يوميات مواطن في مسلسل أزمة النقل المتفاقمة … الازدحام «تيتي تيتي» والحلول «عوجا» ومحافظة دمشق «لا حول لها»!!
| فادي بك الشريف
يبدو أن محافظة دمشق عاجزة فعلاً عن إجراء تدخل حقيقي ووضع حد للازدحام الحاصل على صعيد النقل والمواصلات ضمن العاصمة في الوقت الذي يزداد فيه العدد السكاني وتتفاقم معه أزمة النقل الداخلي مع كثرة الشكاوى من المواطنين تجاه شركات النقل الخاصة التي باتت تعمل دونما رادع يحدد أحقيتها حسبما لفت إليه الكثيرون، ليكون المواطن الحلقة الأضعف على الدوام في مسلسل الأزمة.
واللافت في الأمر أن التبريرات الرسمية نفسها تقذفها المحافظة يميناً وشمالاً بأن تزايد عدد الوافدين لدمشق خلال الأزمة انعكس تأثيراته على ملف النقل الداخلي وسط انخفاض أعداد الباصات والميكروباصات العاملة على الخطوط، بالتزامن مع الاعتماد على القطاع الخاص الذي يتحكم بزمام الأمور عبر باصات النقل الداخلي الخاصة العائدة لعدد من الشركات.
ولكن تداعيات أزمة النقل والطوابير الهائلة من المواطنين على خطوط النقل والمعاناة طوال اليوم باتت تستدعي تدخلاً واضحاً من الحكومة لإيجاد حلول ناجعة والتخفيف من وطأة الازدحام واتخاذ إجراءات أكثر فاعلية من محافظة دمشق تزيد من أهمية الدور المفترض أن تلعبه وتكون حازمة وصارمة فيه من دون إنكار تأثير الظروف الراهنة في ملف النقل والمواصلات في سورية.
وفي السياق وردت إلى صحيفة «الوطن» عدة شكاوى من المواطنين، تشير إلى أن شركة هرشو تعمل على خط حيوي من شارع الثورة إلى السومرية ولكن لا تقوم بتخديم الركاب بعدد الباصات الكافية، الأمر الذي يؤدي إلى ازدحام كبير بانتظار الركوب وعندما يتوقف الباص يبقى المواطن لفترة نصف ساعة ويتخللها مناوشات وصراخ ولسان حال المراقب يقول «طولو بالكم هلق بتطلعوا»، مطالبين بضرورة تخديم الخطوط بعدد كاف من الباصات.
كما وردت شكاوى عدة معظمها تشير إلى الازدحام الكبير الذي يعاني منه الطلبة والموظفون في أحياء دمشق وريفها وبشكل خاص خط قدسيا والضاحية ومشروع دمر إلى العاصمة دمشق، إضافة إلى الأعداد الكبيرة من الطلبة القاطنين في المدينة الجامعية والتي يقدر عدد ساكنيها بما يقارب 25 ألف طالب، يتحرك يومياً ما يقارب الـ10 آلاف منهم إلى كلياتهم في البرامكة، فكانت مسألة تنقلهم كبيرة جداً مطالبين الجهات المعنية بالحل الأمثل ومتسائلين عن الوعود السابقة بإنشاء جسر لهم يصل كلية الطب البشري بالمدينة.
كما يمكن الإشارة إلى الازدحام الكبير أيضاً في منطقة البرامكة وبشكل خاص لسكان المزة وجديدة عرطوز والفضل وقطنا حيث معظمهم يضطر إلى الوصول متأخراً إلى بيته أو يلجأ إلى دفع مبالغ عالية جداً كإجار للتكسي ويضيف المواطنون: إن الكثير من سائقي «المكروباصات» لا يخدمون المواطنين بشكل أمثل وكأن الموضوع مزاجي.
وحول هذا الموضوع بين عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في محافظة دمشق هيثم ميداني في تصريح لـ«الوطن» أن عدد باصات القطاع الخاص العاملة بدمشق يقدر بـ250 باصاً إضافة إلى عدد من باصات النقل الداخلي في القطاع العام ولكن دمشق يلزمها 1000 باص في الأحوال العادية وأن أكثر من 90% من تخديم المواطنين يتم عن طريق شركات النقل الخاصة، بالتعاون والتنسيق معها، ذاكراً أن هناك 55 باصاً لدى شركة «هرشو» لتخديم خط (شارع الثورة- السومرية) و80 باصاً لشركة ملوك و30 باصاً لشركة الأوائل.
وأوضح ميداني أن عدد الميكروباصات انخفض للثلث حيث يقدر عددها حالياً 1200 ميكروباص والانخفاض بلغ 3800 ميكرو باص خلال الأزمة.