رياضة

ميسي ليس أولهم ولن يكون آخرهم…عباقرة لم يفوزوا بألقاب دولية

انقضت بطولة كوبا أميركا 2015 وشهدت إخفاقاً جديداً لليونيل ميسي نجم المنتخب الأرجنتيني على المستوى الدولي، وذلك بخسارته مع المنتخب للقب على يد المنتخب المضيف تشيلي بركلات الترجيح بعد التعادل من دون أهداف، ومنذ تلك اللحظة لم تتوقف الانتقادات والأحاديث التي طالت ميسي جوهرة الكرة الأرجنتينية إلى أن بدأ يفكر جدياً بالاعتزال الدولي ولو مرحلياً، حيث لم يسلم من انتقاد الجماهير هذه المرة التي ترى أنه لم يقدم المطلوب في المباريات النهائية الحاسمة.
ميسي لاعب استثنائي والانتقادات الموجهة إليه لأنه لاعب غير عادي ومن غير اللائق ألا يحمل أرشيفه الشخصي أي لقب على الصعيد الدولي وهو الذي مل الألقاب مع برشلونة سواء فردياً أم جماعياً، حيث فاز بسبعة ألقاب دوري وثلاث كؤوس محلية وست كؤوس سوبر محلية وأربعة ألقاب دوري أبطال أوروبا ولقبين سوبر أوروبي ومثلهما في مونديال الأندية.
ميسي ليس أول لاعب من طينة العمالقة الذين لم يفوزوا بألقاب على الصعيد الدولي مع أن خزائنهم ملأى بالميداليات البراقة والإنجازات العظيمة، ولكن لا نعتقد أن أياً منهم يصل إلى مرتبة ليونيل ميسي، ونجزم أن عدم الفوز بالألقاب الدولية هو السبب الوحيد الذي يحول بينه وبين اعتباره لاعب الكرة الأول على مر العصور ماضياً وحاضراً.
المواقع العنكبوتية تحاول المقارنة بين ميسي وبعض العباقرة الذين عاشوا الحالة من منظار التخفيف من المصيبة وهاكم أبرز المقارنات:

مالديني وباريزي
عندما نسأل عن أبرز مدافعي كرة القدم عبر التاريخ فسنتذكر بيكنباور وبوبي مور وكلاهما فاز باللقب المونديالي، أما من غير المتوجين فلا شك أن باولو مالديني وفرانكو باريزي أسطورتي الكرة الإيطالية هما الأشهر من بين غير المتوجين، ففي دوري الأبطال كانا علامة فارقة، وفي البطولات الإيطالية كانا أكثر من علامة فارقة، وعلى الصعيد الدولي اقتربا كثيراً ولكن ركلات الترجيح صادرت أحلامهما في مونديال 1994 وقبله في نصف نهائي مونديال 1990 ومالديني بالذات حالت دقيقة واحدة بينه وبين رفع كأس أمم أوروبا 2000 وكأن القدر يتكلم بمنطق خاص لا أحد يفهمه.
وليس باريزي ومالديني هما الإيطاليان الوحيدان، فباجيو لا يقل عنهما عبقرية ودوراً محورياً في قيادة الجوقة الإيطالية وخصوصاً في مونديال 1994.

كرويف
عندما كان يذكر اسم كرويف خلال عقد السبعينيات كانت ترتعد فرائص المدافعين الذين لم يكونوا يجدون سبيلاً لإيقافه، ففاز بالدوري الهولندي تسع مرات والدوري الإسباني مرة، وستة ألقاب بكأس هولندا ولقب بكأس إسبانيا، كما فاز بدوري أبطال أوروبا ثلاث مرات والسوبر الأوروبية والإنتركونتيننتال مرة وعلى الصعيد التدريبي حقق ما لذّ وطاب من الألقاب، ويوم الامتحان الحقيقي عندما كان لاعباً خسر نهائي المونديال 1974 كما خرج صفر اليدين من أمم أوروبا 1972 و1976.

رونالدو وفيغو وأوزيبيو
عندما نتحدث عن ميسي نقرن ذلك بكريستيانو رونالدو فهما اللاعبان الأشهر خلال الألفية الثالثة ويهيمنان على جائزة الكرة الذهبية منذ 2008 فهو الهداف التاريخي لمنتخب بلاده برصيد 55 هدفاً وحاز كل الألقاب الفردية الممكنة مع اليونايتد وريال مدريد، كما فاز بكل الألقاب المتاحة مرة على الأقل، بيد أن رصيده الشخصي من الألقاب الدولية صفر، والمؤلم أكثر أن المنتخب البرتغالي بعهده لم يحقق شيئاً وكان قاب قوسين أو أدنى من التتويج بأمم أوروبا 2004 ولكن المنتخب اليوناني قتل أحلام كل البرتغاليين في الافتتاح ويوم التتويج في حالة لم تفك طلاسمها حتى اللحظة، وذاك اليوم بكى رونالدو كما لم يبك من قبل.
وخلال كأس العالم 2006 توقفت أحلام رونالدو وفيغو معاً عند نصف النهائي، علماً أن فيغو أحد اللاعبين المشهورين الذين حازوا المجد مع البرشا والريال والإنتر، ومن قبلهما كان أوزيبيو خلال مونديال 1966 قريباً من لعب النهائي لولا الاصطدام بحاجز أصحاب الأرض الإنكليز، والجميع يعلم ما حازه من ألقاب تتحدث عن نفسها أيام كان الرجل الأول في بنفيكا.

بيكهام
كل بريطانيا كانت تتغنى بديفيد بيكهام الذي حاز مع اليونايتد ألقاباً يسيل لها اللعاب، إذ فاز مع اليونايتد بستة ألقاب بريمرليغ ولقبي كأس ولقب بدوري الأبطال، إضافة للقب الليغا والسوبر في إسبانيا، وختم مسيرته بألقاب محلية مع لوس أنجلوس غالاكسي، ولكن مع المنتخب كان الإخفاق شعاراً دائماً، ولا تتذكر جماهير الكرة الإنكليزية من حسناته سوى قيادة منتخب بلاده للتأهل إلى مونديال 2002 بركلة حرة مباشرة ماثلة في الذاكرة، وغير ذلك كان شبحاً وعبئاً في يورو 2000 و2004 ومونديال 1998 و2002 و2006 لدرجة أن ركلة الترجيح المطلوب منهم ترجمتها كادت تضيع.

مايكل بالاك وأوليفر كان
الدولي الألماني المعتزل مايكل بالاك حاز العديد من الألقاب الفردية ولكن الشامبيونزليغ أعيته أينما حلّ وارتحل، كما أن سجله مع المنتخب افتقر للألقاب التي كانت قريبة في مونديالي 2002 و2006 وكذلك في يورو 2008 لكن هل من أحد ينكر جمائله ودوره مع كل المدربين الذين أشرفوا عليه.
ولم يكن بالاك الألماني الوحيد فأوليفر كان حارساً غنياً عن التعريف، بل الحارس الوحيد الذي فاز بالكرة الذهبية المونديالية وكان ذلك 2002 ولكن في النهائي المذكور كان سبباً مباشراً في تقويض أحلام المانشافت بهفوة نادرة.
الحديث لا يقتصر على هؤلاء النجوم فغيرهم هناك الكثير، لكن من وجهة نظر شخصية لا أحد يقترب من إمكانات ليونيل ميسي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن