العلمانية في سورية مميزة أتاحت لكل مواطن أن يعتقد ما يشاء … راجح لـ«الوطن»: 13 ألف مسجد في سورية حتى ما قبل الأزمة
| محمد منار حميجو
أعلن نائب رئيس جامعة بلاد الشام عبد السلام راجح أن عدد المساجد في سورية منذ عام 1970 وحتى ما قبل الأزمة بلغت 13 ألف مسجد، مؤكداً أنه في سنوات الأزمة لم يتم تعمير مساجد جديدة.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» على هامش مؤتمر «حق المواطن في الإعلام» الذي أقامته وزارة الإعلام بمكتبة الأسد قال راجح: إنه في ظل الأزمة هدمت العديد من المساجد من دون أن يذكر أرقاماً أو نسبة عن ذلك.
وبيّن راجح أن تدمير المساجد كان ممنهجاً لأنهم يعلمون أن وظيفتها في سورية لم تكن حكراً على المسلمين وهذا ما علمنا إياه الرسول «صلى اللـه وعليه وسلم» حينما استقبل المسيحيين مرتين في المسجد عندما استقبل مسيحيي نجران والحبشة.
وأكد راجح أن الخطاب الديني كان على قدر المسؤولية وبلغ أعلى نسبة من الارتقاء بأدوات خطابه في ظل الأزمة، مضيفاً: لأننا نواجه عدواناً عالمياً من أهم أدواته تحريف الخطاب الديني ولذلك جاءت هذه المرحلة لتعلن أن أي خطاب دون المستوى العالي من الفهم لا يحقق المطلوب في الرد عليهم.
وأضاف راجح: مهما بلغت نسبة تدمير المساجد فسنعيدها ونعمرها من جديد مع مدارسنا وإنساننا وهذا سيكون من ضمن مرحلة إعادة الإعمار.
وفي محاضرة له في المؤتمر شدد راجح على ضرورة بناء الساجد قبل المسجد مشيداً بالعلمانية المتبعة في سورية بأنها مميزة باعتبارها منحت كل المواطنين حقهم بأن يعتقدوا ما يعتقدوا، كما أنها منحت المؤسسة الدينية حقها بأن تبدي رأيها في بناء الوطن ومن ثم في ظل هذه العلمانية لا يوجد تدخل للمؤسسة الدينية بنظيرتها الرسمية.
وقال راجح: أنا سأتحدث عن نفسي كابن المؤسسة الدينية، إن خطبة الجمعة لدي لا تخرج عن الهم الوطني منذ بداية الأزمة وحتى الوقت الراهن، وهذا ما يسمى الخطاب الديني رغم أن البعض وجه لدي العديد من الملاحظات بأنه لا يمت للخطاب الديني بأي صلة فكان جوابي بل هذا هو الخطاب الديني الذي يجب أن يكون حاضراً في معالجة آفات الأمة.
وأضاف راجح: أنا أفتخر بنقل كلمات للرئيس بشار الأسد حينما قال: ليس ما جاءنا من المتشددين إنما هو الدين لكن غيابه عنهم هو الذي أحدث هذا الإشكال في تلك العقول السقيمة.
وبيّن راجح أن مهمة المؤسسة الدينية هي توضيح المفاهيم ضارباً مثالاً كتاب فقه الأزمة باعتباره حصيلة آلام واستفسارات عديدة فوضع هذا الكتاب لتوضيحها، معتبراً أن كل المؤسسات لها دورها الرديف في المجتمع السوري من دون أن نصادر رأياً أو نقحم أنفسنا في مسائل لا تعنينا أو نفرض أنفسنا على أحد.
وأضاف راجح: إننا نعلن عبر منابرنا أننا من ضمن هذه التوليفة الوطنية ولذلك فلنا الحق أن نغار على وطننا وأن نقوله لتحقيق الغاية المطلوبة للوطن.