أهالي خان الشيح ينتظرون الخدمات لعودتهم … عودة «الأعوج» إلى مجراه الطبيعي بعد أربع سنوات
| محمود الصالح
رغم عودة الأمان إلى بلدة خان الشيح ومحيطها من المزارع لم تنعم هذه المنطقة بعودة جميع الخدمات المطلوبة لتشجيع الأهالي في العودة إلى منازلهم التي هجروها منذ أكثر من أربع سنوات عندما دخلتها المجموعات الإرهابية.
اليوم وبعد أن قام رجال الجيش العربي السوري بإعادة هذه المنطقة آمنة بشكل كامل ما زال الأهالي ينتظرون توفير الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء ومدارس ومراكز صحية وهواتف إلى هذه التجمعات السكنية. ويؤكد معظم أهالي المنطقة أنهم في لهفة للعودة إلى بيوتهم فور توفر الإمكانية لذلك لأنهم يدفعون بدلات إيجار في دمشق أو في المناطق الأخرى بمبالغ كبيرة يمكن توفيرها في حال عودتهم إلى بيوتهم في منطقة خان الشيح.
بغية التعرف على الواقع الخدمي والتنموي في تجمع مزارع خان الشيح التقت «الوطن» رئيس مجلس بلدية خان الشيح عمر الشمالي الذي أفادنا قائلا: يصل عدد سكان تجمع منشية خان الشيح ودروشة والمزارع إلى أكثر من 50 ألف مواطن قبل تهجيرهم القسري على يد المجموعات الإرهابية وأغلب هؤلاء السكان هم من العاملين في الدولة أو الفلاحين ممن يمتلكون أراضي زراعية في المنطقة. قبل الأزمة كان هناك وحدة إدارية في منشية خان الشيح ووحدة إدارية في دروشة، وتم ضم الوحدة الإدارية في دروشة إلى الوحدة الإدارية في منشية خان الشيح. وهناك مخطط تنظيمي مصدق أصولاً في خان الشيح ودروشة بمساحة 2500 دونم وهناك شبكة صرف صحي في دروشة، أما خان الشيح فلا يوجد فيها شبكة للصرف الصحي وقد استخدمت المجموعات الإرهابية شبكة الصرف الصحي في دروشة للتنقل تحت الأرض لذلك هذه الشبكة الآن غير جاهزة وتحتاج إلى إعادة تأهيل. وهناك شبكات مياه في منشية خان الشيح ودروشة والمخيم ولكن هذه الشبكات غير جاهزة الآن وتحتاج إلى إعادة تأهيل. وكذلك الحال في شبكات الكهرباء والهاتف. وتقوم الجهات المختصة بالعمل على إجراء الصيانة لهذه الشبكات. وهذه الأعمال تحتاج إلى سرعة، لأنه كلما أسرعنا في إنجاز الشبكات الخدمية تتحقق العودة للأهالي إلى بيوتهم. وعن الخسائر التي تعرضت لها البلدية أكد الشمالي أنها تتجاوز 100 مليون ليرة سورية. وبين رئيس البلدية أنه فور تطهير هذه المنطقة من الإرهابيين في بداية كانون الأول الماضي تم فتح الشوارع وإزالة السواتر الترابية وردم الأنفاق التي كان يقيمها الإرهابيون. والأهم من كل ذلك أننا تمكنا من إعادة فتح نهر الأعوج إلى مجراه الأصلي الذي يمر بفرعين الأول من الدرخبية إلى زاكية والكسوة حتى يصل العتيبة والثاني يصل إلى المعضمية وتبلغ غزارة هذا النهر أكثر من 40 إنشاً بشكل مستمر. وهذا المورد المائي يشكل رافدا مهماً للزراعة والري في منطقة خصبة جداً غابت عن الإنتاج الزراعي لأكثر من 4 سنوات كانت ترفد مدينة دمشق بالكثير من الخضر. وعند إعادة النهر إلى مجراه الطبيعي تمت استعادة 2000 مقعد مدرسي كانت المجموعات الإرهابية قد استخدمتها لإغلاق مجرى النهر. وعلى الرغم من فتح مجرى نهر الأعوج لكنه يحتاج إلى تعزيل فني لاستثماره بالشكل الأمثل. وعن مدى إمكانية استثمار هذه الأراضي أكد رئيس البلدية أن هناك أكثر من 5 آلاف دونم زراعي تحيط بمنطقة خان الشيح تمتاز بالتربة الخصبة وتجود فيها جميع أنواع الخضر. يستثمرها بحدود 200 فلاح يحتاجون إلى 15 ألف لتر من المازوت شهريا لتشغيل المحركات التي تضخ المياه من الآبار لري المزروعات. ويجب أن يتم توفير المحروقات لتشجيع الفلاحين على زراعة أراضيهم بالخضر الصيفية. وينقل الشمالي مطالب أهالي المنطقة بضرورة الإسراع في فتح طريق عام دمشق القنيطرة لأنه يخدم كل الأهالي ويساهم في عودة الحياة الطبيعية إلى المنطقة. ويضيف إن الجهات المعنية أعدت الجداول بأسماء الأهالي لعودتهم إلى بيوتهم قريباً جداً. وعن دور البلدية في النهوض بالواقع الخدمي أكد الشمالي أنه كرئيس بلدية والعاملين فيها ليس لديهم مقر جاهز.. ويعملون في الشوارع علماً أن مقر البلدية في دروشة مهدم بشكل كامل ولا مجال الآن لإعادة بنائه أما مقر البلدية في منشية خان الشيح فهو يحتاج إلى صيانة فقط ونتمنى من المحافظة تأمين الإعانة اللازمة لتأهيل هذا المقر لتمارس الوحدة الإدارية في هذه المنطقة مهامها من خلاله.