بمـــا لا يستجــــيب للحاجـــــة … التعليم العالي ترمم شواغر طب حلب بشكل خجول!
| حلب- الوطن
وصف أطباء اختصاصيون من ملاك وزارة التعليم العالي في حلب مفاضلة أعضاء هيئة التدريس التي أصدرتها أخيراً لترميم النقص الكبير الحاصل في كلية الطب البشري بأنه «خجول جداً» ولا يرتقي إلى واقع الحال الذي أفقد الكلية 65 بالمئة من أعضاء هيئتها التدريسية. وأوضح أحد الاختصاصيين لـ«الوطن» أن مفاضلة الوزارة رممت 16 شاغراً فقط في الكلية، التي تعد من أعرق كليات الطب في سورية والمنطقة، على الرغم من أن نسبة التسرب فيها فاقت أي كلية أخرى «فمن أصل 121 عضو هيئة تدريسية لم يتبق سوى 43 عضواً تقريباً، وبعد أربع سنوات سينخفض العدد المتبقي إلى النصف لأن الأعضاء الحاليين اقتربوا من سن التقاعد». وبين أن قسم الأطفال في طب حلب والذي كان يضم 14 عضو هيئة تدريسية «لم يبق فيه راهناً سوى 3 أعضاء فقط هم اختصاصي أمراض دم واختصاصي عناية وطبيب أطفال عام بعد تسرب اختصاصيي الصدرية والهضمية والعصبية والقلبية والتغذية والنفسية والكلية منه، على الرغم من أن قسم الأطفال في مشفى الجامعة في طور إعادة التأهيل ويحتاج إلى الكوادر الطبية كما الحال في قسم الأورام عند الأطفال والذي يضاهي في بنائه الدول المتقدمة ولكن لديه اختصاصي واحد لا يستطيع وحده تحمل أعباء الشعبة».
وأشار طبيب اختصاصي في مشفى جامعة حلب إلى أن قسم التخدير لا يحتوي إلا على عضوي هيئة تدريسية فقط بعد تسرب بقية الأعضاء رغم الحاجة الماسة إليهم في قسم العناية المشددة وأقسام العمليات المختلفة «أما قسم الجراحة الذي تسرب منه أكثر من نصف أعضاء الهيئة، فليس لديه عضو هيئة أخصائي بالجراحة العصبية، وبات المشرف على تدريب طلاب الدراسات العليا زميلهم المتخرج منذ شهرين فقط، كما لا يوجد أي اختصاصي جراحة وعائية كي يشرف على طلاب الدراسات العليا ولذلك يستعان بعضو الهيئة الوحيد في مستشفى أمراض القلب كاختصاصي بالجراحة القلبية والوعائية، وكذلك الأمر في شعبة جراحة الأطفال التي لديها عضو هيئة واحد فقط، على حين أن عدد أعضاء الهيئة في الجراحة البولية اثنان فقط منهما عميد كلية الطب بينما تقلص عدد اختصاصي الجراحة العامة إلى النصف خلال الأزمة التي تزيد الطلب عليهم».
وانتقد أطباء خلو قسم الأورام عند البالغين في المشفى، والذي جرى تأهيله أخيراً، من الاختصاصيين علماً أنه منذ سنوات يقوم عليه عضو هيئة تدريسية واحد هو اختصاصي بالأشعة والعلاج الشعاعي ويتكلف بمهمة صرف العلاج الكيماوي لجميع مرضى الأورام وتطبيق البرتوكولات. ولفتوا إلى أن الأقسام الطبية الأساسية في الكلية بحاجة لأعضاء هيئة تدريس بعد تسرب أكثر من النصف وليتولى رئيس قسم الطب الشرعي تدريس اختصاص التخدير ورئيس قسم التشريح الوصفي اختصاص التشريح المرضي ورئيس قسم الجنين اختصاص الجراحة العامة، وغدا القائمون على التدريب العملي في مخابر كلية الطب من طلاب الدراسات العليا وطلاب الدكتوراه.
وتساءل أحدهم: «أليست كلية الطب البشري بجامعة حلب التي كانت ذات ترتيب جيد ضمن ترتيب الجامعات العالمية، بحاجة إلى إعادة رفدها بكوادر مؤهلة لتستعيد بريقها ودروها السابق؟ والجميع يتساءل: من المسؤول عن ذلك وما الغاية من عدم ترميم شواغر هيئة التدريس بشكل مقبول لدرجة أن العديد من رؤساء الأقسام صدم من نتائج المفاضلة».