لا أرغب أن يخوض أطفالي تجربة الفن … ليال عبود لـ«الوطن»: الأغنية الشعبية السورية متصدرة في سباق الأغاني العربية… ولأنها تستهويني لدي أغنية «مغنج»
| سوسن صيداوي
«بنت العيلة» هكذا يلقبها كل من يلتقيها أو يعمل معها أو حتى يتعرف عليها، الفنانة.. شابة تضج بالحياة. ترتدي الجمال وشاحا يرحب بالنظرة كي يخترق بعدها إلى القلوب. بعيدة عن السطحية. ممتلئة بنعمة المحبة. متسلحة بالبساطة في الحضور والجلوس وحتى في بوح الكلام. بريق الشهرة لا يغريها، بل ما تبحث عنه وتطمئن بأنها محاطة به دائما، هو محبة الجمهور والمتابعين لفنها. إنها الفنانة اللبنانية ليال عبود التي حضرت من لبنان كي تُحيي حفلاً فنياً في سورية. عبّرت الفنانة خلال حوار صحيفة «الوطن» معها، عن شوقها إلى سورية الوطن، للبنانيين أولاً ومن ثم للعرب، وتمنت أن يعود السلام إليها كي ينطلق منها إلى كل الدول العربية. وإليكم الحوار…..
ولدت بأسرة كبيرة مكونة من سبع بنات وثلاثة شباب.. ماذا تعني لك العائلة؟
العائلة هي أساس الحياة وأساس المجتمع، وهي النواة والركيزة الأساسية للوطن، والتي من خلالها ننطلق في البناء نحو مستقبل مشرق.
كيف كان حالكم وأنتم عشر إخوة وأخوات.. هل تتذكرين بعض المواقف الطريفة التي كانت تجمعكم؟
كنا نحن الأخوة والأخوات يداً واحدة، وكان حالنا كحال كل الأطفال، كان هناك اللعب والفرح واللهو والأصوات العالية، وأيضاً ساعات اللعب التي كانت تخلق الشجار ومن ثم بعده الصلح وهكذا. بالطبع بيننا رابط عاطفي قوي جدا، وهو نابع من الأخوّة والتي هي سيدة الموقف والتي تجعلنا نقترب من بعضنا دائماً ونتكاتف ونساند بعضنا البعض بشكل دائم، فبالنهاية نحن من دم واحد، وهذا بالطبع سببه أبي وأمي لأنهما قاما بتربيتنا على أسس المحبة والطيبة والرحمة. والجميل بالموضوع بأننا كلنا موهوبون بأصوات جميلة.
لكنك كنت أنت المحظوظة بين أخوتك ولقيت الدعم من العائلة منذ طفولتك؟
صحيح. وأنا أكثر واحدة بينهم ظهرت بالنشاطات المدرسية والجامعية، وحتى إنني أذكر في طفولتي وفي أثناء سفر والدي، في ذلك الزمن لم يكن هناك طرق للتواصل إلا من خلال الهاتف والبرقيات والرسائل المكتوبة، لهذا كنت أقوم بتسجيل صوتي على شريط كاسيت وأتحدث مع أبي وأغني له المواويل والعتابا، وحصتي في التسجيل على الكاسيت كانت الأكبر بين أخوتي.
إذاً يمكننا القول إن والدك هو الذي شجعك على الفن؟
عائلتي تقدر الفن كثيرا، وبالفعل أتذكر في المناسبات العائلية وغيرها، كان أبي دائماً يضع طاولة ويجعلني أقف عليها كي أشعر بأنني أقف وأغني على خشبة المسرح.
في تلك المرحلة هل كان الاهتمام فقط بالغناء أم أيضاً بالعزف؟
اشترى لي والدي آلة الكمان وأنا بعمر ست سنوات، من بعدها تركتها من أجل الواجبات المدرسية لأن عائلتي تقدر العلم كثيرا، وأنا كنت تلميذة مجتهدة وأسعى دائماً للتفوق في المدرسة والحصول على أعلى الدرجات. بعد تلك الفترة تركت آلة الكمان وأغرمت بآلة البيانو، ثم تركت البيانو وعزفت على الغيتار وبعدها العود.
بما أنك انطلقت من عائلة تشجع امتهان الفن.. في المستقبل هل ستشجعين أطفالك على المسير في درب الفن؟
بصراحة يهمني كثيراً أن يكون أطفالي من المهتمين والمحبين للفن وأن يتمتعوا بأذن موسيقية ولكنني لا أرغب بأن يخوضوا تجربة الفن، لأنها مهنة صعبة وفيها الكثير من الأشواك والمطبات والصعوبات.
معروف عنك الاهتمام الكبير بإطلالتك.. كما تتعرضين دائماً للهجوم بأن جمالك ليس طبيعيا بل هو جمال مصطنع وقائم على عمليات التجميل؟
أنا فنانة تواكب الموضة، وأحب أن تكون أزيائي ومكياجي وحتى تسريحات شعري عصرية، ليس هذا فقط، فأنا أهتم بإطلالتي ورشاقتي ونظامي الغذائي، حيث أقوم بالتمارين الرياضية بشكل منتظم، كما أنني أحب الطبخ وأقوم به كي أتناول طعاماً صحياً خالياً من الدهون والكولسترول وكل ما هو مؤذ للصحة والجسم.
ولكن شكلك تغير كثيراً عما كنت عليه في السابق.. ألم تقومي بعمليات تجميل؟
أكيد غيرت بعدة ملامح موجودة بي، قمت بتغيير لون شعري الذي هو طبيعي، وأيضاً قمت بتغيير رسمة حواجبي. إضافة إلى استخدام «البوتوكس» في وجهي. كلّها أمور طبيعية وعادية، كما أعترف بأنني قمت بعملية لأنفي وهي ليست تجميلية، فبسبب الجيوب كان يصعب علي التنفس، لذلك أقدمت على الجراحة الطبية لأنفي، فما قمت به أمر طبيعي. ولكن الأمر الذي لا يمكنني أن أعتبره طبيعيا ولا أحبه، هو عمليات التجميل التي يقوم بها الأشخاص للحنك مثلا أو العمليات التي تؤدي إلى تغيير شكل الإنسان.
كيف هي نظرتك للتجاعيد؟ هل تخافين من التقدم بالعمر؟
هذا الأمر لا يخيفني أنا وحدي، فهو يخيف كل نساء العالم، ولكن اليوم ومع التطور الطبي والوقائي هناك العديد من الطرق سواء أكانت عبر الفيتامينات أو غيرها من الأمور التي تمكّن المرأة من الاهتمام ببشرتها كي تواجه التقدم بالعمر قدر الإمكان، وتؤخر من ظهور التجاعيد أو عوامل الشيخوخة.
ما رأيك اليوم بما تشهده الساحة الفنية من الفتيات اللواتي يقمن بالاهتمام بجمالهن الخارجي بعيداً عن الاهتمام بالصوت أو حتى الأداء؟
لابد للفنانة من أن تجمع في شخصها عدة عناصر سواء أكانت الصوت أم الصورة أم الكاريزما، أم الأداء الحي في الحفلات وليس القائم على طريقة الـ«playback»، وبالنسبة لي إذا قمت بالغناء بهذه الطريقة فسأكون فاشلة، وللأمانة في بعض الحفلات الجامعية والتي لا يكون لديهم القدرة على إحضار فرقة موسيقية، أقوم مرغمة بالغناء بطريقة الـ«playback»، لكنني أخطئ، إذا فالغناء الحي على خشبة المسرح يُشعرني بالتفاعل الحقيقي سواء مع الفرقة الموسيقية أو مع الجمهور.
ولكن مثلاً النجمة إليسا وهي نجمة صف أول ولها شعبيتها الواسعة وتغني بحفلاتها بطريقة الـ«playback».. ما رأيك؟
تجيب الفنانة ضاحكة: لنبق بليال عبود، الآخرون ليس شأني.
تتجاهلين ما يدور في الوسط من مهاترات وشجارات، وتكتفين دائماً بالعمل على نفسك وفي زيادة ثقتك بنفسك؟
أنظر إلى الشجارات والخلافات التي تدور بين الفنانات بأنها أمر سخيف، لأنها لا تقدّم ولا تؤخّر بل تزيد الأمر سوءاً بإثارة البلبلة. أسلوبي هو الانطلاق من نفسي وبما أملكه من موهبة بعيداً عن الآخرين، وليس أن أتسلق على أكتاف الآخرين، بل أركز على نقاط ضعفي كي أصنع منها قوة وأثبّت اسمي في الساحة الفنية بشكل أوسع، وبالنتيجة كي أكون ليال عبود التي أحبها أن تكون. أسعى دائماً كي أتحدى نفسي وأحقق النجاحات، وإذا فشلت في مرحلة ما أحاول أن أصلّح من أخطائي وأتجنبها في المستقبل.
هل لديك صداقات في الوسط الفني؟
لدي صداقات تجمعني بالفنانين الشباب وليس الفنانات، وهذا للأسف موجود في عالمنا العربي، على حين نجد الفنانات في الغرب مجتمعات في المناسبات وفي بعض النشاطات اليومية. أتمنى لو أننا نتعلم من الغرب الأمور الإنسانية الجيدة، فمثلا تجمعني صداقة مع وائل كفوري ووائل جسار ومعين شريف وملحم زين ومروان خوري وأيمن زبيب والقائمة تطول.
لديك قناعة بالقسمة والنصيب.. هل القدر متصالح معك ومنحك ما تريدين؟
القدر يعاند كثيراً الأشخاص، ولكن هذا الأمر يجب ألا يقصينا عن أهدافنا مهما بلغت الصعوبات والمطبات، هذا بالنسبة للإنسان الناجح، وبالنسبة لي الفن هو كبحر معرفة ومهما بلغت معرفتي به فهي تبقى قاصرة ومتواضعة، ما يتطلب مني المثابرة والاجتهاد كي أضمن الاستمرارية.
شعور الشهرة والنجومية أمر فيه الكثير من اللذة والمتعة؟
الشهرة لا تغريني وأرفض أن يعمي بريقها عيوني، بل أسعى بأن تبقى أقدامي على الأرض، وقريبة من الأشخاص الذين يحبونني ويعطونني الثقة.
ألا تخافين من فكرة غياب الشهرة أو النجومية؟
النجم مختلف عن الإنسان العادي، لأنه يعيش حياة فيها نوع من الظهور، ولأنه أصبح شخصية عامة ومعروفة للناس فيبقى بحاجة دائماً إلى الخصوصية، ولكنني أحب جمهوري وأعطي الفرصة للمعجبين كي يكونوا بقربي ويأخذوا صوراً معي حتى لو مضى علي ساعتين وأنا واقفة على المسرح أغني.
ما رأيك بالأغنية الشعبية السورية؟
الأغنية الشعبية السورية ما زالت ولفترة مهمة متصدرة المراتب الأولى في سباق الأغاني العربية، وهذا الأمر الذي استهواني ودفعني كي أغني أغنية «مغنج» لعلي حسون وفادي مرجان وقمت بتوزيعها في سورية، وكنت قد قمت سابقا بتجديد فلكلور سوري «خشخش حديد المهرة». إذا الأغنية الجميلة من أي بلد كانت، هي أغنية جميلة وقريبة للناس حتى لو كانت من المغرب أو من المشرق، وأنا لا أجد صعوبة في غناء أي لهجة فأنا أغني باللهجة المصرية وبالعراقية وبالخليجية ومؤخرا قمت بغناء «حاضر يا مستر»و هي راي مغربي ولكن باللهجة البيضاء، وأشكر اللـه لأنها لاقت نجاحاً وهي لون مختلف جديد عما أغنيه بالعادة.
ماذا عن مشاريعك المستقبلية؟
هناك العديد من المهرجانات التي أنا بصدد متابعتها خلال الصيف الحالي، كما أنني أقوم بالتحضير للعديد من الأغاني المصرية واللبنانية الشعبية.
في الختام.. ماذا تقولين لجمهورك في سورية؟
نحن نشعر بالشوق الكبير لسورية الحبيبة التي هي بالنسبة لنا نحن اللبنانيين بلدنا الثاني، ونشعر بالشوق للسلام فيها، وإن شاء اللـه سيعود السلام إلى سورية ومنها إلى كل الوطن العربي.