الأولى

إسرائيل والسعودية «غاضبتان».. وطهران تؤكد أنها حققت أهدافها.. وموسكو: سيسهم بتحسين الوضع بالمنطقة…اتفاق تاريخي بين إيران والقوى الكبرى.. والعالم يرحب

وكالات : 

وقعت إيران ودول مجموعة «خمسة+1» رسمياً أمس في العاصمة النمساوية فيينا الاتفاق النهائي حول الملف النووي الإيراني الذي يكفل لإيران دخول الأسواق العالمية باعتبارها بلداً منتجاً للمواد النووية وإلغاء الحظر والقيود المفروضة على عمليات التصدير والاستيراد منذ 35 عاماً.
ويكلل هذا النجاح الدبلوماسي مفاوضات ماراثونية حثيثة دامت نحو سنتين ويقفل ملفاً يسمم العلاقات الدولية منذ أكثر من اثني عشر عاماً.
ورحب الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ولندن وطهران بالاتفاق، بينما عبرت موسكو عن «ارتياحها»، كما دعت باريس طهران إلى اغتنام الفرصة لـ«المساعدة على إنهاء» الحرب في سورية.
وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما: «إن هذا الاتفاق يعطينا فرصة للذهاب في اتجاه جديد»، لكنه نبه مع ذلك إلى أن «هذا الاتفاق ليس قائماً على الثقة، إنه قائم على التحقق، والمفتشون سيكونون قادرين على الوصول إلى المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية 24 ساعة على 24 ساعة».
وتسجل هذه النتيجة نجاحاً كبيراً أيضاً للرئيس الإيراني حسن روحاني الذي عبر عن ابتهاجه لاستجابة «الله لصلوات أمتنا» معتبراً أن الاتفاق من شأنه «أن يزيل انعدام الثقة تدريجياً» بين الأعداء التاريخيين، ومؤكداً أن إيران «حققت كل أهدافها».
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: إن الاتفاق هو «خيار قوي من أجل الاستقرار والتعاون (…) لقد تنفس العالم الصعداء»، مضيفاً: إن موسكو «ستفعل كل ما بوسعها» لضمان نجاح الاتفاق.
بدوره قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إن «الاتفاق سيسهم في تحسين الوضع في الشرق الأوسط».
والاتفاق النهائي يؤكد على المبادئ الكبرى التي وضعت في لوزان في نيسان، تلتزم بموجبها طهران بتقليص قدراتها النووية (أجهزة الطرد المركزي، مخزون اليورانيوم المخصب…) خلال سنوات عدة كما يسمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالقيام بعمليات تفتيش أوسع.
وفي واشنطن سيطرح الاتفاق على الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون الحذرون جداً تجاه طهران، وقد حذر أوباما في كلمته البرلمانيين من مغبة تصويت «غير مسؤول»، وبإمكانه اللجوء للفيتو لتمريره، لكن رئيس مجلس النواب الجمهوري جون باينر اعتبر أن هذا الاتفاق «سيقدم لإيران المليارات بتخفيف العقوبات مع إعطائها الوقت والمجال لبلوغ عتبة القدرة على إنتاج قنبلة نووية من دون خداع».
في الأثناء أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن مجلس الأمن الدولي سيصدر قراراً خلال «بضعة أيام» يصادق فيه على الاتفاق، بينما صرح مسؤول أميركي أن مشروع قرار يتضمن الاتفاق سيعرض على مجلس الأمن «اعتباراً من الأسبوع المقبل».
ورغم ترحيب كل دول العالم إلا أن إسرائيل والسعودية عبرتا عن استيائهما وتشككهما من الاتفاق، ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاتفاق بأنه «خطأ صادم.. تاريخي»، بينما قال مسؤول سعودي: إنه «إذا منح الاتفاق تنازلات لإيران فإن المنطقة ستصبح أكثر خطورة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن