سوق الدروس الخصوصية نشط في طرطوس
| طرطوس – محمد حسين
ما إن بدأ الفصل الدراسي الثاني في طرطوس حتى بدأ طلابنا في الشهادتين الإعدادية والثانوية بالتغيب عن قاعاتهم الصفية في مدارسهم الرسمية بذريعة متابعة الدروس الخصوصية وعدم تضييع وقتهم (الثمين) فالدقيقة لها قيمتها في سلم الدرجات النهائية التي ترسم شكل المستقبل الموعود في المحافظة، ليس سوى التحصيل العلمي طريقاً لبلوغه!!
قد لا يلام الأهل في حرصهم على مستقبل أولادهم فهم الأقدر على تلمس واقعهم واجتراح الحلول والبدائل ولذلك كانت الدروس الخصوصية ملاذاً لا بد منه بعد تراجع الأداء والمردود في مدارسنا العامة.. ولذلك فهم يعمدون لتغييب أولادهم بطريقة قانونية هي التقارير الطبية (الوهمية) فهي الحل الأسلم لكي يقدم أولادهم الامتحانات باسم مدارسهم الرسمية وإن كانت مكلفة قليلاً!!
طبعاً في بورصة الدروس الخصوصية لا مكان للفقراء وأصحاب الدخل المحدود وليس لهم سوى المدرسة وأساتذتها طريقاً لتحصيلهم العلمي ولذلك فهم لا يغيبون ولا يتغيبون وإن كانوا محط سخرية (المدرسين) الذين أقل ما يقولونه لهم (شو جابكن)!!
عضو المكتب التنفيذي المختص في مجلس محافظة طرطوس طارق معلا أكد وجود هذه الظاهرة وأشار إلى أن المحافظ وجه كتاباً بخصوصها لمديرية التربية طلب بموجبه التشدد في دوام المدرسين والطلاب وعدم قبول أي تقرير طبي لغياب الطلاب إلا إذا كان صادراً عن أحد المشافي العامة كما تضمن الكتاب موافاة المحافظة بتقارير أسبوعية عن عدد الطلاب المداومين والمنقطعين والإجراءات المتخذة بحق المدرسين المتغيبين والطلاب الغائبين.
وأوضح معلا أن ظاهرة ترك الصفوف من الطلاب في الشهادتين لها أسباب مختلفة منها عدم قيام المدرسين بواجبهم ومن ثم اعتماد الطلاب وذويهم على الدروس الخصوصية في منازل المدرسين وهذا أساء ويسيء للعملية التربوية وانعكس سلباً على أهالي الطلاب الفقراء وذويهم.. مدير التربية في طرطوس عبد الكريم حربا تحدث عن إجراءات التربية لمنع تغيب طلاب الشهادتين عن صفوفهم بحجة المراجعة كما هو عليه الحال حيث يتغيب أكثر من 80% اعتباراً من بداية الفصل الثاني قائلاً:
مديرية التربية اتخذت عدة إجراءات في هذا المجال بناء على التعليمات الوزارية وتوجهات المحافظة وأبرزها عدم قبول أي تقرير طبي إلا إذا كان صادراً عن مشفى حكومي وإلزام المدرسين بالدوام في المدارس ولو لم يكن في القاعة الصفية سوى طالب واحد وكذلك عدم السماح لأي طالب بالتقدم للامتحان بشكل رسمي في المدرسة إذا غاب 15 يوماً فما فوق.