خضر السويداء تروى بمياه الصرف الصحي والبيئة تؤكد خطورتها!
| السويداء- عبير صيموعة
ما إن تدخل سوق الخضر في السويداء حتى يلاقيك منظر الخضراوات المنتشرة على البسطات والعربات بمنظر يغري الناظر إليها لشرائها إلا أن العارف منهم ما إن يعلم أن مصدرها المنطقة الغربية في المحافظة، حتى تدفعه المعرفة مباشرة إلى فرملة عملية الشراء وخاصة أن المزارعين أصحاب الأراضي القريبة من مجرى وادي الصرف الصحي في مدينة السويداء، يغرقون أراضيهم بالمياه الملوثة على طول المجرى البالغ 20 كليو متراً غرب المدينة وصولا إلى قريتي الثعلة والأصلحة بطرق مختلفة كجر المياه عبر الأقنية والأنابيب البلاستيكية والمضخات الضخمة لري مزروعاتهم وخاصة الخضراوات منها عن طريق المياه الآسنة رغم الانعكاسات السلبية لعمليات الري تلك على الصحة والبيئة وتملح التربة وتكاثر الحشرات والبعوض.
ورغم الإجراءات التي قامت بها الجهات المعنية في المحافظة لقمع تلك المخالفات بتشكيل لجنة مسؤولة عن مراقبة الزراعات على مياه الصرف الصحي بالسويداء من مديريتي الزراعة والبيئة والرابطة الفلاحية والشرطة، انحصرت مهمتها بمصادرة المضخات الموجودة على مياه الصرف الصحي التي تقوم بري الأراضي، وحراثة الأراضي المزروعة والمروية بالمياه الملوثة وإتلاف المزروعات التي يثبت أنها تسقى من هذه المياه، إلا أن هذه اللجنة لم تسجل أي نشاطات قامت بها تحت ذريعة الوضع الأمني لتلك المناطق إلا أن كاميرة «الوطن» قامت برصد تلك الأنابيب وتصويرها على طول الطريق الآمن من الثعلة حتى المنطقة القريبة من سد الأصلحة التي اعتمدت على كسر ريكارات الصرف الصحي وضخ مياهها عبر تلك الأنابيب ليثبت بالمطلق استمرار أصحاب الأراضي على طول تلك الطرق بسقاية محاصيلهم من الخضر عن طريق المياه الآسنة التي تجد طريقها مباشرة إلى أسواق السويداء وما يؤكد هذا الواقع تقرير مديرية البيئة في المحافظة الذي أشار إلى خطورة مياه الصرف الصحي وخصوصاً ظاهرة سقاية المزروعات والأراضي المتاحة من مياه الصرف واحتمالات انتشار الأمراض الوبائية الخطيرة وتلوث التربة الزراعية والمياه الجوفية بالمواد التي تحتويها هذه المياه.
كما يؤكد كتاب مديرية الزراعة الموجه إلى محافظ السويداء أنه بعد الكشف الحسي على قناة لجر مياه الصرف الصحي المارة ضمن عقار لأحد مواطني السويداء وبناء على طلب أصحاب الأرض تبين أن قناة المياه الآسنة مصدرها الخط الرئيسي للصرف الصحي لمدينة السويداء ومن المرجح أن يكون بعض المزارعين قد قاموا بالاعتداء على هذا الخط بكسره واستجرار المياه الآسنة لتصل إلى أراضيهم التي تقع شرق الأصلحة والتي تعذر الوصول إليها لأسباب أمنية، ويؤكد مدير زراعة السويداء المهندس بسام الجرمقاني أنه جرى اقتراح مخاطبة الجهة المعنية بخطوط الصرف الصحي وحمايتها لإغلاق القناة المذكورة ومحاسبة المعتدين على الخط مشيراً إلى أن مسؤولية مديرية الزراعة تنحصر في إتلاف المزروعات التي تروى بالمياه الآسنة مع إشارته إلى تعذر تنفيذ عملية الإتلاف لوقوع تلك الأراضي في مناطق غير آمنة.