ثقافة وفن

لم أكمل دراستي في كلية الفنون الجميلة بسبب الظروف والظلم الذي يتعرض له الطالب الموهوب .. حسام قنديل لـ«الوطن»: التقنيات المستخدمة في رسم الـ 3D هي الأصعب لتتناسب مع تكوين الموضوع

| سوسن صيداوي

كثيرا ما نسمع في الآونة الأخيرة عبارة «تقنية الـ3D» أو «خاصية ثلاثي الأبعاد»، التي دخلت في الكثير من مجالات الحياة كصناعة المواد الإعلانية بأنواعها أو في الصناعة السينمائية. وبالعودة إلى الخاصية التي هي موضوعنا، إنها نوع من أنواع الرسم المنتشر بشكل كبير في الغرب، وله الكثير من متابعيه الذين يستهوون الخروج عن المألوف بما هو معتاد من أنواع أطلقتها مدارس الفنون التشكيلية في العالم هذا من جهة، ومن جهة أخرى له متابعوه الذين يجدون أن رسوماته هي من أجمل الرسومات لما تتميز به من جمال ودقة وواقعية، ولأن الرسومات ثلاثية الأبعاد هي نوع من الرسومات التي تتدخل في إنجازها المعادلات الحاسوبية التي تستخدم تمثيلا للبيانات الهندسية للمجسم موضوع الرسم، وأيضاً ما يميزها أنها يمكن تنفيذها أينما كان سواء على الجدران والأرض والطرقات والأوراق، كما تختلف الأدوات المستخدمة فيه بين الرصاص والفحم والألوان بجميع أنواعها. أول ما ظهرت هذه الخاصية في الرسم في أميركا عام1975 حيث قام «مارتن نيويل» برسم إبريق. على الرغم من أن هذا الفن له أهميته ومتابعوه ومشاهيره في العالم إلا أنه في سورية مازال حديثا والمهتم به فئة قليلة، وللحديث أكثر التقت «الوطن» بالرسام الشاب حسام قنديل.. وإليكم الحوار:

حدثنا عن نفسك.. مواليدك ودراستك؟
أنا من مواليد السويداء 1983، درست في كلية الفنون الجميلة من عام 2003 لعام 2007 ولم أكمل الدراسة بسبب بعض الظروف وبعض الظلم الذي يتعرض له الطالب الموهوب.

وعن نشأتك وكيف بدأت علاقتك مع الرسم والألوان؟
في عمر السنوات الخمس بدأت بالرسم كأي طفل في هذه السن، لكن الأهل والأقارب كان لهم الفضل في تشجيعي ودعمي لأنهم رأوا تميّزاً في رسوماتي لمن هم في سنّي. في عام 1999 قررت أن أبدأ بالرسم بالألوان الزيتية، وأنا بعمر السادسة عشرة وبدأت برسم الموناليزا!! مع أن أكبر وأشهر الرسّامين لا يجرؤون على رسم هذه التحفة.

اشرح لنا التقنيات التي تتبعها في رسم الـ3D؟
في هذه التقنية اتبعت أسلوبا هو غريب نوعاً ما، وهو أسلوب الدمج بين عدّة تقنيات لونية أهمها الأحبار الصينية وأقلام الحبر العادي وأقلام الخشب وأقلام الماركر والروترينغ وأقلام الألفا الشهيرة وأقلام الرصاص والفحم، بطريقة الدمج بين هذه التقنيات في خدمة رسمة بسيطة ثلاثية أبعاد تجسد أي شيء مستعمل في حياتنا اليومية، وتلك طريقة تبدو للوهلة الأولى سهلة لكنها من أصعب التقنيات في عالم الرسم حيث يجب أن توفر الاحترافية في استعمال الأدوات وتطويع المواد لتتناسب مع التكوين والكتلة والموضوع العام وفي الوقت نفسه إخراجها للمتلقي لتبدو صورة واقعية عن الشيء المرسوم. وهنا تجدر بي الإشارة إلى أنني اتبعت أسلوب الرسام الإيطالي الشهير «مارسيلو بارنيغي» رائد تقنية الدمج في العالم وأشهر رسام ثلاثي أبعاد في العالم حالياً، وهو من متابعي صفحتي على مواقع التواصل الاجتماعي وكثيراً ما يبدي إعجابه برسوماتي.

كم تستغرق منك اللوحة وقتا وجهداً؟
حسب الموضوع… وتتراوح مدة إنجاز أي عمل من ساعتين إلى 7 ساعات، أحياناً منها ما يكون العمل متواصلاً، ومنها ما يكون متقطعاً على مراحل.

أنت تجيد التصوير والمونتاج وقادر على تجهيز مقطع فيديو لمراحل الرسومات.. التنوع في هذه الفنون كيف توازن بينه… وأي منها الأقرب إلى قلبك… وهل من الممكن أن يتطور الموضوع كي تفكر بصناعة الأفلام السينمائية؟
ليس إجادة بمعناها الحرفي بل هواية وحب للعمل على برامج التصميم والمونتاج، ويعتبر الرسم باليد بالنسبة لي هو في المرتبة الأولى من حيث الاهتمام والوقت الذي يأخذه من يومي، ثم تأتي بعد ذلك هواية التصميم الغرافيكي على الفوتوشوب حيث إنني أجيد الرسم اليدوي على هذا البرنامج ولدي خبرة لا تقل عن 17 عاماً في استخدامه. وبالنسبة لصناعة الأفلام فهذا الفن له روّاده ومحترفوه ويتطلب وقتاً وجهداً ومالاً. قد أفكر في صناعة فيلم يحوي شيئاً من رسوماتي أو يخدمها في المستقبل.

ما المشاريع التي تخطط لها في المستقبل وأين ترى نفسك؟
أخطط لإقامة معارض على مستوى أوسع وأكبر، وأهم هدف أصبو إليه هو الوصول إلى العالمية كأول رسام ثلاثي أبعاد سوري وأول رسام ثلاثي أبعاد عربي يصل إلى العالمية بهذا المجال. واليوم أعتبر نفسي قد قطعت شوطاً كبيراً في هدفي، لأنني أنا اليوم، وهذا رأي المتابعين، واحد من أفضل رسامي تقنية الرسم الثلاثي الأبعاد في الوطن العربي والشرق الأوسط.

ماذا عن المعرض الذي سيقام في الشهر القادم.. هل هو أول معرض لك؟.. حدثنا عن تفاصيله؟
المعرض في شهر حزيران وتحديداً في الثالث من حزيران وهو ثاني معرض فردي خاص بتقنية الرسم الـثلاثي الأبعاد، سيتم عرض 40 رسمة جميعها بتقنية الرسم الثلاثي الأبعاد وهي غير معروضة سابقاً.

أنت عازم على تدريس الرسم الثلاثي الأبعاد؟
نعم… وقررت وباجتهاد شخصي وتمويل شخصي أن أبدأ بتأسيس مشروع مرسم دائم مستقل خاص بي، سيكون مرسماً لجميع الراغبين في توفير أجواء مناسبة للرسم والعمل على المشاريع واللوحات، ولجميع الاختصاصات. وسيتم نقل الرسومات من المعرض المقرر في حزيران إلى المرسم الدائم ليكون أيضاً معرضاً دائماً لرسوماتي (كمعرض الكتاب الدائم) لأنني أتعرض لمواقف طريفة أحياناً من الأصدقاء والأقارب والمعارف حيث يتصلون بي أو يأتون إلى منزلي فقط لمشاهدة بعض الرسومات التي أحفظها ويتأكدون من أنها ليست تصويراً، وعندما يتأكدون أنها على ورقة عادية يقولون إنها طباعة ليزرية ملونة أو بمساعدة الكمبيوتر. وحتى بعد المعرض الأول واجهتني المشكلة نفسها باتهامي بأنني استخدم برامج خاصة قبل الرسم ثم أضيف إليها بعض الألوان لتبدو أنها مرسومة، حتى إنني قلت للمشككين إنني على استعداد تام لمحي أي رسمة تختارونها أنتم، فقط لتتأكدوا من أنني لا أطبع أو استخدم إسقاطات عبر الكمبيوتر.

هل تفكر في السفر من أجل تطوير موهبتك والاستفادة منها؟
السفر بهدف الوصول إلى العالمية… لِمَ لا؟ ولكنني لا أفضل الابتعاد عن بيتي وعائلتي، فأنا بطبعي لا أحب الغربة والاغتراب، وسوف أحقق حلمي كرسام سوري وأنا في سورية بإذن الله.

كيف الدعم وهل هناك قبول أو تشجيع لهذا النوع الجديد من الرسم؟
بالنسبة للدعم المادي هو قليل جداً نوعاً ما، والمعنوي حدّث ولا حرج، فهناك دعم منقطع النظير من جميع من رأوا رسوماتي البسيطة وشجعوني على المواصلة والاستمرار، حتى في ظل أي مصاعب أو أي معاناة استناداً للقول المعروف:من رحم المعاناة يولد الإبداع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن