قضايا وآراء

2021 إسرائيل بلا نتنياهو

| تحسين الحلبي

سواء جرت الانتخابات للبرلمان الإسرائيلي (الكنيست) دورة 24 في السادس عشر من آذار المقبل، أو لم تجر، أصبح من شبه المعلوم مسبقاً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيرحل، لعدد من الأسباب بدأ المحللون الإسرائيليون من المختصين بشؤون الأحزاب يتداولونها وفي مقدمها:
1- استقالة غيدعون ساعار، أحد قادة الليكود من الكنيست وانشقاقه عن حزب الليكود تمهيداً لتأسيس حزب جديد لليمين الصهيوني يفتح أبوابه لكل راغب بالانشقاق عن الليكود أو عن أحزاب اليمين الأخرى، وبدأ بعض قادة الليكود بالانضمام إلى «ساعار» وهذا يعني أن الوسط الانتخابي لليكود سيتجه جزء منه نحو «ساعار» ومن ينضم إليه، وسوف يؤدي ذلك إلى خسارة نتنياهو للأصوات الانتخابية وهذا ما بدأت تشير إليه أرقام استطلاعات الرأي حين أشار أحدها وهي صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إلى احتمال فوز نتنياهو بـ10 مقاعد في أي انتخابات قادمة مقابل 36 مقعداً في هذه الأوقات.
2- هذا الانشقاق، سيفتح الباب أمام انشقاقات في أحزاب صغيرة أو كبيرة لا يستطيع نتنياهو ضمان دوره فيها كرئيس للحكومة في ظل توزيع عدد مقاعد الكنيست الـ120 على 15 أو 17 حزباً قد يكون أكبرها لا يتمتع إلا بما يزيد على عشرين مقعداً فتعود أزمة استعصاء تشكيل حكومة ائتلافية تحظى بأغلبية 61 مقعداً للظهور وتتحول إلى مشكلة عسيرة بعد أن كررت نفسها ثلاث مرات متتابعة فرضت ثلاث دورات انتخابية متتالية كان آخرها في آذار الماضي.
3- من المتوقع أن تؤدي هذه الانتخابات والإعداد لها إلى تزايد في تفاقم الأزمة الاقتصادية التي ضربت إسرائيل طوال عام 2020 بسبب وباء كورونا والفشل الصارخ في تقليص خسائرها ومضاعفاتها على الاقتصاد، بل إنها دفعت نسبة كبيرة من أصحاب الأموال إلى تجميد معظم نشاطاتهم وأعمالهم فازدادت البطالة وأصبح الكثيرون من المتضررين يفضلون التعويل على استثمار الجنسية الإسرائيلية الثانية الأوروبية والأميركية وانتظار الوقت المناسب لتنفيذ هجرتهم المعاكسة نحو أوطانهم التي جيء بهم منها. ولذلك يعتقد عدد من المحللين الإسرائيليين بتناقص مقبل لنسبة الذين سيشاركون في الانتخابات التي أصبحت نتائجها تثير الدوامة نفسها التي سادت في نهاية عام 2019 وبداية عام 2020 وها هي تطل بالوتيرة نفسها في بداية عام 2021.
تؤكد معظم استطلاعات الرأي الإسرائيلية أن الناخب الإسرائيلي لم يعد يجد عند نتنياهو شيئاً يقدمه سوى البطالة والإغلاقات المتواصلة للأعمال والحياة التجارية والاقتصادية بسبب تفشي كورونا، وبالونات أوهام التطبيع التي لن تفيده بشيء.
ولهذه الأسباب والظروف التي تترافق مع إمكانية عقد انتخابات مبكرة في منتصف آذار المقبل إذا صوّت عليه الكنيست بأغلبية في قراءتين قادمتين، يرى بعض المحللين في تل أبيب أن نتنياهو على غرار ترامب الذي خسر الانتخابات قد تدفعه هذه النتائج إلى الميل نحو حرب محدودة ضد قطاع غزة أو ضد جبهة الشمال، لكي يحاول تأجيل الانتخابات إلى موعد آخر حتى لو تم إقرارها.
وهناك من لا يتفق مع هذا الرأي لأن نتنياهو سيجد نفسه بعد شهر تقريباً أمام رئيس أميركي جديد هو جو بايدن وليس ترامب الأخرق، ولن يكون من مصلحة بايدن الاتفاق مع فكرة نتنياهو في الأسابيع المقبلة. وهذا ما يتوقعه المحللون في واشنطن من الرئيس بايدن وحاجته إلى فترة هدوء في منطقة الشرق الأوسط لن يكون بمقدور نتنياهو تحمل نتائجه لا على المستوى الداخلي ولا على مستوى السياسة الخارجية.
ومع الاحتمالات شبه المؤكدة لسقوط ورقة نتنياهو في الحكم في عام 2021 ستشعر كل دولة فرض عليها ترامب إنقاذ نتنياهو في الانتخابات بأنها ركضت وراء أوهام ترامب الخاسر في أميركا وأوهام نتنياهو الخاسر في تل أبيب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن