ارتفاع مؤشرات التلوث في مياه وتربة السويداء
| السويداء- الوطن
أكدت تحاليل البيئة المحلية التي جرى اعتمادها في تقرير مديرية البيئة في السويداء أن العينات المأخوذة من أغلبية الأودية وفي بعض السدود المستخدمة لأغراض الشرب قبل معالجة مياهها تبين ارتفاع بعض المؤشرات للتلوث عن الحدود المسموح بها ضمن تلك الأودية والسدود، ويشير التقرير إلى أن المصادر المسببة للتلوث تتمثل بأن معظم مصبات شبكات الصرف الصحي للتجمعات السكنية تنتهي بالأودية القريبة من هذه التجمعات ملوثة مجاري الأودية بشكل دائم كما أن معظم المجاري المائية تنتهي بأماكن تجمع للمياه السطحية مثل السدود أو البحيرات إضافة إلى تأثيرها في بعض الأحيان على المياه الجوفية لعدم وجود محطات لمعالجة مياه الصرف الصحي مستثمرة حالياً.
ويشير مدير شؤون البيئة في السويداء المهندس غالب أبو حمدان إلى أن التقرير يؤكد أن المحافظة تعاني من صرف مياه شبكات الصرف الصحي بشكل مكشوف معظمها وضمن المجاري المائية لعدم وجود محطات معالجة كافية وخصوصاً في التجمعات السكانية الكبيرة وتأتي خطورة عدم معالجة مياه الصرف الصحي إلى تنوع المنصرفات السائلة التي ترمى في شبكات الصرف الصحي للمشاريع الصناعية والزراعية والخدمية حيث تقوم بعض المنشآت مثل شركات تصنيع العنب والتفاح وغيرها والمشافي بشكل عام والألبان والمعاصر بصرف مخلفاتها من دون معالجتها إما بالأودية مباشرة وإما عن طريق شبكة الصرف الصحي التي تنتهي معظمها بالأودية حيث إن شدة تلوث هذه المياه يرجع لوجود تراكيز مرتفعة من المواد الكيميائية والمشعة والعناصر الثقيلة التي تشكل خطراً كبيراً وخصوصاً في ظاهرة سقاية المزروعات والأراضي المتاحة من مياه الصرف واحتمالات انتشار الأمراض الوبائية الخطيرة وتلوث التربة الزراعية والمياه الجوفية بالمواد الكيميائية التي تحتويها هذه المياه.
كما يشير التقرير إلى أن الاستخدام المفرط للمبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية وخصوصاً في أماكن إنتاج التفاحيات والعنب يشكل أحد أهم مصادر التلوث وخاصة أن الأمطار الهاطلة تؤدي إلى جرف هذه المواد من خلال السيول المتشكلة إلى أقرب مجمع مائي إضافة إلى اضرار النفايات الصلبة وخاصة مع وجود 60 مكباً عشوائياً في المحافظة لا يستخدم في معظمها أسلوب الطمر الصحي بل يتم الرمي بشكل عشوائي وتستخدم طريقة الحرق المكشوف للتخلص من الكميات المتراكمة إضافة إلى النفايات الطبية التي يتم رميها مع نفايات البلديات من دون فرز أو معالجة فنية للحد من تأثيرها في البيئة والصحة العامة رغم أنه تم تخصيص جزء من خلايا الطمر في المكبات المؤهلة لدفن النفايات الطبية.
هذا ويؤكد تقرير البيئة ارتفاع نسبة العوائق الهوائية في بعض مناطق المحافظة بسبب الحرق المكشوف للنفايات في المكبات وخاصة مكب السويداء إضافة إلى وجود بعض المنشآت مثل المجابل والكسارات والمقالع التي تساهم بزيادة انبعاث العوالق فضلا عن زيادة الآليات ضمن المدينة وضيق الشوارع وتمركز معظم فعاليات المحافظة في مناطق محددة.