رياضة

مشروع لايبزيغ

| خالد عرنوس

عندما توج ليستر سيتي بلقب الدوري الإنكليزي استحق فريق الثعالب الزرقاء الثناء العظيم على فعلته التاريخية.. فقد انتزع لقباً بطعم الصيد المستحيل لسمكة صغيرة وسط حيتان كانت تعد العدة لقضم الوجبة الأغلى في عالم الدوريات المحلية وقد استطاع ليستر الصغير بمراوغات ثعلبه المحنك (رانييري) أن يخدع وحوش البريميرليغ الضواري يومها ليصبح مضرب مثل.
اليوم يسير لايبزيغ الألماني (الشرقي) الدرب ذاته فهاهو يتصدر البوندسليغا الألمانية متقدماً على البايرن الزعيم وبقية عصبة كبار كرة الماكينات وما يزيد حلاوة اللقب (في حال قطفه) أن فريق لايبزيغ يخوض منافسات الدرجة الأولى للمرة الأولى بتاريخه وهو الآتي من مدينة المعهد الرياضي الشهير بإعداد الرياضيين والذي خرج أبطالاً مرموقين رفعوا علم ألمانيا (الشرقية) في أكثر من دورة أولمبية.
راسن باللسبوت لايبزيغ هذا هو اسم النادي الكامل يختصر إلى (RBL) وهو ليس حديث العهد بالأضواء فقط بل هو حديث العهد بالأساس فقد تأسس عام 2009 وترعاه شركة ريد بول وهذه مسألة أثارت سخرية المنافسين وحتى بعض أنصار النادي، وقد ارتفعت شعبيته بشكل مطرد فمن معدل جماهيري لا يتجاوز ألفي متفرج بكثير في موسمه الأول أصبح في الموسم الحالي معدل مباريات الفريق بملعبه ريد بول أرينا أكثر من 29 ألف متفرج. وترافق ارتفاع المعدل الجماهيري مع نتائج بدأها من الصفر لينهي الموسم 2015/2016 بالحلول وصيفاً لدوري الدرجة الثانية ليصعد إلى البوندسليغا محققاً آمال وأهداف الشركة الراعية والرئيس أوليفير مانتزلاف ونجح المدرب رالف رانجينيك بأن يكون صاحب الإنجاز التاريخي، فنال مكافأته بمنصب المدير الرياضي بالنادي في حين المدرب أصبح النمساوي رالف هازنهوتل المدرب الفعلي للفريق الأول منذ الصيف الفائت.
لايبزيغ أحد أندية الشركات التي من الممكن أن تقتحم عالم الكبار من دون استئذان، إذاً هو مشروع تجاري ورياضي ربما يكون رابحاً وقد أثبت ذلك حتى اللحظة ويكفيه أنه تقدم على البايرن بفضل مجموعة من لاعبي الصف الثاني أو الثالث حتى إن أحداً منهم لم يكن معروفاً على الصعيد المحلي قبل انطلاق الموسم.
قبل عقدين فعلها نادي كايزر سلاوترن في ألمانيا بالذات فتوج باللقب في الموسم الذي عاد فيه إلى الدرجة الأولى وقبلها مازال الجميع يتذكر نوتنغهام فوريست وطريقة صعوده الصاروخية من الدرجة الثالثة إلى بطولة الدوري الإنكليزي في أربعة مواسم ولم يكتف بذلك فصعد منصة دوري الأبطال، فهل يفعلها لايبزيغ هذا الموسم؟ ربما فالزمان ما زال فيه مكان للمفاجآت الكبرى.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن