجميع من دون أي استثناء ليظل سيدا ، وأن يوضَعَ حدٌّ لأولئك المعفشين برفع غطاء الحماية عنهم، ومحاسبتهم مع كل من يتستر عليهم أو يدعمهم أو يشاركهم.
فما ذنب المواطن الذي دفعه الإرهاب للفرار من قريته، حتى يُسرق بيته، وكيف سيعود إليه وقد فقد جني العمر بعدما صار على البلاطة وبعض المنازل بلا بلاط!!