أستانا2… سقوط القناع التركي
| ميسون يوسف
لم تتأخر تركيا في إسقاط قناعها الذي لبسته في فترة الهزيمة الإستراتيجية التي لحقت بها يوم حرر الجيش العربي السوري وحلفاؤه حلب وطهرها من الإرهابيين الذين شكلوا أداة العدوان التركي على سورية وكان دورها في أستانا 2 مفضوحاً بعد أن انقلبت على كل تعهداتها والتزاماتها في إطار لجنة العمل المشترك لمراقبة وقف الأعمال القتالية في سورية. حيث بدأت بتراجع مستوى التمثيل في الاجتماع ثم التنصل من الالتزام بإغلاق الحدود وضبطها ومنع الإرهابيين من الحصول على أي مكسب عبرها، وصولاً إلى عدم التوقيع على البيان المقتضب الذي كان مندوبها قبل به أثناء الصياغة ورفض التوقيع عليه بعدها.
لقد لعبت تركيا منذ البدء دور رأس الحربة ضد سورية الدولة بكل مكوناتها ولكن روسيا أرادت أن تتجاوز الماضي العدواني لتركيا وأن تستنقذها منه وأن تمد لها حبل نجاة يخرجها من المستنقع الذي غرقت بعدوانها فيه ممنية النفس بإخراج تركيا من معسكر العدوان وجعلها عامل سلام وتهدئة مقابل إغراءات متنوعة قدمتها روسيا لها.
تظاهرت تركيا في البدء بالقبول بالعرض الروسي وسارت فيه بعض الخطوات لكنها لم تكن صادقة في العمل وكانت تضمر عكس ما تظهر وبالفعل وما إن اتصل ترامب بأردوغان ودغدغ مشاعره بالتلويح بالمناطق الآمنة التي كان يسعى إليها من سنوات حتى سارعت تركيا إلى الانقلاب على كل ما التزمت به وعادت لتمارس الدور المنسجم مع طبيعتها العدوانية ذاتها التي طالما خبرتها سورية خلال السنوات الماضية والذي تجلى في إعادة تجميع مثلث العدوان التركي السعودي القطري الذي انعكس بدوره في إشعال الجبهة الجنوبية.
إن سورية ومنذ افتضاح الدور التركي في العدوان عليها ورغم كل ما يقال أو يروج له فإنها لم تخدع يوماً بالدور التركي وبالعدائية الأردوغانية القائمة على الغدر والطعن بالظهر، ولقد وثقت سورية كل الأعمال العدوانية لتركيا ضدها وقامت وبشكل موضوعي دقيق بإبلاغ مجلس الأمن بهذه الأعمال التي تصنف تركيا جهة معتدية تحتل أرضاً سورية وتنتهك السيادة السورية خلافا لقواعد القانون الدولي العام.
لقد منحت سورية المعنيين الفرصة لوقف العدوان التركي عليها، ولكن يبدو أن هذه الفرصة لم تستثمر ولم ترتدع تركيا عن غيها وعن عدوانها، والآن ينبغي أن تعرف تركيا بأن سورية حاسمة في مواقفها منها ونظرتها إليها، فهي بالعين السورية عدو يحتل الأرض، وبالتالي لا يمكن أن يفاوض أو يحادث أو أن يوثق به، وعليها قبل أي كلام أن توقف عدوانها وتخرج من الأرض السورية وتنهي احتلالها وبعد ذلك يكون لكل أمر وحادث حديث…