المناهج الحديثة.. موضع نقاش في السويداء
| السويداء- عبير صيموعة
رغم تطبيقها ضمن العملية التربوية ومنذ ما يزيد على ثماني سنوات إلا أن المناهج التربوية الحديثة ما زالت موضع نقاش ودراسة لدى العاملين في السلك التربوي وخاصة مع عدم توافقها مع الواقع الذي تعيشه المدارس وخاصة الاكتظاظ الكبير في عدد الطلاب الذي تشهده جميع الشعب الصفية على مستوى القطر، إضافة إلى فقدانها الكثير من وسائل الإيضاح والشرح التي تحتاج إليها وتتطلبها تلك المناهج وأمام هذا الواقع يظهر سؤال يطرح نفسه: ماذا كانت السياسة التربوية والإستراتيجية التي اتبعتها الوزارة منذ ثماني سنوات عندما قامت بتعميم مناهج دراسية جديدة من دون أي مقدمات أو ورش تدريب وتأهيل تسبق تلك المناهج لتدريب وتأهيل القائمين على العمل التربوي وخاصة أن غياب السياسة التربوية الصحيحة أدى إلى تفريغ جميع تلك المناهج من قيمها وأهدافها لتنقلب إلى مناهج تلقينية بدلاً من أن تكون مناهج تعليمية هدفها الأساسي تنمية الفكر والإبداع لدى الطلاب؟ وطبعاً ما خلصنا إليه من نتائج حول تلك المناهج جاء بعد ما تم من رصد وبحث حول آلية تطبيقها وتدريسها مع عجز الكادر التدريسي وهو المعني فيها عن إيصال كثير من تلك المفاهيم والمعارف بأبسط طريقة إلى الطالب فضلاً عن جهل معظم الكادر التدريسي للمعايير التي تقوم عليها تلك المناهج والتي لو جرى تأهيل الكادر التربوي التأهيل الصحيح لكانت النتائج مذهلة.
ويؤكد أحد الموجهين التربويين أن الاعتماد على المعارف السابقة لتدريس المناهج القديمة واتباع الأسلوب التقليدي في التدريس أفرغ المناهج الحديثة من هدفها وجعلها ضمن نمطية قاتلة ونعود لنضع اللوم الأول والأخير على الطالب فلا نقوم بتدريسه تلك المناهج وفق المعايير الصحيحة وضمن إستراتيجية تربوية سليمة إلا أننا نحاسبه على ما يقدمه من معرفة منتقصة أمام ما يحصل عليه من تعليم منتقص ويبقى السؤال ألا يجب على وزارة التعليم تأهيل الكادر التدريسي المعني الأول والأخير المعايير الأساسية لتلك المناهج ومن ثم نحاسبه على التقصير وعندما نقول دورات تدريب لا نعني أسبوعاً أو عشرة أيام بل نحتاج إلى أشهر لتدريسها مضيفاً: إنه وأمام الأعداد الكبيرة للطلاب في كل شعبة صفية ترى كثيراً من المدرسين عاجزين عن إيصال تلك المفاهيم بالطريقة الصحيحة فضلاً عن عجز الكثير منهم على ضبط الطالب ضمن الشعبة الواحدة فيتم إما التركيز على الطالب الضعيف على حساب الطالب القوي وإما الاهتمام بالطالب المتميز على حساب الطالب بطيء الفهم والاستيعاب لنجد في كل شعبة صفية معادلة يصعب حلها وتعجز وسائل التعليم المتاحة عن تحقيق الهدف المنشود من تلك المناهج.
بدورها أشارت المعلمة لينا مقلد وهي معلمة صف إلى أنه لا يمكن أن نعتبر المناهج الحديثة مقصرة بحق الطالب فهي تحاكي المكان والبيئة التي نعيش ضمنها لكن السؤال هل هناك المعلم القادر على إعطاء تلك المناهج وخاصة أنها تحتاج إلى المعلم الباحث والمبتكر والقادر على استثمار وسائل التعليم التي تغص بها المخابر المدرسية فضلاً عما يستطيع المعلم ابتكاره وتطويره لوسائل تعليمية بسيطة تحاكي تلك المناهج مضيفة: إن الإشكالية الأكبر إنما تكمن في أن معظم المدارس غير مؤهلة لطريقة تدريس المناهج الجديدة التي يفترض من خلالها تطبيق طريقة المجموعات وهي من أجمل الطرق للتعلم النشط ولكن واقع الأعداد الكبيرة للطلاب والمقاعد وجلوس التلاميذ ضمن الشعب الصفية، إضافة إلى واقع الباحات جميعها غير مؤهلة للتعليم النشط.