سهرة رأس السنة .. النفقات كثيرة… والأماني أكثر
| طرطوس- محمد حسين
قد لا تبدو فكرة قضاء رأس السنة في الأماكن العامة ممكنة بالنسبة لشريحة واسعة من المواطنين فالأسعار تبدأ بعشرة آلاف ليرة للشخص الواحد ولا أحد يعرف أين تنتهي في حال وجود «مطرب» عليه القيمة، كما يقولون وهذا ما لا طاقة لأحد عليه سوى القلة القليلة ممن يملكون ثروات في جيوبهم وأرصدتهم البنكية.. وهذا لا ينطبق على الطراطسة فقط بل ينسحب على معظم السوريين في مختلف المحافظات وبعيداً عن حجم الآلام والأوجاع المستوطنة في قلوبنا منذ بداية الأزمة إلا أن الرغبة في اختراع الفرح والحب تبقى القاسم المشترك لشريحة واسعة من أهلنا ولذلك فإن الخيار السليم هو قضاء رأس السنة في المنزل مع الأهل والعائلة ولو كان بما هو متوافر في الجيوب أو ما تبقى من الراتب (المسكين) لبث روح التفاؤل والنوم على الأمنيات الجميلة بغد أجمل وسنة قادمة أقل قساوة ودموية!!
ولكن السؤال المهم ما كلفة السهرة في المنزل وهل بإمكان رب العائلة ومع متطلباتها..
بالطبع السمك خارج الاهتمامات فالكيلو الواحد بأرخص أنواعه يبدأ بـ(1500) ليرة للغبص أما الأنواع الأخرى كالفريدي واللقس فتصل إلى ما بعد عشرين ألفاً للكيلو الواحد.
أما هواة اللحوم الحمراء فعليهم التفكير جيداً فالكيلو الواحد لا يقل عن 4000 ليرة ناهيك عن الكلف الأخرى الملحقة بوجبة شواء لذيذة لذلك فالفروج قد يكون الأنسب في فئة اللحوم فأسعاره لا تزيد على 1700 ليرة للكيلو الواحد.
وفي المتممات لا بد من الحديث عن الخضراوات وهنا أيضاً تتكرر القصة فضمة البقدونس تتجاوز المئة وكذلك الخسة الواحدة فقد تصل إلى مئتي ليرة وكيلو البندورة يتجاوز 250 ليرة والخيار يصل إلى 400 ليرة..!!
أما الفواكه فقد تبدو القصة مختلفة قليلاً مع انخفاض أسعار الموز إلى حدود 400 ليرة وربما أقل والتفاح بـ400 ليرة أيضاً.
أخيراً وبحسبة بسيطة قد تبدو كلفة السهرة المنزلية لا تقل عن 3000 آلاف ليرة للشخص الواحد وفي حال كانت العائلة أكثر من أربعة أشخاص فستصل بالتأكيد إلى حدود الخمسة عشر ألفاً وكل ذلك لقضاء سويعات قليلة تمر خلالها هذه المناسبة وتزجية الوقت بالأماني الجميلة على السنة القادمة تكون أجمل كما نحب ونشتهي، أما قضاء ما تبقى من الشهر فما علينا سوى شد الأحزمة أكثر مما هي مشدودة فلا خيار أمامنا سوى ذلك إلا النوم قبيل منتصف الليل والسهر مع الأحلام الوردية علّ الكوابيس تكون نائمة!!