اعتبر أن مفاوضات جنيف شيء آخر.. وأكد ترحيب الحكومة السورية بأي شيء يفيد في وقف الحرب … الجعفري: «أستانا» نجح في تحقيق هدف تثبيت وقف الأعمال القتالية
| أستانا– الوطن
اعتبر رئيس الوفد الحكومي الرسمي إلى اجتماع أستانا، بشار الجعفري، أن الاجتماع نجح في تحقيق هدف تثبيت وقف الأعمال القتالية لفترة محددة الأمر الذي يمهد للحوار بين السوريين، موضحاً أن هناك آلية ثلاثية تم الاتفاق عليها لمراقبة وقف إطلاق النار ستجتمع لاحقا لوضع صيغ وطرائق العمل بالتشاور مع الحكومة السورية.
وفي مؤتمر صحفي عقده عقب اختتام أعمال الاجتماع وإصدار بيان ثلاثي روسي إيراني تركي، أشار الجعفري إلى أننا «عملنا خلال اليومين الأخيرين من اجتماع أستانا بعناء ليلاً ونهاراً من أجل إنجاح هذا الاجتماع وقمنا بكل ما يمكن أن يذلل العقبات ولهذا نعتقد أن اجتماع أستانا قد نجح في تحقيق هدف تثبيت وقف الأعمال القتالية لفترة محددة الأمر الذي يمهد للحوار السياسي القائم بين السوريين».
وتوجه الجعفري بالشكر للقيادة الكازاخية على كل التسهيلات التي قدمتها وللأصدقاء الروس والإيرانيين للجهود الجبارة التي بذلوها وساهمت بشكل فعال في إنجاح نظام وقف الأعمال القتالية، داعياً الدول الداعمة للإرهابيين لإعادة النظر في أخطائها.
وحول الدول الإقليمية التي تدعم الإرهابيين، أشار الجعفري إلى أن البيان الختامي الذي صدر عن الدول الثلاث الضامنة يتضمن فقرة تقول إن هذه الدول الضامنة تتشارك هدف محاربة الإرهاب وهناك ذكر لتنظيمي «داعش» وجبهة النصرة الإرهابيين.
وقال: «نفترض أن هذا الكلام سيتم تطبيقه عملياً من تركيا وغيرها باعتبار هذا البيان الذي صدر يلزم الموقعين عليه وتركيا وقعت عليه».
وأضاف: «إن تركيا من بين هذه الدول الإقليمية وهناك دول خليجية مثل قطر والسعودية كما أن هذا الحديث موجه لكل من ساهم بشكل مباشر أو غير مباشر بسفك دم السوريين، فالحديث موجه كرسالة للجميع، والوقت متاح كي تغير هذه الدول سياساتها الدموية تجاه الشعب السوري وتجاه شعوبها».
وتابع: «كفى لعباً بالنار والمراهنة على بطاقات خاسرة.. الجميع خاسر بما في ذلك الدول الداعمة للإرهاب.. فالإرهاب وصل إلى عقر دارها وهذا ما كنا نحذر منه منذ البداية».
وحول تصريحات لوفد المجموعات الإرهابية قال الجعفري: «نحن لا نعلق على معلومات نحن دولة مسؤولة نقيم الأشياء التي تصدر بشكل رسمي من هذه العاصمة أو تلك ومن هذا الطرف أو ذاك».
ورداً على سؤال حول الجلوس مع وفد المجموعات الإرهابية، قال الجعفري: «كان مؤلماً بالنسبة لنا أن نجلس في نفس القاعة ونفس الغرفة مع السوريين الآخرين الذين يرتبطون بالأجندات الأجنبية وهم يعملون للسلطات الأجنبية وبعضهم ملتزمون بمجموعات إرهابية»، مضيفاً: «ليست المرة الأولى التي نجلس فيها مع السوريين الآخرين فإننا كنا نفعل ذلك في موسكو خلال المشاورات الأولى والثانية وكنا نفعل ذلك في جنيف».
وتابع: «لكن مهما كان الثمن فإننا سنفعل ذلك لإنقاذ دولتنا وشعبنا»، مضيفاً: «مهما كان الثمن بالنسبة لنا فإننا سوف نفعل أي شيء لإيقاف الحرب الإرهابية على الشعب السوري».
وبشأن آلية مراقبة اتفاق وقف الأعمال القتالية أشار الجعفري إلى أن هناك فقرة في نص البيان الختامي المشترك تقول: «إننا يجب أن نؤسس الآلية الثلاثية لتأكيد وتأمين وقف إطلاق النار والحيلولة دون أي استفزازات ولتحديد طرق الحفاظ على وقف إطلاق النار»، مبيناً «أن هناك آلية ثلاثية تم الاتفاق عليها ستجتمع لاحقاً لوضع صيغ وطرائق العمل وكل ذلك سيتم بالتشاور مع الحكومة السورية».
وعن تصريحات وفد المجموعات الإرهابية بشأن الدور الإيراني في الاجتماع قال الجعفري: «عندما تتعاملون مع الشؤون السياسية لا يجب أن تعتمدوا على عواطفكم يجب أن يكون لديكم الدم البارد ويجب أن تفعلوا كل شيء وفقاً لمصالحكم الوطنية.. المسألة هنا لا تتعلق بمن هو سعيد ومن هو غاضب بل إن الموضوع هنا يتعلق بأن لدينا في نهاية المطاف ورقة تفاوضية وهي البيان الختامي وقد تم الاتفاق عليه من الجميع وهذه هي النتيجة الأساسية ويجب أن نهتم بذلك قبل كل شيء».
وأضاف: «أما الذين يقولون إنهم غير سعداء بسبب الدور السلبي لطرف أو طرف ثان فإنهم الآن يمهدون الأجواء.. كما يمكن القول إن إيران طرف ضامن من الأطراف الضامنة الثلاثة لهذه المفاوضات.. مفاوضات وقف إطلاق النار.. مثل روسيا والدولة التركية كما أن إيران قد لعبت دوراً إيجابياً في تأمين أو التوصل إلى الصيغة النهائية التي تم التعبير عنها في البيان الختامي ومن المؤسف جداً ومن المثير للشفقة أن نسمع أن بعض أعضاء وفد المعارضة المسلحة أو المجموعات الإرهابية قد قبلوا شروط الاتفاقية التي تم توقيعها في الـ29 من كانون الأول ومن المثير للشفقة أنهم الآن ينتقدون أحد الأطراف الثلاثة الضامنة التي قد أمنت التوصل إلى هذه الاتفاقية الناجحة وفقاً لما تم التعبير عنه في البيان الختامي».
وتابع: «لو كنا نريد تجهيل الأشياء بصورة عامة فإننا يمكن أن نقول أيضاً إن الدور التركي دور سلبي وطبعاً هذا دور سلبي ولكن لا نقول ذلك لأننا دبلوماسيون ونحن نتحمل مسؤوليات ونمثل الحكومة المسؤولة والشرعية ولذلك لا نعمل ونفعل مثل تلك الأشياء ففي العالم السياسي يجب أن تتعاملوا مع خصومكم لإنقاذ دولتكم وشعبكم وهذا ما نفعله هنا الآن». وعما إذا كان هذا الاجتماع يمهد لمحادثات جنيف أوضح الجعفري: «إن مفاوضات أستانا غير مفاوضات جنيف. لقد تم عقد هذه المفاوضات بسبب دقيق.. وكما قلت في البداية إن مفاوضات أستانا لديها سبب وهدف واحد وهو تعزيز نظام وقف إطلاق النار في سورية وهذا هو الهدف الأساسي لهذا الاجتماع.. أما مفاوضات جنيف فهي شيء آخر قليلاً.. طبعاً إننا جميعاً جزء من عملية جنيف لكن هذه عملية أخرى ولو كانت مفاوضات أستانا ستساهم أو تساعد في عملية جنيف فنحن لا نعترض على ذلك».
وعن شكل التنسيق بين الجيش العربي السوري والفصائل الموقعة على الاتفاق لقتال تنظيم جبهة النصرة الإرهابي والأثمان السياسية لذلك قال الجعفري «بالنسبة إلى آليات التنسيق بين الجيش العربي السوري والمجموعات التي حضرت الاجتماع ووافقت على الاتفاقات فهذا الإعلان يلزمها. الآن ضامن هذه المجموعات المسلحة هو تركيا لأنها هي التي ترعاها، فالسؤال يوجه للحكومة التركية وكل شيء يتم بشكل تدريجي لأن هناك مهلة زمنية متفقاً عليها لدعم وقف الأعمال القتالية والحكومة السورية ترى أنه يجب ألا تتجاوز مدة سنة»، موضحاً أنه «خلال هذا العام ستكون هناك خطوات فنية يقررها الخبراء العسكريون من الأطراف التي حضرت اجتماع أستانا وهي التي ستقرر الإجابة عن كل التفاصيل». وأضاف: «لا توجد هناك أثمان سياسية.. إذا كان هناك ثمن سياسي فهو نجاح هذا الاجتماع.. إذا كان نجاح هذا الاجتماع ثمناً سياسياً فنحن سعداء بذلك.. أي شيء يفيد في وقف هذه الحرب الإرهابية الظالمة المجنونة على شعبنا نرحب به ضمن إطار الاستمرار في محاربة إرهاب «داعش وجبهة النصرة» والمجموعات الأخرى المرتبطة بهما».
وبخصوص التوقف عن تصنيف هذه الفصائل كمنظمات إرهابية، قال الجعفري: «هذه المجموعات الإرهابية المسلحة قررت الانضمام إلى مسار معين يضع حداً لممارستها الإرهابية ويجعلها تنخرط في عملية جديدة اسمها اتفاق وقف الأعمال القتالية بضمانة الدول الثلاث فمعنى ذلك أن هذه المجموعات أو الفصائل التي كانت إرهابية اختارت الآن أن تنضم إلى مسار آخر بعد تحرير حلب والنصر العسكري للجيش العربي السوري بكل أرجاء سورية وبعد الإنجازات العسكرية المهمة التي تم إحرازها على كل الجبهات.. هذه المجموعات وصلت إلى قناعة بأنه لا فائدة من الاستمرار في ممارسة الإرهاب لبلوغ أهداف سياسية فاختارت أن تنضم إلى هذا الاجتماع.. بانضمامها إلى هذا الاجتماع تكون قد نبذت العنف واستخدام الإرهاب ولذلك قبلنا أن نجلس مع هذه المجموعات». وأشار الجعفري إلى أن تنظيمي داعش وجبهة النصرة تم تصنيفهما من مجلس الأمن على أنهما كيانان إرهابيان وهناك إجماع في أستانا وفي جميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب على مكافحة إرهاب «داعش وجبهة النصرة» مضيفاً: «نحن نطالب بإغلاق الحدود مع تركيا منذ ست سنوات وليس فقط في اجتماع أستانا».
وبخصوص المناطق التي يشملها وقف الأعمال القتالية وما إذا كان بينها منطقة وادي بردى قال الجعفري «بالنسبة لوادي بردى.. مؤلف من 8 أو 9 قرى تم تحريرها بالكامل وبقيت بلدة واحدة هي عين الفيجة.. لذلك لم تعد هناك مشكلة اسمها وادي بردى.. هناك الآن مشكلة واحدة فقط في بلدة واحدة اسمها عين الفيجة وهي البلدة التي فيها عين رئيسية لمياه الشرب تتحكم بإيصال مياه الشرب إلى مدينة دمشق التي يسكنها 7 ملايين نسمة» لافتاً إلى أن المجموعة الإرهابية الموجودة في عين الفيجة والتي تستخدم المياه كسلاح ضاغط على الناس والحكومة هي «جبهة النصرة» ولذلك العمليات العسكرية مستمرة ضدها في عين الفيجة.
وبيّن «بالنسبة لتحديد المناطق هذا شأن سيتولاه الخبراء العسكريون عند لقاءاتهم القادمة وسيتم وضع خرائط تفصيلية وسيتم تبادل المعلومات بين الضامنين والجيش العربي السوري لتحديد أماكن «داعش وجبهة النصرة» والمجموعات المرتبطة بهما بدقة ومحاربة هذه المجموعات معاً».
وشدد على أن الجيش العربي السوري يحرر بلدات استولى عليها الإرهابيون وهذه هي الحقيقة وهذا هو الواقع. وقال: «إننا لا نقاتل ضد بلد أجنبي ولا نشن حرباً على جيراننا وإننا نقاتل إرهابيين يعملون ضمن حدودنا وفي أراضينا لحماية سكاننا.. إذا ليس الموضوع هو سقوط بلدة في أيدي الجيش السوري إنما تحرير مصدر مياه الشرب لـ7 ملايين نسمة محرومين من المياه منذ 41 يوماً.. سنستمر في هذا المجال ما دام هناك إرهابيون يحرمون 7 ملايين نسمة في دمشق من الشرب.. سيستمر الجيش في عمليته».
ورداً على سؤال حول عدم الإشارة إلى النهج العلماني للدولة السورية في البيان الثلاثي المشترك قال الجعفري «أولاً بالنسبة إلى حذف الإشارة إلى النهج العلماني في سورية تم ذلك بناء على طلب تركي وطلب من المجموعات المسلحة المشاركة في اجتماع أستانا.. وهذا الشيء مستغرب وعجيب لأن الحكومة التركية تدعي بأن تركيا دولة علمانية لكنها عندما يتعلق الأمر بخيارات الشعب السوري تقف ضد النهج العلماني في سورية وهذا بحد ذاته يظهر كم هو كبير التناقض بين أقوال وأفعال الجانب التركي».
وأضاف الجعفري: «نحن من جهتنا كنا نصر على موضوع أن تكون إحدى سمات الدولة السورية القادمة التي سيتفق بشأنها السوريون.. أن تكون علمانية.. وأصدقاؤنا الإيرانيون والروس وافقوا على ذلك.. فقط الوفد التركي ووفد المجموعات المسلحة رفضا ذلك.. علماً أن تركيا قد حضرت اجتماع فيينا الثاني الذي حدد هذه الكلمة بالذات في بيانه الختامي فتركيا توافق في فيينا2 على شيء ثم تأتي لتنقضه في أستانا».
وعن إعلان ما يسمى بالفدرالية في بعض المناطق أكد الجعفري أن أي نظام يتعلق بمستقبل سورية يقرره السوريون أنفسهم وليس مكوناً من مكونات الشعب السوري بشكل أحادي الجانب، وقال: «من لديه أفكار فليطرحها بشكل ديمقراطي في البرلمان والحكومة وأي فكرة مهما كانت مجنونة مثل الفدرالية.. لأنها فكرة مجنونة.. لن تتحقق في سورية.. لكن مع ذلك أي فكرة يريد أن يطرحها هذا الجانب أو ذاك يمكن طرحها بشكل ديمقراطي وإن حظيت بالإجماع وقتها فلكل حادث حديث أما أن نختار مجموعة من الناس تختار أن تعمل دولة صغيرة تسميها فدرالية وتقسم البلد وتشتغل بأجندات خارجية فهذا الكلام مرفوض جملة وتفصيلاً.. هذا الكلام لا ينطق بلسان جميع السوريين الأكراد.. كثير من السوريين الأكراد وطنيون بامتياز وهم ضد موضوع الفدرالية».