وفد سورية التقى الجانب الروسي.. والجعفري: سنبحث إيجاد قواسم مشتركة مع المشاركين لمحاربة الإرهاب معاً … اجتماع أستانا «مصالحة وتسوية» برعاية إقليمية.. وينطلق اليوم في أجواء «تشاؤلية»
| أستانا – وضاح عبد ربه
أكد رئيس وفد الجمهورية العربية السورية إلى اجتماع أستانا ومندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري أن هناك برنامج عمل وأجندة للاجتماع غايتها الرئيسية مجموعة من النقاط وهي: أولا تثبيت خطوط وقف الأعمال القتالية، وثانياً فصل المجموعات الإرهابية مثل داعش وجبهة النصرة، وغيرهما من المجموعات الإرهابية، عن المجموعات المسلحة التي قبلت اتفاق وقف الأعمال القتالية أو قبلت الذهاب إلى الاجتماع، وثالثاً «أن نجد قواسم مشتركة مع المشاركين في اجتماع أستانا أي مع الفصائل المسلحة، بخصوص محاربة الإرهاب سورية».
وفي مؤتمر صحفي لوسائل الإعلام عقده على متن الطائرة التي أقلت وفده إلى كازاخستان خلال الرحلة التي استغرقت قرابة 4 ساعات ونصفاً، شدد الجعفري على أن الاجتماع «فني» و«يفترض أن يكون طاولة مستديرة».
ورداً على سؤال لـ«الوطن» قال الجعفري: إن مسألة البحث في مصير المخطوفين والمفقودين حاضرة لكننا نحتاج إلى اجتياز المراحل الأولى لوقف الأعمال القتالية.
وحتى كتابة هذه السطور، لم يعرف إن كانت العاصفة الثلجية ستعصف باجتماع أستانا الذي كان متعثراً حتى ساعات الليل المتأخرة حيث لم تتوصل الدول الثلاث الراعية لأي اتفاق يمكن أن تخرج به المباحثات.
وقرابة الحادية عشرة ليلاً بتوقيت أستانا، حصل لقاء بين وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة الجعفري والوفد الروسي برئاسة ألكسندر لافرينتيف حيث وضع المبعوث الرئاسي الروسي الوفد السوري بصورة آخر التطورات ونتائج اللقاء الثلاثي.
وكان وفد الجمهورية العربية السورية انطلق صباح أمس من مطار دمشق الدولي برئاسة الجعفري وعضوية كل من مستشار وزير الخارجية أحمد عرنوس وعضو مجلس الشعب أحمد كزبري وأمجد عيسى وحيدر أحمد واللواء الدكتور محمد سليم حربا واللواء عدنان حلوة والعقيد سامر بريدي، وعند الوصول لمطار أستانا كان السفير رياض حداد في مقدمة المستقبلين إضافة إلى موظفين من الخارجية الكازاخية حيث انضم السفير حداد والدبلوماسي أسامة علي إلى الوفد ليصبح عدده الإجمالي 10 أشخاص.
وعلى الرغم من العاصفة الثلجية والرياح القوية والرؤية المتدنية، تمكن قائد الطائرة ماهر الرفاعي من الهبوط بالطائرة الخاصة التي خصصتها القيادة السورية والتابعة لشركة «أجنحة الشام» في مطار أستانا حيث كانت الحرارة عند الوصول 9 درجات تحت الصفر، قبل أن تزداد البرودة ليلاً وتصل إلى 14 درجة تحت الصفر.
وبدا الوفد السوري مرتاحاً لسير التحضيرات في العاصمة الكازاخستانية وخاصة أن الاجتماع يأتي على خلفية الانتصار الذي حققه الجيش السوري في حلب وتقدمه على كافة محاور عملياته، إضافة إلى أن اثنين من حلفائه الرئيسيين راعيان لهذا الاجتماع الذي من المتوقع أن يصل إلى بيان ختامي يوم غد الثلاثاء يلخص مجمل ما تم البحث فيه ولاسيما وقف الأعمال القتالية ورسم خطوط الفصل.
وقال مصدر مقرب من الوفد السوري لـ«الوطن»: إن ما يحصل في أستانا يشبه إلى حد كبير ما تمارسه الدولة السورية يومياً من مصالحات في مختلف أرجاء البلاد، فهو «مصالحة وتسوية» لكن بضمانة إقليمية.
ورداً على سؤال حول الجلوس والحوار مع فصائل إرهابية، رد المصدر: هذا ما تفعله الدولة في سورية كل يوم وإلا لما تحقق أي من المصالحات التي حصلت سابقاً ومنها لا يزال قيد التفاوض، وختم بالقول: بالنسبة للدولة الإرهابي يبقى إرهابياً ما لم يسلم السلاح ويسوي وضعه ويعود لممارسة حياته الطبيعية وواجباته تجاه وطنه وأبناء وطنه.
وشهدت أستانا أمس اجتماعات عدة بين الدول الحاضرة تحضيراً لاجتماع اليوم الذي يبدأ في التاسعة صباحاً بتوقيت دمشق (الواحدة ظهراً بتوقيت أستانا)، وقالت مصادر إعلامية لـ«الوطن»: إن هناك احتمالات كبيرة بأن يتوصل الاجتماع إلى اتفاق بين الطرفين تجاه وقف إطلاق النار ووضع بعض البنود الأساسية للحل السياسي.
وتشهد أستانا اليوم اجتماعين، الأول افتتاحي والثاني بين الوفدين من دون أن يكشف ما إذا كانت ستتم في قاعة واحدة وبشكل مباشر أو من خلال ميسر، وأوضح الجعفري للإعلاميين أن الوفد السوري بانتظار ما تم تحضيره من قبل الدول الراعية والضامنة للاجتماع، في حين رجحت وكالة «إنترفاكس» الروسية أن يكون المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا الذي يحضر المباحثات هو الميسر، وخاصة أنه قال عقب لقائه السفير الأميركي في كازاخستان أمس جورج كرول: «نحن نعمل بجد» دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وأمس التقى كل من السفيرين الفرنسي والبريطاني مع وفد «الفصائل المسلحة» وبحثا معهم في التحضيرات للاجتماع، ما يوحي بأن هاتين الدولتين لا تزالان تتمتعان بنفوذ واسع لدى هذه الفصائل.