شهر الكتاب السوري.. أكثر من ألفي عنوان وعشرة آلاف كتاب … زين الدين: الكتاب الورقي لا ينتهي دوره رغم المنافسة الكبيرة من الكتاب الإلكتروني
| سارة سلامة
تعتبر القراءة من أهم وسائل التعلم الإنساني لاكتساب المعارف والمهارات والخبرات، وفتح الآفاق أمام أفكار جديدة والنهل من مختلف أصناف العلوم والأدب والفنون، ونظراً لدورها الكبير في تطوير الإنسان واحتفاء بيوم الكتاب السوري أقامت الهيئة السورية للكتاب بالتعاون مع جامعة دمشق معرض «شهر الكتاب السوري» وذلك في كلية الحقوق بجامعة دمشق، بحسم 60 بالمئة على جميع الإصدارات، وتوزعت الكتب في المعرض إلى قسمين ضم الأول 1500 عنوان من إصدارات الهيئة منذ عام 2009 لتاريخه في حين ضم الثاني 500 عنوان من إصدارات وزارة الثقافة قبل إحداث هيئة الكتاب والتي يعود بعضها إلى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.
الكتاب الورقي أكثر حميمية
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» قال رئيس الهيئة السورية للكتاب الدكتور ثائر زين الدين: «كما افتتحنا شهر الكتاب في كلية الحقوق بجامعة دمشق جرت العادة أن تقيمه الوزارة أيضاً في مديريات الثقافة بكل المحافظات السورية»، ومضيفاً: «إن الداخل إلى المعرض سيلفت انتباهه هذا التنوع الجميل في الكتب التي تحوي وجوه المعرفة المختلفة، والبداية تبدأ في الفلسفة والدراسات والروايات وفي الفن السابع السينما وهذه ظاهرة لعل سورية وربما مصر الوحيدة إضافة إلى الهيئة المصرية للكتاب تقدم كتاباً في السينما والمسرح وهو رائد جداً في الوطن العربي، وكذلك لدينا كتب في الموسيقا مهمة جداً والترجمة من اللغات المختلفة حول العالم، ومجموعات شعرية وقصصية إضافة إلى الدوريات التي تصدرها الوزارة بدءاً من مجلة المعرفة التي أحدثت منذ ستينيات القرن الماضي وأيضاً مجلة جسور التي أطلقناها منذ فترة قريبة وهي تحوي دراسات عن الترجمة وآفاق الترجمة بالصورة العامة، وطرحنا الآن ألفاً ومئتي عنوان بمجمل عشرة آلاف نسخة بين أيدي الناس وألفاً وخمسمئة عنوان جديد منذ عام 2009، وحتى الآن صدر نحو خمسمئة عنوان قديم منذ ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي وجدناها وقدمناها في هذا المعرض ومعارض القطر».
وأكد زين الدين أهمية الكتاب الورقي وقال: «إن الكتاب الورقي لا ينتهي دوره على الإطلاق رغم المنافسة الكبيرة من الكتاب الإلكتروني ونحن بدورنا سندعم المعرض بعد أسبوع من الآن أو أسبوعين بكتابين إلكترونيين أطلقنا عليهما اسم الكتاب الناطق، وسيكون الكتاب الأول بعنوان «مختارات شعرية للأطفال»، والكتاب الثاني في مجال إحياء التراث العربي بعنوان: «عروة ابن الورد» مسجلاً لكي يستطيع أي شخص موجود في مكتبه أو في سيارته أن يستمع إلى الكتاب منطوقاً وبصوت ولغة جميلين، مفيداً أنه «مع الكتاب الورقي لأنه لن ينتهي ويبقى أكثر حميمية من الكتاب الإلكتروني».
وحول السؤال عن الغاية من الحسومات التي قدمت في المعرض وبلغت 60%، أوضح زين الدين: «إن الهدف من الحسومات هو وضع الكتاب بين أيدي كل من يحب أن يقرأ إن كان من الطلاب أو الفقراء وهذا ما دفعنا لإقامة المعرض في جامعة دمشق لكي نشجع الطالب على القراءة وكما هو معروف فالطالب محدود الإمكانات لكي يكون الكتاب متاحاً له من دون تكاليف كبيرة تنهكه، وخصوصاً أن هناك كتباً متخصصة للطلاب بشكل عام وطلاب الدراسات العليا».
تعزيز الحصيلة المعرفية
من جانبه أكد مدير مديرية الترجمة في الهيئة حسام الدين خضور أن «المعرض يحتوي على كتب تتناول كل فروع الثقافة في مساهمة لإغناء المكتبة السورية وتزويد المثقف السوري بكل ما من شأنه تعزيز حصيلته المعرفية» لافتاً إلى عزم مديرية الترجمة في الهيئة نشر كتب مترجمة تكشف زيف ما يسمى «الربيع العربي».
وبينت مديرة المعارض في هيئة الكتاب نهى ونوس أن «المعرض يضم نحو 1200 عنوان من إصدارات الهيئة الحديثة إضافة إلى إصدارات قديمة تعود إلى عام 2009، لافتة إلى أن هذه الكتب نفدت من مراكز البيع في الهيئة وتمت الاستعانة بمستودعات الكتب في وزارة الثقافة لتأمين نسخ منها».
وأشارت ونوس إلى أن «المعرض بمحتوياته الثرية يقدم مساعدة كبيرة للطالب ولاسيما أنه يقدم الكتاب بسعر زهيد يساهم في تشكيل مكتبة ثقافية من دون أن يرهق الدخل الشهري للأسرة حيث بلغت نسبة الحسم 60 بالمئة من سعر الكتاب على جميع الإصدارات».
وأوضح مدير منشورات الطفل في الهيئة الدكتور جمال أبو سمرة أن «المعرض احتوى على كل ما يخص الطفل وما يساهم في تلبية رغباته الثقافية وتكوين معرفة لديه تؤدي إلى تعزيز حضوره المستقبلي الذي يجعله فاعلاً في وطنه مبيناً أن المعرض احتوى كتباً مختلفة ومتنوعة ذات مواضيع وإبداعات ورسوم متكاملة تعكس اهتمام الكاتب السوري بالأطفال في وطنه».