برسم الحكومة.. المتحكم الشامل .. عقل يدير مختلف التجهيزات من المطبخ إلى محطة الفضاء … نائب عميد «كهرباء حلب»: علي العلي مبدع يحتاج إلى دعم
| محمود الصالح
«المتحكم الشامل» هو الاسم الذي قرر المهندس علي العلي ابن حلب وخريج جامعتها أن يطلقه على عمله الإبداعي. والذي خص «الوطن» بالحديث عنه وكشف ملامحه الأساسية من دون أن يخوض في التفاصيل خوفا من سرقة هذا المشروع لأنه لم يسجل بعد باسمه في حماية الملكية الإبداعية. يقول المهندس علي العلي:إن المشروع عبارة عن تصميم نواة لنوع جديد من المتحكمات حيث إن المتحكم عبارة عن العقل الذي يدير مختلف التجهيزات المحيطة بنا ابتداء من الأجهزة المنزلية الذكية وانتهاء بالمحطات الفضائية، حيث إن الغاية منه تحسين أداء عمل هذه التجهيزات (الأنظمة بحسب المصطلح المتعلق بهذا النوع من العلوم) فعلى سبيل المثال ممكن استخدامه في الأنظمة الطبية لزيادة دقة العمليات الجراحية ولا سيما عمليات جراحة العين ويمكن تعريفه للمتحكم من وجهة نظر بحثية بأنه جملة من المعادلات الرياضية يمكن بناؤه ضمن بيئة برمجية ليقوم بتنظيم وتحسين الأنظمة من تسريع لأدائها والتقليل من أخطائها من هنا في هذا المشروع، لقد قمت بتصميم نوع جديد من المتحكمات والذي أبدى سرعة عالية في الاستجابة وتقليل قيمة الخطأ إلى قيم ملحوظة وذلك ضمن بيئة الحاسب ومن الممكن مع استكمال العمل عليه أن يكون من الأقوى على المستوى العالمي مقارنة بالمتحكمات الموجودة. إن النتائج التجريبية لهذا المتحكم ضمن البيئة البرمجية كانت ممتازة جدا ولكن قبل الشروع في نشر هذه النظرية الجديدة لعمل المتحكمات في العالم فإنه لابد من إرفاقها بالتطبيق العملي والذي يعد مكلفا نسبيا لأنه يحتاج إلى أنواع متطورة جدا من المعالجات غير المتوافرة حالياً في السوق المحلية. مع العلم أنني قد صممت أول جهاز كمبيوتر صناعي سوري PLC والذي يستخدم في المعامل لقيادة الآلات كمشروع تخرج في عام 2014 وحصلت على عدة دعوات من النمسا وألمانيا والأردن لحضور مؤتمرات بحثية وحصلت على قبولين من كل من جامعتي LeedsوBirmingham البريطانيتين.
الدكتور عبد القادر جوخدار نائب عميد كلية الهندسة الكهربائية والإلكترونية في جامعة حلب للشؤون العلمية تحدث لــ«الوطن» عن هذه المشروع الإبداعي قائلا: المشروع الذي قدمه المهندس علي العلي هو فكرة إبداعية جديدة على الساحة العلمية، وهذا المهندس لديه إمكانيات كبيرة جدا وهو شاب في مقتبل العمر ويحتاج إلى دعم كبير، وحتى يرى المشروع النور وتصبح له تطبيقات عملية يحتاج إلى رعاية علمية واستيعاب. اليوم المهندس علي العلي يعمل خارج إطار جامعة حلب وبالتالي هو بعيد عن إمكانية التطبيق العملي لهذا المشروع لأنه يعمل في مؤسسة غير علمية، في وقت يحتاج المشروع إلى توافر بنية تحتية، يستطيع من خلالها تنفيذ المشروع، وهذا لا يتوافر إلا في جامعة حلب. المشروع يحتاج إلى تضافر جهود كثيرة يأتي في مقدمها أن يتفرغ المهندس علي العلي لهذا المشروع بشكل كامل إما بنقله إلى الهيئة العلمية لجامعة حلب أو تعيينه بوظيفة معيد في كلية الهندسة الكهربائية والإلكترونية بحلب ليعمل على إنجاز هذا المشروع النادر، لأنه لا يجوز أن نفرط بهذه النواة التي يمتلكها هذا المهندس وتجب رعايتها وهذا ممكن من خلال جامعة حلب. والمطلوب فقط أن يتفرغ المهندس علي العلي لإنجاز المشروع في كلية الهندسة الكهربائية والإلكترونية حينها سيرى المشروع النور.
إذاً: هي فرصة حقيقية ليكسب الوطن مشروعا متميزا على مستوى العالم، والثمن ليس كبيرا فقط المطلوب أن يتفرغ صاحب المشروع لتحويل بحثه العلمي إلى تطبيقات عملية، علما أن المكان والتجهيزات متوافرة، كل ما نحتاج إليه قرار من رئاسة الوزراء لتنفيذ ذلك، هذا الشاب تلقى عروضاً كبرى لرعايته في دول العالم رفضها جميعا من مبدأ وطني لذلك علينا أن نكرمه لأنه قدم مصلحة الوطن على مكاسبه الشخصية، ننتظر من الجهات المعنية المبادرة وبشكل عاجل لرعاية هذا المشروع الإبداعي قبل فوات الأوان.