ثقافة وفن

من مسرح موسكو وبرعاية رئاسية عام الأدب الروسي…لافروف شاعراً: كيف نكون أذكياء لنصبح أغنياء؟!

 مها محفوض محمد : 

عام 2015 هو عام الأدب في روسيا كان الرئيس بوتين افتتحه في مسرح تشيخوف في موسكو معلناً أن الحكومة الروسية ستدعم الأدب الروسي ضمن برنامج «أسس سياسة الدولة في مجال الثقافة» وأن يكون عام الأدب بمنزلة مشروع ثقافي يجمع فئات المجتمع. كما أن الهدف من فعاليات عام الأدب التي ستبلغ حوالي ألف وخمسمئة فعالية متنوعة هو إبراز أهمية رسالة الأدب وقد تم إطلاق هذا الحدث الثقافي من المدرسة التي تعلم فيها الشاعر العظيم بوشكين ووفقاً لقرار رئاسي فقد تم تصميم لوغو رسمي للعام 2015 تظهر عليه ألوان العلم الروسي على شكل بروفيل لثلاثة من أعظم الأدباء الروس الكسندر بوشكين ونيكولاي غوغول وآنا أخماتوف وحسب مبتكري اللوغو فإنه ببساطته يمكن أن يكون بطاقة بريديه ويصلح لتزيين واجهة بناء.
الفعاليات الثقافية لعام الأدب كثيرة ومتنوعة ليس فقط على الأراضي الروسية إنما في أنحاء مختلفة من أوروبا وأميركا منها عروض فنية في مدينتي كان وموناكو الفرنسيتين ومعرض للوحات عن موضوع «الحرب والسلام» عند تولستوي تعبر عن رؤية الرسامين الروس للأبعاد التاريخية والفلسفية والروائية لهذا العمل الرائع للكاتب الكبير، لكن قد تكون أهم فعاليات عام الأدب الروسي هي معرض الكتاب الذي أقيم في موسكو ولأول مرة في الساحة الحمراء الشهيرة من 25-28 حزيران على مساحة قدرها 23 ألف م2 تنوعت أقسامها حسب الأجناس الأدبية وغيرها وقد تمثلت فكرة المهرجان الأساسية في دعوة المواطنين إلى القراءة التي حث عليها الرئيس بوتين في حفل الافتتاح قائلاً: «هدفنا الرئيس من فعاليات هذا العام التركيز على أهمية الأدب ورسالته الاستثنائية لقد انخفض عدد القراء في روسيا وعلينا تشجيعهم وإعادة قيمة الكتاب الجيد» كما أشار رئيس الوكالة الاتحادية للمطبوعات سيسلافينسكي إلى أن الاهتمام بالكتاب تدنى كثيراً بين جيل الشباب وهذا أمر خطير فالأدب الروسي لا يزال أدباً عالمياً عظيماً كما أنه من الضروري دعم مؤسسات بيع الكتب وتطوير طريقة بيع الكتاب لأن ذلك سيتيح للقراء اللقاء على الأرض لا على صفحات الإنترنت التي ازدهرت فيها قراءة الكتب الإلكترونية وشوشت على المكتبات الروسية فتراجع الكتاب الورقي وتضاءل رواجه حيث دل استطلاع حديث أن اهتمام القراء بالكتب الإلكترونية ازداد من 9% إلى 17% بينما فقط 47% من القراء يقرؤون الكتاب الورقي وبالتالي انعكست النتائج على المكتبات الروسية وبدأت تفقد زائريها فحوالى 63% من الذين استطلعت آراؤهم لم يذهبوا إلى المكتبات منذ عامين بل أشار أكثرهم إلى أن المكتبة تكون أشد جذباً إذا طرحت منفذاً إلى الكتاب الإلكتروني بصالات قراءة مجهزة بحواسيب واتصال مع الشبكات علماً أن هناك تغيرات واضحة في هذا المجال في موسكو وسان بطرسبورغ حيث تم تحديث المكتبات ويستطيع القارئ فيها العبور إلى ما يريد، حتى إنه في بعض المناطق كمنطقة سامارا تم تجهيز محطات الباصات بالكتاب الافتراضي فيمكن لأي شخص أن يقرأ ريثما يأتي الباص عن طريق اللوحة الموجودة أو بربط هاتفه الذكي مع الشبكة فيصل إلى ما يريد من الأدب الكلاسيكي إلى الروايات البوليسية وحتى أدب الأطفال كما أطلقت المكتبة المركزية فيدور دوستويفسكي في نوفغوردد برنامج التحديث وتفعيل اشتراك القارئ وتسليمه الكتاب خلال ثوان بالتقصي عن عدد يتراوح بين خمسة إلى سبعة كتب مختلفة موضوعة على مساحة خاصة وبإمكان هذا البرنامج إحصاء 50000 كتاب يومياً.
ومن فعاليات معرض الكتاب أيضاً توقيع اتفاقية مع شركة أميركية لإطلاق المكتبة الروسية من خلال جامعة كولومبيا لمنح الأميركيين فرصة الاطلاع على الأدب الروسي المعاصر.
هذا وقد امتدت فعاليات عام الأدب إلى وزارة الخارجية الروسية التي نشرت قصائد للوزير سيرغي لافروف ولمن لا يعرف فهو شاعر وكاتب قصائد غنائية.
والقصيدة التي نشرت هي لصديقه بريماكوف الذي رحل منذ أيام تتألف القصيدة من 84 مقطعاً تمتدح فيها شجاعة وبأس رئيس مركز الاستخبارات السابق في الاتحاد السوفييتي يفغيني مكسيموفيتش بريماكوف الذي بدأ حياته بالصحافة ثم مراسلاً للإذاعة ولصحيفة برافدا في الأقطار العربية ومنذ ذلك الحين ارتبط بريماكوف بعلاقات وثيقة مع العالم العربي إلى أن تولى رئاسة مجلس السوفييت الأعلى ثم جهاز المخابرات الخارجية وبعدها منصب وزير الخارجية وأخيراً رئيس حكومة روسيا الاتحادية.
بريماكوف الذي بقي وقتاً طويلاً يمسك بمفاتيح خزانة أسرار العلاقات الدولية واجتاز حقول ألغام في دروب السياسة دافع بقوة عن قضايا الشعوب العربية ووقف موقفاً صلباً في الدفاع عن الإسلام بعد أحداث 11 أيلول وقال عبارته الشهيرة: «إن الإسلام لا علاقة له بالإرهاب والإسلام هو دين التسامح».
وقال أيضاً: أعتقد أن روسيا ستقول كلمتها في الشرق العربي ولا شك أنها ستخدم هذه الكلمة لتحقيق السلام وراحة الناس الذين عانوا الظلم، وفي عام 2005 صرح أن سورية هي الدولة المحورية في المنطقة ولا يمكن أن يتحقق السلام من دونها كتب له الوزير لافروف يقول:

ما كسيمسوتش الشرف.. ماكسيموتش الضمير
ماكسيموتش الرواية- الرواية
ذهب بعيداً.. خرج من الحياة
كان الرجل الشجاع القوي.. بالعقل بالعمل بالوفاء للوطن
هو معراج فكر عالمي.. نافذ البصيرة، تنبأ بعالم متعدد الأقطاب
هو حفيد ساندرو.. بمواهب لا تحصى
كان دوماً حيث يجب أن يكون
آمنت بمبادئه
سأبقى وفياً لجميل صداقته.. لحبه
هو حقاً علمنا كيف نكون أذكياء لنصبح أغنياء
أن نكون أصدقاء من دون مجاملة
ونحن أغنياء بهذه الصداقة.. بحكمته بذكائه
اليوم ونحن الفرسان مع ماكسيموتش نزيح الجبال

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن